عزيزي الراحل.. ليتك تسمعني
في رحيل عمر الشاعر

عزيزي الراحل.. ليتك تسمعني <br> في رحيل عمر الشاعر
  • 01 سبتمبر 2023
  • لا توجد تعليقات

جمال محمد إبراهيم

أقرب إلى القلب :
(1)
عُـمَـر الشّـاعـر . .إسـمه عُـمر عبداللـه واللقـب الشّـاعر ، لكنه في الحقيقة لا المجاز، شــاعرٌ وموســيقي مُبدع . .
أيّـهـا الرّاحل. . ليتـك تسـمعني، فأجمل الكلام إليــك لـم أقـلـه بعــد. . أجمل العبارات لم أودّعك بها بعـد. .

حينَ غَـدَرْت بك عِـلة السُّـكري ، وألجـأتك إلى مستشفى السّـلاح الطـبّـي في أم درمـــان، هرعتُ أحمـل قلـقي عليـك أيها الصديق الحبـيب، فقد دهمني قبـلـك وتحايلت عليه بالتــداوي الحـــذر، إذ لم يغـدر بعدد غير قليل من أصدقائي وأحبائي ، فأشـفـقـت عليك أيها الـوتر الشجيّ، أنْ يلتف حولَ قدمـك الجريح فـيـؤذيك. هاتفـتُ رقمـك ففـشلتْ المحاولة الأولى ، لكــن الثانيـة أسمعتني صـوتك. إن جُـرح القـدم قد اشــتدّ عليك وأوصلك نهـاياته. داريت حزني وإنْ رأيت علـيـــك ابتســامتك الحيـيـة لا تفـارق ملامحــك ، وتقـول الكثيـر، فقلــت لنفسـي: إنّ صــديقي وبإرادتـه الصلـبة وبتصمـيـمه الأكيد، ســيدحـر أحابيل المرض الغـدّار .

بعد أن زرتك، لم أكن مطمئـنا. غادرتَ أنتَ إلى مصـر وعـدتَ منها معافى، ولكن بقـدم واحـدة . عُـدت إلينا بإرادة أشـدّ تصميـما، فـمـا جلستَ إلى أسرتك وبنياتـك لتنعـم مسـتكيناً، بسـنوات معاشٍ بعـد جـهـاد في الإبداع، وبعـد إبداعٍ في الجهـاد، جلــب إليـــك محـبّـة النّـاس وتقــديرهم . حـيــن التحقـتَ بعمل لم يبـعــدك عن مجــالـه ، وجـدتْ روحُــك السمحة، أنه لن يكون التقـاعـد عـن العسكرية، توقّـف لراحةٍ مسـتحـقـة، بل كان انطلاقاً لمزيـدِ إبداعٍ ، وابتــداراً لتعـتيقِ تجـربةٍ إبداعـيــةٍ، بدأت تحـبـو فــي أرض الـقـاش فـنـمَـتْ وكبــرتْ في أم درمـان ، وفي العـباســية التي أحبـبـتها وأحبتـك . أجل كنتُ أراك شاعراً يناسـبك كلقـبـك الذي ارتضيته، وأنت تنـظـم اللحـنَ بقوافٍ من وَتـر عـودِك. كنـتَ يا صديقي، مبدعاً في سنوات السبعينات تلـك ، أشـهدك ويشهد معي، أصـدقاؤك ومحبّـوك لحظات إبـداعـك يترقرق مثلما تتـرقـرق قطــرات النـبـيـذ على حـواف كأس. .

