طريق الحل بحراً!

طريق الحل بحراً!
  • 08 سبتمبر 2023
  • لا توجد تعليقات

صباح محمد الحسن

وبالأمس على هذه الزاوية كشفت مصادرنا عن مكالمة سرية غير معلنة جمعت بين الرئيس الكيني وليام روتو والفريق عبد الفتاح البرهان، بعد زيارة البرهان لمصر، وقصدنا أن نكشف ما حاولت ستره المؤسسة العسكرية التي لم يفصح إعلامها عن المكالمة ولم تصدر بيانا لتوضح ماجاء فيها
وما ذكرناه أكده خبر مفاده أن الرئيس ويليام روتو رئيس الجمهورية الكينية أخبر ال(CNN ) أنه قد أجرى محادثة مع الفريق البرهان قبل يومين، ووجد أن موقفهم قد تراجع عن مزاعمهم بخصوص انحياز دولة كينيا كسبب لرفض أي دور تلعبه في المشاركة في حل الأزمة السودانيه، وقال إنه الآن مستعد للعمل مع بقية اللاعبين الإقليميين بشكل متناسق للوصول لحل .

وحديث وليام عن تراجع البرهان عن موقفه يؤكد أن الموقف الذي اتخذته فلول النظام البائد ضد كينيا هو موقف يمثلها ولا يمثل المؤسسة العسكرية، فخارجية على الصادق اصدرت عدداً من البيانات التي حملت توقيع البرهان عندما كان في مخبئه، ويبدو أن الجنرال سيجد نفسه أمام جملة من القرارات السابقة التي لاعلاقه له بها
كما أن عبارة (تراجع) هي المعنى الحرفي لوصف البرهان (المتراجع) دائماً، وتراجعه عن موقفه يعني اعترافه بدور كينيا غير المتحيز للدعم السريع، أو أنه يعلن الرضا والقبول بموقفها (على علاته) و ويليام رتو هو صديق حميدتي وشريكه من قبل ومن بعد الحرب حسب زعمهم، والآن هو لم يعلن عن إنهاء هذه الصداقة أو إلغاء شراكاته ومصالحه الاقتصادية مع دقلو إذن ما الجديد الذي جعل موقف البرهان يتغير !!

وبيان الخارجية عن شرط عودة وفد الجيش الي التفاوض بإبعاد كينيا يجب على علي الصادق (بله وشرابه)
ومثلما كشفت كينيا عن الاتصال، كشفت الخارجية القطرية عن زيارة للبرهان الي دولة قطر، وتتوقع بعدها أن يزور الإمارات والسعودية، فالبرهان في طريقه الي جدة يختار قصداً (شارع الهواء) حتى يهرب من نقاط وارتكازات الفلول التي تعترض الشوارع الرئيسة للحل السلمي.

وكما قلنا إن ما يدور من تقدم في الحل خارجيا لا علاقه له بفوضى الفلول داخليا، عمل مستمر لا ينقطع إن أحسن البرهان التصرف أو أساءه، ففي نهاية الأمر سيترك الفلول (تشرب من المالح) وغريب أن يأتي سفر الجنرال في وقت تعد فيه قيادات النظام البائد لإعادة مسرحية (الموز) ما قبل الإنقلاب، وتحشد أنصاف السياسيين في بورتسودان لإعلان حكومة تصريف أعمال!! وأنصار التغيير يجب ألا يقلقهم تشكيل هذه الحكومة حتى إن أصبحت واقعا، فما قيمة حكومة غير معترف بها دوليا، حتى منبر جدة من قبل أخبر الوفد السوداني صراحة أنه لايقبل بحكومة ماقبل التفاوض
والدول التي رفضت زيارة البرهان ليست ١٧ دولة كما تم ذكره العالم كله يرفضه، حتى الدول الحليفة له الآن تخلت عنه
فبورتسودان في مقبل ايام قادمات لن تكون ملاذا آمنا للفلول، سيضيق بهم المكان وسيكون الهروب افضل الخيارات وليس ببعيد أن يواجه هارون مصير كوشيب، فسواحل البحر الأحمر الآن تعج بالأسرار، فالأمر اكبر واخطر من التلويح بإعلان لحكومة كيزانية يمثل فيها مبارك الفاضل (الوجه الإعلاني) البائس لكنه قد يعني أن الحلول لخلاص السودان من أزماته، من وصول الي تفاوض أو نهاية للكيزان كله سيكون الطريق اليه بحرا ً.
طيف أخير:

لا_للحرب

استقبلت قطر أولاً وفد الحرية والتغيير وأحسنت استقباله ومن ثم فتحت أبوابها للبرهان، قطر ستكون أولى خطوات المؤسسة العسكرية على الطريق (المرسوم ) لدولة مدنية
الجريدة

التعليقات مغلقة.