عصب الشارع: ما بين جدة وإنجمينا

عصب الشارع: ما بين جدة وإنجمينا
  • 07 أغسطس 2023
  • لا توجد تعليقات

صفاء الفحل

الاجتماع الأول الذي يجري هذه الأيام بالعاصمة التشادية (إنجمينا) للآلية الوزارية لدول الجوار السوداني يتزامن مع ما يجري من مفاوضات في جدة التي وصلت إلى مراحلها النهائية، وهناك ترتيب وثيق بين الطرفين واتصالات متبادلة حيث يؤمن المجتمعون بتشاد أن مقررات جدة هي الأساس لحل الأزمة السودانية وماهم إلا جزء مكمل لذلك الحل فلا يتوهم الفلول بان هناك إمكانية لإختراق اجتماع دول الجوار لخلط أوراق الحوار الذي يجري في جدة فقد قضي الأمر ودول الجوار تجتمع اليوم لترتيب أوراقها لتنفيذ توصيات اجتماع جدة التي تعتبر جزءًأ أصيلاً في تنفيذها..
تصريح المتحدث باسم الحرية والتغيير جعفر حسن والذي أكد فيه أن آليات المراقبة للفصل بين القوات المتصارعة أمر قد تم حسمه، ووافق عليه الطرفان، وتجري ترتيبات تنفيذه على أرض الواقع هو الأمر الذي فجر الصراع بين المجموعة الكيزانية المتشددة داخل اللجنة الأمنية ومجموعة البرهان كباشي والتي مازالت موجودة بجدة بينما انسحبت المجموعة العسكرية والتي كانت تمثل ذلك الجناح ليكتنف الغموض ما يدور داخل البدروم..
طرفا الصراع (الكيزاني) تم بينهما اتفاق (سري) بأن يقوم كل طرف بتحريك آلياته في هذا الصراع الداخلي (الصامت)، فحاول الجناح المتشدد تحريك كافة كتائبه لدعم الجيش لحسم المعارك لصالحه على الأرض لإعطاء الجناح الآخر الثقة بأن الأمر يمكن أن يحل عسكرياً، لكنه فشل في ذلك بسقوط معسكر الشجرة، والفشل ايضاً في فك الحصار عن المهندسين والقيادة العامة، بينما الجانب الآخر حاول إرسال رسائل إيجابية للمجتمع الدولي بالابقاء على وفده داخل صالات التفاوض حتي لا يفقد فرصة الحل السلمي، ويبدو أن جناح (البرهان) قد كسب الرهان، وأعطى الإشارة للمواصلة في تنفيذ الاتفاق بعد فشل الحسم العسكري..
ويبدو أن الاجتماعات المتواصلة في كلا من جدة وإنجمينا كانت تنتظر تلك الإشارة، والتي تأخرت لإعطاء الفرصة للجناج الكيزاني المتشدد حسب رغبته لحسم الأمر عسكرياً حتي وصل به الأمر بعد الخسائر المتكررة لمحاولة إقناع (البرهان) لاستخدام (غاز الخردل) الممنوع دولياً لحسم ذلك الصراع قبل وصول الرقابة الدولية، إلا أن العديد من القيادات العسكرية عارضت الأمر ليقف الجناح المتشدد اليوم في موقف لا يحسد عليه..
ونحن نقف ونترقب القرارات النهائية لكافة الأطراف (دول الجوار بانجمينا والآلية الأفريقية والمجتمع الدولي بجدة والتي ستصدر خلال هذه الأيام لمعرفة الخطوات القادمة، والتي بكل تأكيد ستكون مع ترقب الخطوة القادمة للفلول، والتي يتوقع لها أن تكون (انتحارية) ستقضي عليهم وعلى خبثهم وتريح البلاد منهم إلى الأبد بإذن الله، فكل الأوراق قد سقطت من يدهم ولم يتبقْ لهم إلا الانتحار أو النهاية الحتمية بتنفيذ مقررات جدة بحكومة مدنية تقضي على كافة أحلامهم
والثورة ستظل مستمرة
والقصاص يظل أمر حتمي
والرحمة والخلود للشهداء
الجريدة

التعليقات مغلقة.