(2)
كان لصديقي الرّاحل الحبيب نصرالدين خليفة، فضل بداية صحبتي لـك . حدّثني صديقي الرّاحل عنك مراراً ، في سنوات السبعينات تلك . في أمسية من أماسي أم درمــان حـــدثـني أن أصحبه لـزيارة صــديقه، الموسيقار الشـــاب عمر الشاعر. كنت من المعجبيـن بالمـطـرب زيدان منذ “وداع” ابراهيـم ناجـي، وقد أسـرني إذّاك صوته وأداؤه وموسيقاه، والزمان أواسط ســتينات القرن الماضي. عُـمر الشاعر من الموســيقييـن الذين أحـبّـوا زيدان، وقـدمــوا أجمــل الألحان له. عرّفني نصر الدين إلى الموسيقار الشاب، فكانت رقـته اللافتة وسماحة خلقـه، ممّا أدام تواصلـنا معه لأمسيات تتالت ، درجنا على الـتـلاقي فيـها ، نهاية كلّ أســبوع وآخــر. كنا نتسامر سـمراً بريئاً، وأحيـانا تتراجع براءتنا ، ونحن في شرخ الصبا ، والشرخ لغة هـو انفلاق الشـيء وظهــور بواكير نموّه، وقـد بان شبابنا فلا حـرج إنْ ذهبت بعض براءتـنـا أدراج رياح الصِّبا أحيانا. كنا نعبُـر “خور أبوعنجــة” إلى أطــرافه الشــماليـة، حيـث تبــدأ العباســية /أم در من “حيِّ حمد ود جبراللـه”. نتجالـس عند بيـت أصدقائنا “العــزّابة” وشــيخه الفـنان عُــمـرالشاعر. يا لها مــن أيــام تقاسـمنا فيها معه ، وَجبـات الإبداع إلى حدود التخمة، حولنا الموائد وقـد حَـوَت كلَّ ما نشتهي، وكلُّ ما يبهج ، وكلَّ ما يسعد. رحم اللـه صديقي نصر الدين ، فـقـد كان مُحـبّـاً دنفـاً مغــرما بإبداع عـمـر، من موسيقى ومن تلاحيـن. كان عـمر يبرع مع زيــدان فيعالج قصائد غنائية من كسلاوي آخـــر هو محمد جعفر عثمان، إضــافة لأشـــعار تجاني حاج موسى الغنائية. ثم يأخذ عُـمرمن جنرال الشعـر الغنائي الرّاحل عوض أحمد خليفة، شوارده البديعة ، ولا يقف عند رائعته “في بعدك يا غالي”، إلا عند انشــغال بالـه بالحبيـبة ، فيبدع لـها عمر الشاعر لحـنـاً حمـيمـاً باهـياً. .
ثم صار عُـمر نجـماً بعد ما أنجز من ألحـان خالـدات خرجت للناس من حنجرة الـمطـرب زيدان : “قي الـليـلـة ديــك” . “فـراش الـقـاش”. العـزيـزة”. “أخـونـك” . لكن لم يبخل عـمر على مطــربين كثيـريـن تنفّسـوا بأصواتهم في ألحانه العذبة. غير أن ثنائيـته مع زيــدان كانت الأبرز والتي هـزّتْ الأوســاط الفنـية، وزاد ت من قامـة المطرب الشادي المُغـنّي زيــدان ابراهــيم ، فرسّـخ من أدائـه رسـوخاً ، تداعتْ معه أفـئــدة الشـباب ، صـبايا وصبيـانا ، إذ صـار زيدان “نجــم الشــباك” بلغـة السـينما.

