قراءة في الاعلان السياسي بين قحت والجبهة الثورية

قراءة في الاعلان السياسي بين قحت والجبهة الثورية
  • 28 أغسطس 2020
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

صدر بالأمس في جوبا الإعلان السياسي بين قحت ( بمشاركة حزب الأمة القومي وتجمع المهنيين) والجبهة الثورية بكامل فصائلها، حمل الإعلان السياسي ثلاثة أهداف وخمسة وسائل، الأهداف انحصرت في تحديد الوجهة السياسية لقحت، تكوين اكبر قاعدة شعبية لعملية الانتقال، وضع خطة عملية لما تبقى من الفترة الانتقالية. الوسائل لتحقيق هذه الأهداف حصرها الإعلان السياسي في خمسة وسائل هي دعم قحت لعملية السلام بجوبا، عقد مؤتمر قوى الحرية والتغيير، تكوين لجنة تحضيرية للمؤتمر، الاتفاق على آلية لإشراك الجبهة الثورية في قرارات قحت لحين انعقاد المؤتمر، استئناف الجبهة الثورية لنشاطها داخل قحت بناءا على هذه الاعلان.

الإعلان السياسي خطوة صحيحة في مسار توحيد قوى الثورة وفي مسار إنجاح الفترة الانتقالية وتحقيق اهداف الثورة والعبور بالبلاد نحو الديمقراطية الانتخابية، ونتمنى أن تكون الاجتماعات التي سبقت الإعلان السياسي قد ناقشت بصورة شفافة وصريحة الأسباب التي قادت إلى حدوث الابتعاد المبكر للجبهة الثورية عن قوى الحرية والتغيير، إذ كان هذا الخلاف هو أول الطعنات التي تلقتها الجماهير من تحالف قحت، وكان دليلا مبكرا على أن الإدارة السياسية للتحالف ليست على ما يرام وأن المستقبل معها ليس براقا ولا جاذبا وهذا ما ثبت بعد ذلك.

الإعلان السياسي يمكن استخراج نواته التي تلتف حولها حلقات الاهداف والوسائل الأخرى، وهي اجتماع تحالف قوى الحرية والتغيير لهيكلة التحالف وبناء رؤيته السياسية والاقتصادية الموحدة. هذه النواة هي المضغة الوحيدة التي اذا صلحت صلح سائر جسد الحرية والتغيير وتجودت وسائله وتحققت أهدافه. ومن الغرابة ان الدعوة لقيام هذا المؤتمر انطلقت منذ أمد ليس قريب ومع الأيام تبنتها جميع فصائل قحت، بل وصل الأمر بحزب الأمة القومي إلى تجميد عضويته في التحالف نتيجة لذلك وانسحب حزب الاتحادي الموحد داعيا لذات المؤتمر، هذا غير دعوة تجمع المهنيين الأصل والمختطف لهذا المؤتمر، ورغم ذلك لم يقم هذا المؤتمر حتى الآن!!! سمعنا جعجعة كثيرة حول هذا المؤتمر ولم نر طحينا حتى اليوم. فهل قحت جادة في انعقاد هذا المؤتمر؟!

تحالف الحرية والتغيير هو أكبر تحالف في تاريخ السودان منذ تحالف التجمع الوطني الديمقراطي في تسعينيات القرن المنصرم، ويختلف تحالف قحت عن سابقه بأن جميع التحالفات السابقة بين ذات المكونات كانت تحالفات معارضة بينما تحالف قحت هو تحالف حاكم، والحكم كما معروف أشد صعوبة من العمل المعارض، فالعمل المعارض يتمحور حول انشطة مواجهة السلطة الحاكمة فقط، بينما يتمحور العمل الحكومي حول قيادة الوطن وتنفيذ مطالب الجماهير ومعالجة المشاكل التي تواجهها، نعلم أن كثير من أحزاب قحت مازالت تلبس ثوب المعارضة ولم تستوعب بعد انها جزء من الحكومة وأن ما تعودوا على استخدامه وهم في المعارضة لا يجوز استخدامه وهم في الحكومة، لاستعدال كل ذلك تظهر ضرورة الإسراع في انعقاد مؤتمر الحرية والتغيير لإعادة هيكلة التحالف وتوحيد رؤية سياسية حاكمة تنطلق منها جميع المكونات وتصبح دستورها المشترك، فالاستمرار بهذا الشكل الراهن المضطرب لا يقود الا الى الطوفان.


sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.