في ذكرى استشهاد محمود محمد طه (18 يناير 1985م)

في ذكرى استشهاد محمود محمد طه (18 يناير 1985م)
  • 21 يناير 2024
  • لا توجد تعليقات

د. عبدالله علي إبراهيم

أنشر في ذكرى أستاذ الأستاذ محمود محمد طه ملخص ورقة في الإنجليزية أردت بها رد الاعتبار لثورته في رفاعة في 1946 ضد تشريع استعماري بمنع ممارسة عادة الختان الفرعوني. فوجدت أن جماعة من الحداثيين استنكرت منه ذلك وعدته “رجعيا” في حين استحسنت بقية سيرته. بل جعلت منه قديساً في الوطنية والتحرر. ونشرت الورقة في
“Keep these Women Quiet: “Colonial Modernity, Nationalism, and Female Barbarous Custom,” Hawwa: Journal of the Middle East and the Islamic World, 9 (2011): 97-151.

كفى احشنو يا أناتي: الحداثة الاستعمارية، والحركة الوطنية، وعادة النساء البربرية

تعود هذه الورقة إلى ثورة رفاعة (1946) التي قادها محمود محمد طه، المجدد الإسلامي الشيخ الذي أعدمه الرئيس جعفر محمد نميري في 1885، لإلغاء تشريع أجازه الإنجليز يمنع الختان الفرعوني. فبرغم أن طه احتل مكان مقدساً في نظر الحداثيين لوقفته الشماء عند عتبة الموت، إلا أنهم لم يكفوا عن سلقه بألسنة حداد لمعارضته إجراء من الدولة أراد في زعمها استنقاذ المرأة من هذه العادة البربرية. ولم تغفر له طوائف الحداثيين تلك الزلة بمعارضة إلغاء الختان الفرعوني برغم أنه نهض لاحقاً، كما لم يسبقه إلا القليلين، لخدمة قضية المرأة وتعزيز حقوقها.

وتحاجج الورقة أن هذا الخلاف المشتجر حول مأثرة طه الجنسانية مردها إلى أخدود في الدراسات السودانية وعن السودان. فلم تنجح الكتابات شديدة الحساسية والأرق عن طهارة النساء الفرعونية في التأثير على سردية الحركة الوطنية. وهي دراسات في مثل ما كتبت الأكاديمية الكندية جانس بودي تنقض غزل تبجح الاستعمار بشفقته بالمرأة. فقبل أكثرنا بلا غضاضة زعم الحداثة الاستعمارية بأخذ الأهالي في مدارج الحضارة (مثل استنقاذ المرأة التي خضعت لاستعمارهم من توحش ذكور المستعمرة). والأنكى أن الكثيرين منا صفوة وعامة يحسون، وقد بان كساد حظنا من الاستقلال الوطني، بفقد مؤرق لتلك المهمة ويودون لو بقيت فينا وأصلحت.

تأخذ الورقة بنظرية ما بعد الاستعمار وتستعين بها للحم ما بين دراسات الحركة الوطنية ودراسات الجندر في السودان لفهم أفضل لممارسة طه السياسة كوطني من طراز فريد. وهي فرادة أملت عليه الوقوف ضد قانون لإلغاء الطهارة الفرعونية من فوق حيثيات أنفذ لتحريرنا، بما فيها استنقاذ المرأة من الذكورية، كمهمة لا ينهض بها غيرنا بحركة وطنية جذرية تأخذ بناصية الفكر. وسترى الورقة في زعم الاستعمار استنقاذ المرأة، أو أي طائفة أخرى في المستعمرة، “لغوا استعمارياً” في تعريف الأكاديمي الهندي هومي بابا له. فقال عن هذا اللغو إن فيه الدليل على عقم المهمة الاستعمارية في حد ذاتها. فهي مشروع يزعم لنفسه الحداثة ولكنه كاسد لأنه متنازع بين مطالب بلده، المتربول مثل إنجلترا، التي تأخذ بعادة الديمقراطية والعقابيل الإدارية في المستعمرة التي هي رهينة عادة الشوكة.
Abstract
This paper revisits the Rufa’a revolt/riot (1946) in the Sudan led by Mahmoud M. Taha, the elderly Islamic, modernist reformer executed by President Nimerie in 1985, to abolish legislation against female circumcision imposed by the British. Although revered as a martyr for his courage facing death for his beliefs, Taha has been unrelentingly castigated for opposing a measure that intended allegedly to rescue women from this barbarous custom. Not even Taha’s subsequent unprecedented labor for women’s rights took the edge off this criticism of his stand on female circumcision in 1946.
The paper will argue that this conflicted view about Tahas’ feminist legacy arose from a sorrowful dichotomy in scholarship about the Sudan. The culturally sensitive feminist writings about female circumcision in the country have failed to influence the narrative of Sudanese nationalism. In this narrative colonial modernity’s claim to civilize the “natives” (like rescuing colonial women from their male oppressors) has been widely accepted. Worse, this rescue mission is currently missed and nostalgically remembered as a golden past by both scholars and laymen who were turned off by the disarray of independent Sudan.

Drawing on postcolonialism, the paper will seek to bridge the gulf between Sudan feminism and nationalism scholarships to rehabilitate the feminist outlook and praxis of Taha, a consummate, different nationalist. The colonial rescue concept, or modernity, will be viewed as a form of a “colonial nonsense” as developed by Homi Bhabha. This nonsense is evidence of the sterility of colonialism, an alleged modernist project, torn between the demands of the metropolis raised in the custom of democracy, and the administrative constraints of the colony mired in the custom of power.

IbrahimA@missouri.edu

التعليقات مغلقة.