(3)
حيـنَ نكون في دارة الشاعـرعُـمـر، يأتي تجـاني حاج موســـى “ود دارالســلام” تســبقه قوافـيه، ثمّ يأتي بخـيـلاءِ الـفـرح، ذلـك الـفـتى النّاحل زيـــدان ابـراهــيـم ، قـادمــاً بشَـعَـره ِ الأفـريكـاني الـكـثّ وبأناقــتـه اللافـتـة، وهو يهتـف بصوته المـديـد : “أميـيـيـى. . ياااا. . !” ، فتشعّ في جمعــنا مسـاحات خضراء من فرحٍ محفـوفـة بيـاســميـن وفـلٍّ وأوركـيــد. هـاهــو التجـاني وهو طالـب في جامعـة “القاهــرة الفـرع”، ينظـم للشـوق قصـراً، تقف بجواره رواية “قصـر الشــوق” لنجيب محفوظ حائـرة. .! يا حـظ ذلـك الحَـي الـقـاهـري العـتـيـق ، تُكـتـب – “من وَحـي إلهامـهِ”، كما يتغـنّى العندليب- الرواياتُ وتنظـم القصـائد. وقتها كان ابنُ دارالسلام “يـتـدَرمَـن” رويداً رويداً ، فإذا قلـبه يخفـق يحبِّ العباسية في أم درمان التي سكنها، وكادتْ أن تطغـى على انتمـائه الأوّل فتنسيه نواحي بحـر أبيـض. يتخرّج التجاني في جامعــة القاهــرة فرع الخرطوم، ويظلّ ينظم الشِّعـر فيتلقاه أصدقاؤه فـيحتفـون بشـــاعريـتـه الأصيــلة . عُـمــر الشاعر أحد المقربين إليه.
يكتب القـدر للفـتى الأعزب والضابط في ســلاح الموسيقى، وبموهـبة مسقية من القاش ومن مياه توتيل ، أيلتحق بمعهد الموسيقى ويقـيم في بيـتٍ متواضعٍ في زقـاق ضيّـق في قـلـب العباسية ، كتبت له الأقـدار أن يكون ســكنه قبــالة دارٍ المطرب الشــاب الــذي يقـيـم مــع والـدتــه، محمد ابراهــيم زيدان . يتغنّى العندليــب الأسـمر ، وذلك لقب يطـلـقـه علـيه أهــلـه ومحـبّـوه . أجَـل هو عندليب أسمر و مطربٌ وشـادٍ حسن الصوت ، بارع في الأداء . في ذلك الزقـاق الـذي ضمَّ الشاعر عُـمـر والمطــرب زيــدان والشاعر التجاني والشاعر الكسلاوي محمد جعفر، خـرجتْ درر في الموســـيقى وفي الغِـناء ، ممّا أسَــرَ ذائقـة كلّ السـودانيين وملـكـتْ علـيهم أسـماعهم ، قبل أن تأسـر ذائقـة وأسماع محبيه وأهله وجيرانه، في “زقــاق الفــن” وما أدراك ما :زقـاق الفــن”. .
(4)

لو أطلقتُ أنا عليه “زقـاق الـفـن”، لن يكون ذلك تزيّداً فارغاً ولا مجاملة مجانيـة . يقع ذلك الزّقاق إلى الغرب من “شارع الأربعين”. لو انحـدرتَ بخطــاك إلى الجنــوب من ذلــك الزقاق ، فإنك سترى رمـوزاً زيّنـتْ بجـمــالـها رمـــزية العـبّاســيــة: في شــــمـاله بـيــت آل شاعرنا السفير الرّاحــل صلاح أحمد ابراهـيم، وليس بعيـــداً منه يقـع مسـجد شـيخٍ يُشـار إليه ببـنان العُـبَّـاد، هو الشيخ “مرفـعـيــن الفـقـرا”، الذي تتداعـى إليه أفـئـدة الذاكــرين والـمادحيـن بإنشـاد آسِــر وأماديح لهـا وقعٌ ومنها انجـذاب. لو انحــدرتْ بك خطــاك إلــى أســفـل زقـاق الـفــن، سـتلاقيـك دارة سكن فـيـها من عُـبّاد الحقـيـبة وســـدنتها، وراعي تراثهـا الغـنــائي بصوته الشجيّ ، الصدّاح الرّاحل بادي محمـد الطيب. إنْ اتجـهـت جـنـوب الزقـاق ، ســـترى هــالات تتلألأ أ ضواؤها فتحــدّثـك عن شــيخ التـشـكيلـيـيـن وسلطانهم المُقـيـم في العباسـية روحاً، وفي صومعـته الزاهـية بتلاوينـها ، جســداً منقـطـعاً لـفـنـه في ضــواحي أوكسـفـورد. هنالك في “حوش الصلحي الكبـير” ، بيت ســكنتْ فيه شقيقة ابراهيم الصلحي، الفـنانة الراحــلة سعدية الصلحي ، وهي أرملة لزوجها الصوت الإذاعي الأصيل، الراحل عمر عثمان، من بُناة الإذاعـة السّـودانية ، هو والراحل السِّــر محمد عوض، من صُــنّاع تميّز برامج منـوّعــاتـها بلا مــراء.
ماذا أقول لك عن عُـمـر الشاعر ، وهو الذي بعد كسـلا، تولته العباســية بمحبّـتها، مثلـما تولّاها هو بمحبـتـهـ لها في “زقــاق الـفـن”. لكأنّ لعـبقـرية الإبداع، زمــانـاً فـي الـتاريــخ، ومـكــانـاً في الجغــرافـيا، إذ للمبـدعـيـن أعشـاشـاً وعُكـنـات كمــا للطـيـور، فيكــون الحُــداء، ويكون الشِعر، وتكون الموسيقى ، ويكون الغـنـاء . .

