وبالمقابل فعلى الشعب أن يقيل نفسه أيضاً

وبالمقابل فعلى الشعب أن يقيل نفسه أيضاً
  • 11 يوليو 2020
  • لا توجد تعليقات

عزالدين الجعلي

وبنفس المسؤولية كما عزل حمدوك عددا من وزرائه وبمنطق(كلكم مسؤول)… فالشعب الذي فجر الثورة وأرغم النظام البائد على الزوال بسبب التقصير في حقه هو أيضاً عليه مسؤولية قصّر في إنجازها بحكم أنه هو الحاكم الفعلي والمتحكم والمسيطر في توجه الحكم بعد الثورة وهو صدى الشارع والمراقب لما يحدث في واقعه المعيشي قبل حمدوك وطاقمه الوزاري …

صحيح ان الإدارة والتخطيط وتطبيق ذلك عملياً على واقع المجتمع مسؤولية المسؤول في المرفق الحكومي أو الوزير في وزارته ولكن ما يتضح في الوقت الحالي أن من المعوقات ومن مورثات النظام البائد اللوبي الجشع من التجار والسماسرة وضعيفي النفوس الذين.

يتحكمون ويتاجرون في قوت الشعب ومواد الطاقة من بنزين وجاز وغاز وغيرها ويستغلون ذلك في تضييق حياة الناس والضغط على وزراء الحكومة الانتقالية وتشويه سمعتهم وإظهارهم فاشلين ضعفاء لتغويض الثورة ومتغيراتها بافتعال رفع الأسعار الجنونية المرهقة والضارة بمعيشة الناس خاصة متعسري الحال ومحدودي الدخل وأصحاب رزق اليوم باليوم…

سؤال: إذا كان من الواضح جدا أن المسؤول أو الوزير ينوبه أو يقع عليه تقصير في السيطرة والتحكم في ضبط السوق والقضاء على الذين يعبثون بقوت الشعب وبالمواد المؤثرة في حياة ومعيشة المواطن ويتاجرون بها ضرراً وإذاءً له فما هو دور المواطن في مساندة ومساعدة المسؤول أو الوزير في هذه المشكلة والمعضلة التي يعاني منها؟؟ فهناك مبالغة في رفع أسعار سلع متوفرة ومحلية يئن المواطن ويشتكي من ويل الحصول عليها فلماذا لا يتضامن هذا المواطن مع المسؤول أو الوزير في محاربة هذه الظاهرة التي ارهقت كاهله واصبحت هي أم المشاكل التي يعاني منها الاثنان معاً المواطن والمسؤول .. ولماذا يتهاون ويتراخى الموطن ويجامل هؤلاء العابثين بقوته ومصادر حياته ومعيشته …

واذا طالب الشعب بإقالة من قصر في واجبه نحوه من وزراء فلماذا لا يلمس الشعب رأسه ليتحقق من حقيقة وصدق وطنيته ويتحسس تقصيره وتخازله في دفع الضرر عنه ويعلن حربا على هؤلاء الساقطين الجشعين وكشف ألاعيبهم وكل من تجرأ وضحك عليه واحتقر قدره ومكانته وحرمه من أغلى حقوقه المتمثلة في الحصول على كرامة العيش وعزة النفس وتلاعب في اسعار قوته ومصادر معيشته…

لماذا السكوت عن هؤلاء الذين يحتكرون قوت الشعب والعبث به عيانا جهارا ولماذا الخوف منهم ومجاملتهم فهل هم أقوى بطشا وأكثر جبروتا وعتادا من نظام الانقاذ الذي اقتلعه هذا الشعب من جذوره بالتضحية بأرواح شهدائه وجروح أبنائه وعرق ثواره !!!؟؟ ولا شك أن الشعب السوداني يصبر كثيراً ولكنه حينما يغضب يضرب بيد من حديد…

الرياض

التعليقات مغلقة.