الشعور بالأمان في حضور الشرطة والأمن

الشعور بالأمان في حضور الشرطة والأمن
  • 29 ديسمبر 2022
  • لا توجد تعليقات

د. مرتضى الغالي

متى يتم تكريم الشرطة معنوياً..؟! يتم ذلك عندما يشعر المواطن بأنها تحمي حقوقه المدنية والدستورية وأنها تحفظ أمن البشر والوطن والمساكن والطريق.. وتبتسم في وجه المواطنين..وتحفظ كرامتهم وأمنهم..وعندما تحضر إلى الساحات والميادين ويكون حضورها من أجل حماية الناس وتأمينهم وصون أرواحهم وممتلكاتهم..ولا يشعر المواطنون بأنهم يخشون منها على أنفسهم ..!!
إن تكريم الشرطة المعنوي والاطمئنان إليها..يتم عندما لا يشاهد الناس في مسرح حضورها إطلاق الرصاص الحي والمقذوفات وعمليات الدهس والسحل وتوجيه التنشين إلى الرءوس والصدور لعزلاء الموكب السلمية..ولا يرونها تتسوّر السطوح من اجل القنص أو تداهم المنازل بالبنادق والرشاشات وتروّع الأطفال..ولا يرون أفرادها يقومون بنهب البيوت أو (سرقة الموبايلات)..!..وكلنا يرى في العالم كيف يقف المواطنون في مسيرات الاحتجاج السلمي أمام الشرطة وهم في كامل الطمأنينة على أن حقوقهم مصانة وأن الاحتكام للقانون لا للمزاج السياسي….بل نرى كيف أن المجرم اللص ومتعاطي المخدرات وبائعها يقف وجهاً لوجه أمام رجال الشرطة والأمن مطالباً بحقوقه الدستورية رافضاً أي حديث إلا في حضور محاميه..فينصرف عنه الشرطي ولا يستطيع أن يمس منه شعره..!!
نقصد بالتكريم المعنوي شعور المواطن تجاه شرطته بالأمن والرعاية والحماية..فقد اعتادت دول العالم الثالث أن يستعيذ مواطنها (بأسماء الله الحسنى) عندما يدخل مخافر الشرطة أو مكاتب الأمن..!! هناك يعنى الأمن (انعدام الأمن…فيا ويلك وسواد ليلك)..! وهناك يشعر المواطن أنه ليس في مخفر شرطة أو مكتب أمن أو أنهما جزء أصيل من الخدمة المدنية والولاية المدنية.. بل يشعر أنه في مكان اقرب إلى صالات التعذيب التي ينصبها رجال المافيا…! ففي مثل هذه الدول والسودان منها أقبية للتعذيب وبيوت أشباح وأنفاق سرّية حتى اليوم يختفي فيها الناس فلا يظهرون مرة أخرى إلى سطح الدنيا..! والسعيد السعيد منهم من لا يزرعون في رأسه مسماراً أو من يكتفون منه بالتعذيب والاغتصاب (أو بهما معاً) والناجي الناجي من لا يتم تقييد رجليه إلى مروحة السقف (ووضعها في نمرة واحد)..أو الذي لا يهددونه بإحضار زوجته واغتصابها أمام عينيه..حيث لا يسمحون له بإغماضهما..!
لقد كانت بلادنا بريئة من هذه الفظائع التي تبلغ هذا الدرك..حتى أطلت الإنقاذ..وبدلاً من أن ترسل الكوادر إلى معاهد العالم الزراعية والصناعية لاكتساب المعارف الجديدة..أرسلت أول بعثة لها إلى إيران لتعلُم فنون التعذيب بـ(أفضل السُبل) التي يمارسها السافاك..! واسألوا ” نافع علي نافع” الذي نفى أي علاقة تربطه بالانقلاب فإذا بمذكرة عضو مجلس قيادة الإنقاذ ووزير داخليتها (وهو شريك أصيل في الانقلاب وتبعاته) تقول إن (نافع) أخبره بأنهم يريدون ترزياً كتوماً ليقوم بتفصيل أزياء من الكاكي الذي يرتديه الجيش وشارات رتب عسكرية مزوّرة..! وعندما استفسره عن السبب قال له: سيخبرك عن ذلك عبد الرحيم محمد حسين “أبو عصاية”..(ضعُف الطالب والمطلوب)..!
معنى ذلك أن جنوداً نظاميين يجتهدون في توفير بدلات الكاكي المزوّرة لمدنيين من اجل أغراض انقلابية ويخونون بأنفسهم الزي الذي يرتدونه والذي أقسموا على شرفه وصيانته من الانتهاك..!!
هل سمعت يا صديقي بأن اليابان قامت بتكريم قوات الشرطة لأنها تقوم بواجبها..؟؟! هذه هي (الخزعبلات) التي استنتها الإنقاذ بؤرة الشرور وعصابة الإثم و(ماخور الخميم واللميم)..وسار عليها هذا الانقلاب الأطرش الذي أذاق شعبنا الويلات وأورد بلادنا موارد التهلكة.. وهو في إلحاح لا يفتر بأن يجعل كل يوم من أيام بلادنا معرضاً مفتوحاً لإزهاق الأرواح والضرب و(الكبع)..في نيالا أو في النيل الأزرق أو في الشرق والشمال..أو في شوارع عاصمة البلاد..فلا تسمع غير القتل والنهب وقلع العيون وبتر الأطراف والوباء والغلاء..! الله لا كسبكم..!!

murtadamore@yahoo.com

التعليقات مغلقة.