كيف يستقيم الظل والعود اعواج

كيف يستقيم الظل والعود اعواج
  • 25 أبريل 2023
  • لا توجد تعليقات

 الصديق المريود 

الجزءالاول: 

(1)

فى هذا المقال سوف اتحدث باختصار عن خلفيات تكوين قوات الدعم السريع و لماذا وقف قادة الدعم مع الثورة و اعلانهم مواقف ثابتة من اجل اعادة الحكم الديمقراطى الى السودان ونفض ايديهم عن الاسلامويبن و فضح مواقفهم  و اسباب المواجهة العسكرية الحالية بين قوات الدعم السريع و القوات المسلحة  ودور العصبة و كتائب ظلها فى ذلك و ما ترتب عليه من فقد فى الارواح و الانفس والثمرات و دمار فى الممتلكات والبنية التحتية للدولة و السيناريو المتوقع بعد نهاية الحرب وذلك لتسليط الضوء على بعض الحقائق لتعرية الحملة  الاعلامية  المسعورة ضد قوات الدعم السريع التى اصبحت صمام امان الديمقراطية فى السودان وحليف للشعب السودانى لاعادة الحكم المدنى   .

(2)

أبدا أهنىء الامة السودانية فى مشارق الارض ومغاربها بحلول عيد الفطر المبارك و الذي اطل علينا فى ظروف حزينة ووطننا ينزف دما وتواجهه تحديات انسانية وامنية غير مسبوقة نتيجة للمواجهات العسكرية بين قوات الدعم السريع و القوات المسلحة التى تم  اختطفها بايدى كتائب الظل الاسلاموية.
كما لا يخفى على أحد أن الذهاب للاقتتال بدلا عن حل الخلافات بالطرق السلمية الخاسر الاول سيكون الشعب و الوطن. نسال الله ان يعيد العيد علينا و بلادنا تنعم بالسلم و الامن و الاستقرار و السكينة. ولسان الحال قول القائل:

عيد باية حال عدت يا عيد بما مضى ام بامر فيك تجديد. 

نحن كشعب لا نملك شيئا غير ان نعبر عن المنا و حزننا واسفنا العميق لما حدث ويحدث وما آلت إليه الأوضاع في وطننا العزيز. 

(3)

خلفية تاريخية عن تكوين قوات الدعم السريع: 

خرج علينا عبر حملة مسعورة فى الايام القليلة الماضية جنرالات الجيش السودانى تتبعهم ابواقهم من كتائب الظل الاخوانية و من يخدم اغراضهم من اجل خلق قضية راى عام يقول بان قوات الدعم السريع مليشية متمردة  لا تحتكم لقوانين قوات الشعب المسلحة وان  افرادها من جنود و  قادة وغيرهم اجانب غير سودانيين مرتزقة. الغريب فى هذا الامر انه فى الماضى القريب ظلت تتحدث نفس هذه الشخصيات وذات اصحاب الاصوات العالية ممجدة قوات الدعم  السريع بانها شقائق الجيش و يعددون محاسنهم من شجاعة  و نكران للذات والتفانى من اجل خدمة وحماية الوطن و يتحدثون عن صدقهم واخلاصهم  للوطن. المؤسف هذه ان هذه الذاكرة تنقلب ما بين يوم وليلة وضحاها وتريدنا ان نصدق بان قوات الدعم السريع مرتزقة و خونة و عملاء لدول اجنبية (هل يستقيمان).

 بينما الحل الامثل هو إعادة تقنين الوضع العسكري لقوات الدعم السريع  علي ان الجيش السوداني يشارك الدعم بقرار من النظام البائد في حرب اليمن والمتمثلة بوجود قوات برية كبيرة وغطاء جوي سوداني، وبموافقة قيادة القوات المسلحة السودانية صار معظم المقاتلين السودانيين المشاركين فى هذه الحرب من قوات الدعم السريع. 

بل إن القانون الذي أجازه البرلمان الإنقاذي إضافة لتعقيدات حماية حدود المملكة العربية السعودية تم إلحاق الدعم السريع بقوات الشعب المسلحة  وأضحت جزءا أصيلًا من الجيش السوداني. وكلنا يعلم الغرض الذي جعلها تتبع للرئيس المخلوع باعتباره القائد العام للقوات المسلحة حينها قام المدير السابق لمكتب الرئيس المخلوع البشير الفريق طه عثمان الحسين بتعميم توقيع الرئيس المخلوع البشير بما جعل قوات الدعم السريع تابعة له ولإدارة العمليات بجهاز الأمن السوداني بحيث تم تعيين اللواء عباس عبدالله قائدًا عاماً لقوات الدعم السريع وهو  من قام بتعيين حميدتي كقائدًا ثاني لقوات الدعم السريع ، كما تم تحديد المعسكرات من قبل القيادات العُليا بقوات الشعب المسلحة و جهاز الامن و المخابرات و اشرف اللواء عباس علي جميع الترتيبات بوصفه قائداً عاماً لقوات الدعم السريع  . 

