وحي الفكرة-مسيرة 30 يونيو الجولة الفاصلة في الصراع

وحي الفكرة-مسيرة 30 يونيو الجولة الفاصلة في الصراع
  • 25 يونيو 2020
  • لا توجد تعليقات

محجوب الخليفة


قلنا من قبل أن هناك صراعا محتدما بين تيارين في الواقع السياسي السوداني اﻵن اﻷول يسعي إلي تعزيز الثورة وتحقيق التحول الكامل للحكم المدني واﻵخر لايرغب في ذلك بل يجتهد ﻹفشال الثورة وتعطيل التحول نحو المدنية ، والتيار اﻷول تقوده جماعات يسارية أصبحت هي الواجهة التي وجدت نفسها في كابينة قيادة التحول الثوري ..أما التيار الثاني فهو التيار الذي تندفع لتعزيزه مجموعات تنتمي إلي النظام السابق منهم اسلاميين ومنتفعيين سبب لهم التحول الثوري اضرارا وبات يهدد مصالحهم…

ومسيرة الثلاثين من يونيو التي يجري الترتيب لتكون مسيرة مليونية هي في حقيقتها معركة فاصلة في الصراع بين التيارين..فأنصار النظام السابق وبعض المتواطئين معهم داخل الحكومة اﻹنتقالية ينتظرون مليونية 30 يونيو في اﻷسبوع القادم لتكون الخطوة الحاسمة ﻹنهاء المأذق الذي ادخلتهم فيه ثورة ديسمبر بل ويعدون العدة لمواجهة حكومة حمدوك والضغط ﻹجبار الجيش لتبني رغباتهم وكأنما الشارع راغب في تفويض الجانب العسكري ﻹدارة البلاد وإسقاط حكومة حمدوك..

اما انصار التيار الثوري فيعولون علي مسيرة الثلاثين من يونيو إلي تصحيح مسار الثورة والضغط للخروج من المواقف الرمادية والتخلص من حالة التراخي في حسم القضايا اﻷساسية واﻹنتصار لشهداء الثورة بالكشف عن القتلة ومحاكمتهم و الضغط من أجل التعجيل بمحاكمة رموز النظام السابق وتعزيز لجنة التفكيك وقطع الطريق أمام محاولات من يرغبون في نشر اليأس في اوساط شباب الثورة..

إذن ال30 من يونيو كأنما يعني إن المسيرة المليونية مسيرة مركبة ويبدو ذلك واضحا عندما نراجع الدعوات للخروج فإنصار النظام السابق وفلوله ينادون ويجددون دعوتهم للخروج في المسيرة بينما تواصل تيارات الثورة من إتحاد المهنين وشباب الثورة ولجان مقاومتها وبعض أنصار الحركات المسلحة ينشطون في الدعوة للخروج في مليونية الثلاثين من يونيو.

والتضارب واﻹرباك الواضح والذي يجعلنا نتساءل عن التبني الحقيقي للمسيرة ومن هم دعاتها أصلا ؟؟ هو في الحقيقة إرتباك ناجم عن ضبابيةظلت تسيطر علي مواقف الحكومة بمجلسيها المجلس السيادي ومجلس الوزراء..
وربما ساعدت مليونية الثلاثين من يونيو في الخروج من مأذق الصراع المحتدم ، ففي حالة نجاح أي تيار في فرض وجوده في الشارع إتضحت الرؤية لمستقبل السودان بل وإنه في حالة فشل التيارين في حشد انصارهما فإن ذلك قد يساعد الحكومة اﻹنتقالية ﻹتخاذ مواقف أكثر جرأة تجاه القضايا المعلقة والمضي قدما في إحداث التغيير .

التعليقات مغلقة.