السودان وطن تحت التهكير

السودان وطن تحت التهكير
  • 18 ديسمبر 2023
  • لا توجد تعليقات

محجوب الخليفة

▪️ والتهكير بلغة علم الحواسيب وتقانات الأجهزة الذكية، هو تسلل فايرس يصيب العقل المدبر للحاسوب أو الموبايل بعلة مدمرة تشوه الذاكرة أو تعطلها، أو تمسح كل المخزون من معلومات،حتي يكون العجز الكامل هو المسيطر تماما.
▪️ الآن يبدو واضحا للعيان ان السودان قد تعرض بالفعل لعملية تهكير خطيرة للغاية، فهو الآن رهين لسيطرة فيروس مدمر وهكر خطير افرغ العقل الجمعي للسودان من كل مشاريعه القومية، وجرد ذاكرته من كل نظم التخطيط ومسح كل برامجه السياسيةوالاقتصادية، والثقافية، والرياضية، والاجتماعية.كأن السودان الآن وطن بلا ذاكرة ولا مذاكرة، وطن هائم بلا هوية، وشعب طالته عمليات فرمطة كاملة.
السودان وبفعل الهكر الخطير يبدو الآن عاجزاً تماماً،فهو وطن يبحث عن جيشه فلا يجده، كما عهده جيشا قوميا قوياً لا يقبل ولا يسامح من يحاول سرقة هيبته ورتبه ودوره وقيادته، ثم أنه وطن يبحث عن شعبه فلا يجده، لأن التهكير قد تسبب في غياب القادة الوطنين و السياسيين الحكماء وزعماء الطوائف والإدارات الأهلية، وكبار العلماء والمفكرين ، فقد سمح التهكير للمهرجين والموهومين، والمتسلقين والعملاء أن يسيطروا علي كل شيء.
▪️ ثمة أسئلة تحتاج إلي إجابة ، وأول تلك الأسئلة من هم الذين سمحوا للهكر بالتسلل إلى عقل الوطن وتخريب ذاكرته (الهارديسك)، وما هو الفايرس الذي أوصل السودان إلى مرحلة العجز والغياب والغيبوبة الكاملة.
والأ جابة المؤسفة هي أن من سمح للهكر بالتسلل هم بعض أبناء هذا الوطن الذين باعوا وطنهم بأبخس الأثمان وارتضوا لأنفسهم الذلة والعمالة والخيانة العظمي ضد وطنهم وشعبهم، هم بعض السياسيين، وبعض المثقفين، وكثير من المرتزقة المأجورين، وهم يعرفون أنفسهم تماما وإن إختبؤوا خلف الشعارات المزيفة، اما الفيروس فهو قادة بلا مواصفات قيادة، وحركات مسلحة، لا علاقة لها بالنضال، ولكنها تحسن تجارة الحروب، وعلماء بلا علم، وخبراء بلا خبرة، وسياسيون بلا سياسة ولا كياسة، ولصوص يسرقون قوت الشعب ومستقبل الشباب، ويستبدلون أمن وسلام الوطن بالحزن والخوف والخراب.
▪️ المطلوب الآن أن ينتشل السودان من سيطرة التهكير علي وجه السرعة، ومايحتاج إليه الوطن الآن التخلص من التهكير؛ لأنه من المستحيل أن يتحقق أمن وسلام وتعمير مع وجود التهكير، كما يصعب تحت سطوة التهكير أن نكسب شيئا سوي الخراب والتدمير.

كتبنا هذا الكلام في شهر مارس 2021م

التعليقات مغلقة.