و في العام 2014 اي بعد عام من التأسيس منح ( حميدتي ) رُتبة عميد وقائدًا عاماً مكلف لقوات للدعم السريع.  وهكذا كان القرار بتبعيتها للرئيس السابق مباشرة.  وفي العام ٢٠١٧  تم تعديل القانون عبر البرلمان المعين وبموجبه تم اتباع قوات الدعم السريع مباشرة  لقوات الشعب المسلحة. وعند انتصار ثورة ديسمبر وجدت ان قوات الدعم السريع جزء اصيل من قوات الشعب المسلحة و هذا وضع تاريخي لا ينكره الا مكابر او خفاش ينكر ضوء النهار.   اما ما يتعلق بالدمج الذى يتحدثون عنه فان اكثر الروايات دقة ان تصبح قوات الدعم السريع قوة خاصة تتبع  لقوات الشعب المسلحة مع اعادة النظر فى قوانينها ولوائحها لتصبح وحدة متجانسة تؤدى مهامها كما ينص عليها الدستور والنظم القانونية والتنظيمية والدمج  بهذا المعنى لايتم بالحرب ولا يعنى تسريح باى حال من الاحوال. وحتى في حال اختلف الطرفان في ماهية الدمج فلماذا ووفقًا لهذه المعطيات أن تطرح خيارات اخرى تتحول بموجبها قوات الدعم السريع لقوات خاصة كحرس وطنى مثلا  اسوة بتجارب كثير من الدول حول العالم في مقدمتها امريكا ويتم تعديل قوانينها ولوائحها وفقا لوضعها الجديد وهذا سيخدم الامن القومي السوداني بل يجعل الدعم السريع  (شوكة حوت) امام  كل تمرد وضد الانقلابات العسكرية المحتملة. مع أنه يصعب رؤية قرار كهذا . لأنه لا يستقيم قط الا عن طريق تحول ديمقراطى مدنى حقيقى كامل في بلد يعتبر من بين أكثر الدول رسوخا في الممارسة للديمقراطية كما لديه قوة عسكرية كان يجب ان تكون منضبطة والجندي السوداني يعد مضرب مثل في الانضباط العسكري.

(4)

دور الدعم السريع فى انجاح ثورة ديسمبر 2018:

كان لقيادة الدعم السريع دور اساسي في نجاح الثورة  و لو لا رفض حميدتى لطلب الرئيس المخلوع بالتصدى للثوار يصعب توقع نجاح ثورة ديسمبر 2018. انحاز الدعم السريع الى الشارع وقام باعتقال قادة النظام البائد و إيداعهم سجن كوبر. من جهة اخرى لعب  حميدتي دورًا مهمًا في ابعاد ابنعوف وهيئة اركانه من رئاسة الدولة وتزكية البرهان قائدا للقوات المسلحة.  طيلة الاربع سنوات الماضية ظلت قوات الدعم السريع تقوم بدور فعال في سد الفجوة في الامن الداخلي خاصةً بعد حل قوة العمليات التابعة لجهاز الامن و خلال هذه الفترة افشلت قوات الدعم السريع تسعة انقلابات قامت بها كتائب الظل الاسلاموية.

بناء على ما تقدم يمكن ان القول بأن الدعم السريع طيلة الاربع سنوات الماضية كان ضمير الثورة والناطق الرسمى بمطالب الشعب السودانى  و الحارس الرسمى للتحول المدنى وظل موقفه ثابت على هذا المبدا حتى كتابة هذه السطور. 

(5)

كيف بدات المواجهة العسكرية بين القوات المسلحة و قوات الدعم السريع و من خلفها: 

تقول المعلومات  الاكثر دقة ان من ابتدر الحرب هى كتائب الظل الاسلاموية بقيادة على كرتى و من ثم فرضت الحرب بصورة فوقية على قيادة الجيش الحالى.

 كان هدف العصبة الاسلاموية اولي الباس بان تكون الضربة مباغتة يتم فيها القضاء علي قوات الدعم السريع بعد استدراجهم بمؤامرة الى مدينة مروي حيث تجري القوات  العسكريةالمصرية مع القوات السودانية مناورات عسكرية. عليه دفعت كتائب الظل لهذا الأمر الدعم السريع الى مروى  بموافقة من قيادة الجيش السوداني. بعد دخول الدعم السريع الى مروى هنا ارتفعت اصوات داخل الجيش تحركها العناصر الاسلاموية تستنكر دخول الدعم السريع لمروى وتدعي بان الدعم السريع لم يخطر الجيش و هذه مخالفة للأوامر العسكرية، واصدر الجيش بيانًا يحذر السودانيين من مغبة تحركات الدعم السريع وبان البلاد تمر بمنعطف تاريخي خطير ، وتزداد مخاطره بقيام قيادة قوات الدعم السريع بتحشيد القوات والانفتاح داخل العاصمة وبعض المدن.  تم كل ذلك لبناء قضية رأي عام في مواجهة الدعم السريع. 

