الفرفارة

الفرفارة
  • 09 يناير 2023
  • لا توجد تعليقات

تاج السر الملك

لحديث (الظباط) في بلاد السودان، اثر عميق، ادركه خباث العسكريين، ولئام المدنيين، وعطفاً علي البزة المكهربة بالنجوم والصقور النحاسية، والصدورالمبهرجة بالنياشين، استباح اهل الظبط والربط البلاد، ف(شالوها) عنوة، من مفرق المياه بين النيل ونهر الكنغو، حيث البفرة والتيلبون، وحتي شط دجلة والفرات، والسمك المسكوف، ومن سمرقند وحتى مقاهي نواكشوط، حيث يأكل الناس (البلغمان).
كنا صغاراً، في حميا دراما السبعينات، ناصر وبن بيلا، نكروما، كينياتا و(بتحرمني منك). نقوم علي خدمة الكبار، نعد المفارش والنمارق والوسائد، المطايب والمشاريب، لإفطار رمضان، نستجدي جامع ود ام دوم، ان يرقع بصوت المؤذن، صمت الغبرة العالقة في السماء، وجارنا النقيب مضطجع، في ثيابه الملكية، يدلي باستشارة هنا وهناك، عن الوضع الراهن، والمرتهن، يفتي في شؤن الجنة والنار، وجاز الديوم، والجيب الروسي، وسد المال، ونحن واثقون بان ناس الجيش، وحركات الجيش، يعلمون ما لا نعلم، فهم يعرفون كبكابية، ونحن لا نعرف اين تقع كبكابية!
وهم يرقصون علي عزف فرقة جاز (دار سك العملة)، متى ما شاءوا، ويتزوجون النساء الجميلات، بصورة رسمية، ويفتتحون المنشآت، بخطب تحمد للألمان، فضلهم التقني، في ايصال الإرسال التلفزيوني للجزيرة! وفي صنع المرسيدس فيما صنعوا، في (هريسة) حماسية، تشمل في مقاديرها، بركات الصالحين، الذين جعلوه، سبحان الله، إرسالا ملوناً!
ثم تطور الأمر، وتمدد، فصار المشير إماماً، وأطاح بقناني الخمور، فسكرت تماسيح توتي عن تعالبها، ونائبه، بلغ صلاحاً، جعله (يروّب) الماء، مثلما صنع عيسى ( الواين)، من الماء القراح،
…يا حواريين….. ابتهجو!
ورحّل النائب الهمام(الفلاشا)، الي ارض الميعاد، راضين مرضيين، وصنع (فرامة)، لعمل الورقة فئة العشرون جنيهاً، ونصبها في مزرعته، وقعد يفرم!
وبعد عقود اوتزيد، عادوا، يتسلقون الدين والجلالات، والأناشيد المضلله، يفتتحون، والثورة الشعبية تشهر انيابها، ودون ادنى خجل، مضخة ماء تافهة، في ود الحداد، ومصنع لتعبئةالملح! ويتولون إدارة الطحين والعجين والمخابز، وقبل ذلك، حيازتهم شرف إعدام (سودانير)، حين تولوا (امانتها)!
جلسنا وتحلقنا حول الموائد، الرمضانية، (البتلّو) الشهي، ده بتلو ده؟،من ملحمة(الملحمة)، بشارع المزاد، ورغيف (سيحة)، بسكويت بس، ورغيف فرن (سوق الشجرة)، الشوربات، العدس والخضار، والشرموط، والذي لوسمعك الشوام تنبئ عن فضله، لقاموا عليك بالخوازيق والمنجنيق..
-لَكْ شو هالحكي يا زلمي.. يخرب عئلك.. شو ها الصراحة المفرطة؟ مين عم تئصد.. افرز يا طرزان!
ثم (احتدم) الافق، والشمس يعز عليها الفراق، ولا سبيل لها في العين الحمأة، حسبما قال نيكولاس كوبيرنيكوس وغالليلو، وصدقتهما الأقمار الصناعية، ابولو واسبوتنيك، و(ناسا)، وترجمان الأشواق، والكيزان الذين درسوا الفيزياء الحلال، وعلم الفلك، والسدود الضاربة، والشيخ حسن ود حسونة!
كانت العشر الاواخر، و(كاميليو)، مكب على جبال ‏تناطح سقف غرفته الساخنة الضيقة، من الكرمبلينات والتريفيرات، لا يقبل اي (اوردرات) جديده، الا بواسطة قوية، فأصابنا اليأس، قالوا، واحد رهيب في (حجازي)، ورا الكلية المهنية.. خلاص بكرة من الصباح.
دقائق معدودات تبقت للأذان
وبدأ ماراثون السيارات المتسابقة للحاق بالافطار
بكاسي ستة شنكل ، هيلمانات، انجيليات، زفيرات، قعونجات، كريسيداتززز
نتكتح بالعفار ونصيح من مجلسنا من على مصبة بيت ناس عم محمد افندي…
إتفضلوا
زاد فضلكم
ثم تراب.. تف تف .. سفاية.
أنزلو حللو
جزاكم الله خير خير
…………..
كريسيدا
ثم بيجو فور او فور!
لون بيجي.. مقاعد جلدية.. كشافات امامية مثل الكركم
لنج
رفع النقيب عينيه، ونطق بالحكمة
الفرفارة…. أخت المرسيدس عديل!!!
فصفقنا وقلنا بسم الله ماشاء الله
وأفطرنا على انغام بدر عجاج!
تاج السر الملك يناير ٢٣

تصوير
Jo Hn

التعليقات مغلقة.