السودان يحترق “أزمة وطنية كبيرة” والأحزاب السياسية (Out of service)

السودان يحترق “أزمة وطنية كبيرة” والأحزاب السياسية (Out of service)
  • 25 يونيو 2023
  • لا توجد تعليقات

د. حسين عمر عثمان

السودان في أزمة كبيرة وخطيرة تضرب استقراره، وتهدد وحدته، وقد تسببت في كارثة إنسانية في مركزه وأطرافه، وأصبح مستقبله مفتوحاً على كل الاحتمالات.

نزاع مسلح انطلق من قلبه النابض، ومركز عصبه العاصمة السودانية الخرطوم (قتل – تهجير – نزوح – لجوء – اغتصاب – نهب – سرقات – جوع – مرض- فقر)، وتجدد المآسي بدارفور عامة و(مدينة الجنينة) بصفة خاصة، ومازال القتل والحصار مستمر (الآلاف من القتلى والجرحى) وكل مصائب الدنيا، والشعب السوداني يعتقد أن له أحزاباً سياسية فيها قيادات وطنية تمثل همزة الوصل بين الدولة والمجتمع، وقاسماً مشتركاً بين المكونات الاجتماعية قادرة على إحداث التفاعلات البينية، وتؤدي دور القاطرة في دفع عملية التحول الديمقراطي، ومناطٌ بها إنتاج فكر ومشروعات وطنية لمواجهة الأزمات، كما حدث قبل الاستقلال، خاصة الاحزاب الكبيرة (حزبا الامة والاتحادي الديمقراطي).

ولكن للأسف في ظل هذه الظروف والتطورات التي يعيشها الشعب السوداني المذهول المصدوم المجروح والمنكوب المحتار مما يجري يبدو أن الأحزاب نفسها في حيرة من أمرها! تتابع وسائل التواصل الاجتماعي وتشاهد الفضائيات لربما في انتظار المنتصر، أو دعوة الوسطاء للمشاركة في حل الأزمة (إِنَّهُ لأَمْرٌ عُجَابٌ)، هل خرجت الأحزاب عن الخدمة مؤقتاً (Currently out of service) أم أصابها العجز السياسي الذي يتمثل في عدم القدرة على الفعل السياسي وتقديم الحلول أم الهروب من القيام بمسؤولياتها الوطنية والتاريخية في تقديم الحلول وتبني المواقف الوطنية العادلة تجاه الكارثة

وهنا أقتبس من مقالة الأستاذ فتحي الضو بصحيفة التحرير الالكترونية “لعل أكثر ما يزيد أوجاع القلب غياب المُكوِّن السياسي المدني عن المشهد العام منذ اندلاع الحرب. فقد لوحظ تزامناً مع تداعيات الأحداث تشتت المُكوِّن السياسي شذراً مذراً وترك الساحة خاوية على عروشها، بالطبع لم يكن مطلوباً من أحد أن يحمل (كلاشنكوف) ويدخل ميدان المعركة، فذلك ليس منظوراً ولا مرتجىً ولا يسنده منطق، لكن كان المطلوب على الأقل تواصل الحد الأدنى والمشاركة الوجدانية”.

كان قبل الحرب تملأ الأحزاب الدنيا ضجيجاً لهثا وراء السلطة والفضائيات هل كان الشعب السودان مخدوعاً ويعتقد أنها تمارس دورها الوطني كما يجب أن يكون، وكان المؤمل والمرتجى والمتوقع منها في هذه اللحظات تجاوز الخلافات والدخول في تفاهمات في القضايا الوطنية والتوافق حول القضايا التي لا تقبل الحياد لماذا هذا التقصير؟ اسئلة تترك استفهامات كبيرة لدي الشعب السوداني.

وإنصافاً للحق بغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا مع حزب الأمة بقيادة مبارك الفاضل المهدي نرى له حضور إعلامي خلال هذه الأزمة، وهو أيضا حذّر باحتمالية الصدام بين الأطراف المتصارعة، أما بقية الأحزاب لا نسمع لها صوتاً كما ينبغي ولا همسا.

التعليقات مغلقة.