من جهة اخرى اعلن الدعم السريع بان كل تحركاته تمت بموافقة تامة وتنسيق مع الجيش السوداني. بالرجوع الي وجود القوات المصرية في قاعدة مدينة مروى  ترجح ادق التحليلات ان هذه القوات جاءت تحت ذريعة اجراء مناورات مشتركة، لكنها كانت خدعة، ومؤامرة متفق عليها من قيادة كتائب الظل الاسلاموية مع الحكومة المصرية التقت فيها مصالح مصر مع مصالح العصبة اولى الباس باستمرار الحكم العسكرى فى السودان وعدم السماح بالتحول المدني ويعزي البعض ذلك لوجود عقود تجارية ضخمة وطويلة الامد بين الجيش المصرى والجيش السوداني. وهناك
الاف الاطنان من المواد الخام والموارد السودانية تعيد مصر تصديرها كمدخلات بالاستفادة من القيمة المضافة كما ان معالجة مخاطر ملف سد النهضة تفترض الحكومة المصرية بانه لا تتحق الا فى ظل ايدى امنة ومقصود بها ان يكون الحكم عند العسكريين بالسودان.

  من جهة اخري  سيكون التعامل مع ملف سد النهضة بطريقة مختلفة اذا حدث تحول ديمقراطى  فى السودان علما بان الحكم المدني حتما سيضغط لاسترداد حلايب وشلاتين من مصر.

فى خلال الاعوام الاربعة الماضية استثمرت قوات الدعم السريع مبالغ طائلة من اجل اعداد الكادر البشرى وتاهيل القادة بمختلف فئاتهم وتعيين مستشارين و توظيف بيوتات خبرة اجنبية فى مختلف ضروب العلوم العسكرية و الاقتصادية والسياسية وكيفية ادارة التنوع  حتى وصل الامر الى ارسال وفود حول العالم لدراسة تجارب بعض الدول كرواندا على سبيل المثال لا الحصر.

  ايضا استثمر الدعم السريع مبالغ ضخمة لشراء ترسانة من الاسلحة بهدف حماية امن واستقرار السودان كما درب الكادر العسكرى فنيا على هذه الأسلحة. عطفا على ما تقدم كشفت كوادر قوات الدعم السريع خطط كتائب الظل الاخوانية وتحركاتهم فبادرت بمحاصرة مطار مروى وإثر مهاجمة معسكراتها اضطر الدعم السريع لتحشيد كوادره و جلب المعدات العسكرية  الى العاصمة  و بعض المدن الرئيسية بالسودان ليدافع عن نفسه

عندما فشلت الخطة( 1)  وهي إنقلاب عسكري إخواني اتجهت كتائب الظل من الاسلامويين نحو تنفيذ الخطة (2)  وتقضي بتسليح قوات خاصة من كتائب الظل والباسها الزى الرسمى لقوات الشعب المسلحة و البدء بمهاجمة معسكرات الدعم السريع في جنوب العاصمة بدون علم او موافقة قيادة الجيش ومن هنا انطلقت الرصاصة الأولي من بنادق غير بنادق الجيش السوداني، فقام الدعم السريع بالرد دفاعا عن النفس وهذا جانب أقرته كل النظم الانسانية و السماوية

بناء على ما تقدم  وضع الحزب الاسلاموي الجيش امام الامر الواقع وفى مواجهة حرقت حتى الان الاخضر و اليابس و قد اعلنت صفحات الاسلامويبن الجيش السوداني بقيادة الاسلاموين ان الدعم السريع يعد العدة لمهاجمة الجيش السوداني لاستلام السلطة من اجل  استنفار عطف الشعب السوداني للوقوف معه ضد الدعم السريع  اعترافاً بدور القوات المسلحة كحامى للوطن.  لاكن الحقيقة  ان الجيش الموجود الان مختطف بواسطة كتائب الظل الاسلاموية حتى قادته لا يقدمون و لا يؤاخرون.  لاكن الشعب السودانى بفطنته المعروفة  و خبرته الطويلة مع الاعيب الكيزان كانت الصورة واضحة  بالنسبة له تماما  و كل يوم تزداد وضوح.  اليوم اصبحت معركة الشعب السودانى مع الكيزان و كل من يخدمهم و يخدم اهدافهم.  عندما فشل الجيش فى كسب عطف الشعب السودانى صار يردد حيلة اخرى ليبنى قضية راى عام و يكسب عطف الشعب السودانى بان قوات الدعم السريع تمردة على الجيش. لاكن  الكل يعلم ان قوات الدعم السريع  لم تبدا قتال ابدا بل ابتدرت القتال كتائب الظل الاسلاموية. 