(5)
جئتُ إلى العندليب الأسـمر أطلبه ليـوم عرسي ، فكان واســطتي إليه، صديقي عـمر الشاعر. حبيبنا الرّاحل زيـدان يقول لي : وهل كنتَ تحتاج لواسطة ، وأنا أعـرفـك وأعرف والــدك الشـيخ في “دكـان الأحـمـر”، وأطـرب لصوت آذانـه من مسجد الشيخ حمـدالنيل. . ؟
تغنّى العندليب الأسمر في حفـل زواجي ليـلتـذاك ، وكأنّه لن يغني بعد حفلـنا، غِـناءا حمل من الإطراب حــزمـا، ومن البهاءِ باقـات ، ومن الإسـعاد دفـقـات . سمعنا في تلكم اللـيـلة ما لم يخطـر ببال من يتذوق غناء العندليب ، لكـنها لم تكن “الـلـيـلة ديــك”. . أسـرق لحظات من كرسي “الكوشـة” وأشــدّد على أصـــدقائي ليجــد العندليب راحتـه كاملة بيـن فاصل وفاصل . يشــاركني العندليب الضحكة والعازفون من حوله، ثمّ يطلق صيحته المحببة : “أميييي. . يا. . . !” ، ويكاد ينفلق الفجـر والعندليــب يصدح.

(6)
تأخذني طائرات السّـفر إلى مهامي البعيدة ، دبلوماسياً يُهادن مهنته وتهادنه، ثمّ يداهـنـها فتداهنه. تلـك سُـنّة الحيـاة الدبلوماسية وتقاطعاتها ، تمنحك ثم تأخذ منك . تزيدك في أريحية ثمّ تخصم منك بسـكيـن شــيلوك. عواصـم أهــدتني تجارب وخبرات ، لكنها خصمتْ منّي صُحـبة أناسٍ أحببتهم وأحـبّـوني. لا أرى حولي في غربة المهنة تلـك، خــدني وحبيـبي نصــر الديـن خليـفة فأفتقـدته لزمان، ثم عُـدتُ من جولة لي امتدت لسنوات طوال ، لأسـمع أنهُ رحَل. لكني برغــم أحــزان الـفـقـد، سرعان ما أغـفـر للأقـدار تآمـرها عليّ. تبعدني الأسفار ، فلا أجتمع إلى شـلتي التي أحببت. لا عمر الشاعر ولا العندليب ولا تجاني حاج موسى ، ولا حتى كمال شرحبيل، ذلك الذي عشـق ابداع عـمـر الشـاعر، ولطالما كنتُ أداعـبه كونه المُبدع المستنسخ من عُمـر الشاعـر، فيضحك ، ولا أقول ذلك لعـمـر.
حـدثتـك أيها الرَّاحل عن “العـزيـزة”، وأعرف أن صديقنا فتحي حسين أخرجها عــذبة بصوته الحنون، لكني قـد سمعتها عند كمــال، قبل أن أسمعها منـك ومن فتحــي ، وكيــف أنـي تعشـقت أداء كمال شـرحبيل لـذلــك اللحن العـــذب الــذي عـانق لــغــة سـعـدالدين، فكأنَّ النـّـظـم واللحــن ولـدا توأميـن في لحظة مخـاضٍ إبداعـيٍّ واحـد. يا هـل ترى أكان ســعـد الديــن مــن لحنــها وكنت أنت شاعرها، وأنت لقبـك الشاعر . . ؟ رحل صــديقنا سـعد الدين ، فاجـأنا رحيله وبذات علـة السّـكر الذي غـدر بك أيـها الصـــديق، لكـنْ بقـيـتْ “العَــزيــزة” درَّة الـغِــنـاء في السودان، وبقيـتْ قصائد الرّاحـل سـعد الدين ابراهيم، تحدّث في خلودها عن شـــاعرٍ بلغتْ به رهافة الحـسِّ أن حاصرته الـعـلة، ولم تسـأل عن ظروفه .

