هذا خطأ يا تجمع المهنيين

هذا خطأ يا تجمع المهنيين
  • 24 نوفمبر 2019
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

لا اجد اي مبرر منطقي للهجوم الذي ابتدره تجمع المهنيين على تصريحات الفريق البرهان رئيس مجلس السيادة، فيما يختص بدعم السعودية و الامارات للسودان .

تدخل تجمع المهنيين بهذه الصورة في الرد على تصريحات البرهان المتعلقة بالسياسة الخارجية هي سقطة سياسية ، فما الذي يدعو التجمع إلى استنكار دعم السعودية و الامارات للسودان؟ و ما المشكلة في ان تدعم السعودية و الامارات السودان؟ فهما دولتان شقيقتان من قبل دعمهما السودان حين كان قويا و مقتدرا، و طبيعي حين اصبحتا مقتدرتان ان تدعما من دعمهما في الماضي .

الحساسية من السعودية و الامارات حساسية مصطنعة و يجب أن تنتهي فورا ، و أن يتم تقوية العلاقات بصورة خاصة مع هذه الدول مادام انها لم تحتل أرضنا ، و بل تضم في داخلها ما لا يقل عن ٥ ملايين سوداني يرفدون الوطن سنويا بما يزيد عن ٣ مليار دولار و هو ما يماثل ربع الواردات لدولتنا .

السياسة الخارجية لا تقوم على العنتريات و النفخة الكاذبة، و إنما تقوم على الاحترام المتبادل بين الدول و الشعوب ، أقمت في المملكة ست سنوات و لم اطلع على تصريح صحفي واحد لأي منظومة سعودية رسمية صغيرة او كبيرة تستنكر العلاقات و الترابط مع السودان او تستهين ببلادنا و شعبها ، فكيف بتجمع المهنيين و هو قائد الثورة الشعبية ان يطلق هذه التصريحات ( الشتراء ) و الكلام البايخ !!

لاحظت خلال الثورة هتافات كثيرة معادية لهاتين الدولتين ، و كانت بالنسبة لي مجرد هتافات للعامة الذين لا يفهمون الكثير في العمل السياسي الخارجي ، و بالتالي هي هتافات ليست ذات أهمية مادام انها لم تصدر عن جهة رسمية في قيادة الثورة . و لكن البيان الذي صدر بالامس عن التجمع كان مؤسفا ، و لا أدري كيف صدر من الأساس بيانا بهذا المحتوى !!! بالطبع من المستحيل أن يصدر بيان مماثل من قوى اعلان الحرية و التغيير فهذه قوى سياسية مجربة و بداخلها خبرات سياسية معتقة لا يمكن أن تسقط سقوطا مدويا في السياسة الخارجية بهذا الشكل ، لذلك أقول أن زيارة من تجمع المهنيين إلى سفارات هذه الدول لتبيين حقيقة بيان التجمع و الإطار الذي صدر فيه سيكون كافيا لإعادة الوضع إلى مساره الصحيح ، و اذا استمر التجمع في كبرياءه الزائف هذا فهو بلا شك لا يمكن تشبيهه وقتها الا بجماعة : أمريكا روسيا قد دنا عذابها .

لا يمكن أن ينفصل السودان عن عمقه العربي ، بنفس القدر الذي لا يمكنه من الانفصال عن عمقه الأفريقي، لذلك مهم ان تحافظ الثورة و قيادتها الشعبية ممثلة في تجمع المهنيين على علاقة ود و تعاون و احترام مع جميع الدول العربية و الأفريقية و خاصة مع دول بحجم السعودية و الامارات ، فهي دول لا يمكن بأي حال من الأحوال استعدائها او التنكر للتاريخ المشترك لنا معها .

اصحى يا تجمع المهنيين ، افيقوا ايها الناس ، فنحن اسقطنا البشير صحيح ، و لكننا لم نسقط العالم ، و غيرنا الكيزان صحيح و لكننا لم نغير الكون ، مهم ان نعرف حجمنا و ( نمد كراعنا قدر لحافنا ) و خاصة في الأمور المتعلقة بالسياسة الخارجية ، أما ما يتعلق بالسياسة الداخلية داخل السودان عوسوا اي عواسة ما في زول سائلكم .


sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.