من ناحية اخرى فى نظر المتابع الحصيف من المتمرد الذى يخدع للقوانين و يلتزم بالعقود و المواثيق  كالوثيقة الدستورية و الاتفاق الاطارى و غيرها ام الذى يخرق  العقود و المواثيق  كالوثيقة الدستورية و يرفض الاتفاق الاطارى الذى يقود لتحول ديمقراطى حقيقى  و يسعى لحسم الخلاف بالحديد و النار  باستعمال طرف ثالث اترك ذلك لفطنة القارى. لاكن فى تقديرى من يخرج على القانون و الدستور و هو الوثيقة الدستورية و يبدا القتال هو التمرد الحقيقى. 

بناء على هذه المعطيات اتضح جليا ان الاسلامويون هم من ارادوا استخدام الجيش السوداني مطية مرة اخرى  للوصول للسلطة  وفي ذات الوقت القضاء علي الدعم السريع الذي اصبح شوكت حوت فى صدورهم حاميا للتحول المدنى الحقيقى.  لاكن الشعب السودانى المعلم القنهم درسا جديدا بان توحد ضدهم و صمم على عدم  السماح لهم  بالعودة للحكم و ان كانت ارواحهم و  ودمائهم فدا لذلك.

 الان الحرب اتسعت دائرتها و اتت بكل خراب و سكن البوم شوارع الخرطوم و انتشر الدمار و الخراب  فى كل مكان و عم  الحزن كل   مدن السودان. 

بناء على كثيرا من المعطيات يبدو ان الدعم السريع  هو سيد الموقف على الارض بقيادة قادته من الصف الاول يقاتلون مع جنودهم جنبا الى جنب  فى كل المواقع سطروا مواقف من البطولة و الشجاعة سوف تارخ لها  كتب التاريخ اما الخصم الاخر فضل قادته الاختفاء تحت الارض فى مناظر افقدت الجيش السودانى  هيبته و كشفت عورته لكل طامع.  تشير معظم التقارير الي أن الدعم السريع سيطر علي معظم المواقع الحيوية فى العاصمة واعتقل عشرات من الضباط والجنود من الجيش، وبدأت حرب التصريحات من الجهتين انتصر فيها الجيش السودانى بقيادة قوات الظل الاسلاموية  على صفحات التواصل الاجتماعى لاكن خسر  المعركة الحيقية على الارص. 

كما تابعنا محاولات الجيش  السوداني خوض معركة  استنزاف ضد الدعم السريع لكى يتمكن من  تشتيتهم او استسلامهم لكن لم تنجح خطة كتائب العصبة الاسلاموية لان قوات الدعم السريع اكتسب مهارات قتالية ساعدتها على الصمود وخوضها حرب الشوارع و المدن.  والوضع الان يزداد تعقيدًا والمواطنين العزل في حالة خوف و ترقب ونزوح والقذائف الطائشة تقتلهم فى كل مكان وفي حرب الخاسر الأكبر فيها مواطننا كما يجب ان نتذكر ان المواجهات المسلحة داخل المدن عواقبها وخيمة وتتسبب في اضرار كبيرة على المدى القريب والبعيد. على ان المواجهة العسكرية  بين الجيش والدعم السريع ستظل مواجهة مفتعلة وليست حول دمج الدعم السريع الى الجيش او على اعادة دمج وفق اسس جديدة بل هو تدبير تم بليل بقيادة العصبة اولي الباس.
لم يراعي الاخوان المسلمون ظروف وطننا  الان وهو فى وضع هش وحرج ويمر بتحديات سياسية واقتصادية وامنية و بيئية كبيرة ولاننا خبرنا اساليب الاخوانية فليس أمامنا كشعب سودانى الا  أن نتدافع لدعم وطننا الجريح بشتى السبل كل على مقدرته وحدانا و جماعات. وعلينا كشعب سوداني فضح الأطراف التى تعمل على اشعال الاقتتال وتعريتها وكشف أهدافها . بلادنا الان تصرخ  وقد أثخنتها الجراح. ولهذا الأوضاع الحالية لا تطرح خيارا اخر آلا الدفاع عن بلادنا وان كل من يظن ان الجيش من البقر الهندية المقدس لنتمسح على اعتابه صباحا و مساء فهو مخطيء وبالمثل مخطئ من يحرمنا لبن جيشنا ولحومه وانحيازه للدولة المدنية الديمقراطية .

اختم بأن أدعو الله أن يحفظ العباد والبلاد ويجنبها شر  الفتن ما ظهر منها وما بطن .
و الله المستعان فى البدء و الختام.

 نواصل فى الجزء الثانى

التعليقات مغلقة.