دعني أحـدثك يا صديقي عُـمـر عن ذلك اليـوم الذي عـدناك فيه أنا وصـديقـنا المشـتـرك علي عثمان فزع. أدهشـني وأنا ألج دارتك التي اختـرتها وسكنتها في قلب حي الموردة ، كانت أيضاً في فرعٍ من فروع “زقاق الـفـن” من أطراف العباســية الشرقية ، إلــى شــارع الفـيـل وحــيّ الأدارســـة. عرفني صديقي علي فـزع إلى نجوم الفـن في ذلك الحي ممّن رحلوا ولم أكن أعرف علاقتهم بالحي. وبدأ بشـقيقه المطرب الأميـز الذي رحل قبل أعوام قليلة : عبدالدافع عثمان، ابن أخـت الشاعر مبارك المغربي . من بيت الأســرة، خرجت الراحلات الإعلاميات ليلى وســـهام ورهام المغربي. في منحدر “شارع الفيل” تقع فيللا الشاعرالرّاحل اللواء عوض أحمد خلـيـفـة، ليس بعيداً عن مسجد مسجد الأدارسـة، ولا أبعد كثيرا من جامع الشـيخ “قـدح الــدّم” ،. يريـبـك اللقـب إنْ لم تكن تعرف أنَّ الإسـم هو كناية عـن الكـرم فذبائح الشيخ أحمـد لمـريديه لا تُعـد ولا تُحصَى.

(7)
فأنا وقد أبعدتني عنكم مهنتي، أيها الصديق الرّاحل، ستراها قد بدلت أصدقائي بأصـدقاء إضافيين جدد رافقوني ورافقتهم في “التغريبات” البعيدة . كنت رفيقا لسيد أحمد الحردلو وهاشم عبدالرازق (ود البادية الدبلوماسيّ) ن حين كنت في تونس . رافقت في الرياض عبد المحمود عبد الحليم ونصرالدين والي وأنا معهم قنصلاً في المملكة. . كان معي بدالمنعـم الأميـن مسـاعداً لي في تهران . غير أن رحلتي إلى لندن أسـعدتني بلقاء مبدعين في مثل ابداع عُـمر وزيدان . خفّـف عليّ عناء سـنوات لندن، رفقة طيّبة ومبدعة، فيهــم من تعـرف ومن لـم تعــرف . مصطــفى السُّــني وأبـاذر وعثمــان محــي الدين (عثمان كمان)، وســامي “المغــرب” وأحـمــد بركــات الأمريكي السوداني الشامخ، ساحر الكيبورد محمـد بابكـر . لو تعتق جيل زيدان وعُمر الشاعر، فقد يسرت لي صحبـة الأخيـرين، شُـحنة إبـداع شـبابي طازج، تحدّث أن للسودان فـناً غنائياً يضارع فنـون الآخرين، وأنّ لمبدعينا باع وأيّ باع ، فيا للإستضعاف المخزي ممن كنا نحسبهم أخوة لنا يستذوقون ابداعـنا مثلما نتذوق إبداعـهم ولكنهم لا يفعلون. أن التنوّع والتميّـز والتنوع هو أس التفاعل المثمر في عالم أرادنا الـله الخالق أن نتعـلم ونتعـاون ونتــلاقي في الاخـتــلاف، فنكتشف ثـراء ذلك التنوّع ونعمائه . .
هذا بعض ما في القلب من كلام ممض اختزنته بحسبان الأيام ستجمعني بك بك فأـحدثك بما في القلب من شــجون . ها أنت ترحل إلى علـياء السموات راضياً مرضيا ، فلك الرحمة أيّـها الحبيب. .

اسكندرية – 30 أغسطس 2023

التعليقات مغلقة.