أوشكت على السقوط

أوشكت على السقوط
  • 16 يناير 2019
  • لا توجد تعليقات

جعفر عباس

نعم فحكومتنا التي حرصت على عكس صورة الباطش القاهر، صارت “مسكينة” ولا تجد من يدافع عنها، إلا عصابات إجرامية مسلحة لا يكبحها وازع من ضمير أو خلق، وسكت أقطابها السمان، فوجدها المحالون الى الأرشيف فرصة كي يسوقوا أنفسهم على أمل العودة الى عز المكاتب الفخيمة حيث الامتيازات والوجاهة، وهكذا خرج علينا علي عثمان نائب رئيس الجمهورية السابق يخطرف، ويهددنا بالإبادة باستخدام جيش الكيزان السري (الظل حسب تعبيره)، ثم الفاتح عزالدين الذي توعد الشعب بجز الرؤوس ما لم يكف عن مناوشة الحكومة خلال أسبوع واحد .

أكثر ما أفقد الحكومة ما تبقى من توازنها، هو أن عصب الحشود التي خرجت ضدها هم الشباب، الذين ولدوا أو نشأوا في ظل تسلطها، وأخضعتهم لغسل المخ بالعسكرة والبرمجة والفرمتة، كي يصبحوا ببغاوات عقولها في آذانها، يسبحون بحمد رموز الطغمة الفاسدة المفسدة، الفاشلة في كل شيء ما عدا النهب والسلب، واستخدام عبارات ذات دلالات دينية كي يضفوا على أنفسهم قداسة على أمل أن تزيل عنهم ما هم فيه من نجاسة
تحية خاصة جدا لبناتنا الباسلات الماجدات- والله تطفر الدموع من عيني وأنا أراهن يتقدمن الصفوف وحناجرهن تزأر بالهتاف والزغاريد، وسلام كبير واحترام شديد لسكان المدن الطرفية الذين انتزعوا زمام المبادرة الوطنية فكانت البداية بإضراب معلمي ولاية النيل الأبيض ثم انتفاضات القضارف وعطبرة ودنقلا.

ولم تجد الحكومة شخصا واحدا يخرج بعفوية الى الشارع مؤيدا، لها فحركت أساطيل الحافلات وحشرت (وليس حشدت) الآلاف في زريبة الساحة الخضراء، محروسين بالبنادق التي يتم توجيهها الى صدور معارضي الحكومة، ليرددوا نفس الهتافات السخيفة التي ظل أهل الحكم يلوكونها على مدى ثلاثة عقود: هي لله.. سير، سير .. وبعدها بساعة زلزل أهل أم درمان الأرض بالطول والعرض، معلنين أن الأمر لم يعد يتعلق بالخبز وأمور المعيشة، بل بمستقبل ما تبقى من الوطن، وهو مستقبل لابد أن يتم تشييده على أنقاض حكومة “الإنقاذ”، كما سبق وأن أعلن ذلك أبطال البراري
نجح الشباب في اسقاط هيبة الحكومة، وهزموا الخوف وما انهزمت عزائمهم، فكل يوم جديد يشهد مظاهرات أضخم من سابقاتها (ومظاهرات بحري يوم أمس الأحد شاهد على ذلك)، وعلى أبطال هذه الانتفاضة أن يكونوا يقظين إزاء المناورات الخبيثة، التي قد تأتي في شكل تحرك عسكري للحلول محل الحكومة، بحجة ضمان الامن والاستقرار ويكون الهدف منها تشكيل حكومة “إنقاذ تو 2″، ولا تستمعوا للكلام الخائب عن عدم وجود قيادات معروفة للانتفاضة، فالمطلوب بالضبط قيادات غير مستهلكة والمطلوب هزيمة كل من قادوا السودان الى وضع جعل مجيء هذه الطغمة الفاسدة ممكنا، وكل انتفاضة تنجب قياداتها فلتكن “نقطة سطر جديد”.

رددوا مع شاعر أكتوبر محمد المكي أبراهيم:
لن تفلت الأفعى وإن حشدت أساطيل الجحيم وحصنت أوكارها/ الثورة الشعبية الكبرى تغذت بالدماء واضرمت فوق المآذن نارها/ والنصر حف بها وباركت البلاد مسارها/ ويل لهم من غضبه الحق الأنوف وثورة الحق الجليلة/ ستظل وقفتنا بخط النار رائعة طويلة/ سنعلم التاريخ ما معني الصمود وما البطولة/ سنذيقهم جرحا بجرح ودم بدم والظلم ليلته قصيرة.

الوسوم جعفر-عباس

التعليقات مغلقة.