المدونة الصحفية –قرابين القيِّم الهُتافية

المدونة الصحفية –قرابين القيِّم الهُتافية
  • 12 فبراير 2020
  • لا توجد تعليقات

هيثم الفضل


الذين يستميتون اليوم في تأليب و(تحريش) المكوِّن العسكري داخل الحكومة الإنتقالية ليرفض ما أعلنه السيد وزير العدل أمس الثلاثاء عزم الحكومة تسليم البشير ومعاونية للمحكمة الجنائية ، إنطلاقاً من كونهِ مدخل مناسب لخلق شِقاق بين المكوِّنين المدني والعسكري يؤدي (بسلاسة) إلى تحقيق (حلمهم المستحيل) بعودة حقبة الظُلم والظلام في السودان ، نقولُ لهم كفاكُم ما جرَّبتم من مداخل للفتنة تعلَّقت مُعظمها (بتعقيد) حياة المواطن المغلوب على أمرهِ دفعاً له للثورة ضد (آماله) و(تطلعاته) التي ترفعها الحكومة الإنتقالية شعارات ومباديء وقيَّم لا تقبل المساومة ، أما أن تنتهوا بـ (خباثاتكم) اليوم إلى تذكير رئيس مجلس السيادة و(تهديده) بما صرَّح به سابقاً حول عدم تسليم البشير للجنائية ، يُسرنا أن نُلفت إنتباهكم إلى الإطلاع على التعريف الرسمي والعلمي لمصطلح (سياسة) ، حيث إنه (بالواضح الما فاضح) علم الثابت والمُتغيَّر ، (فتبديل) الأفكار و(تغيير) المسارات و(تعديل) القرارات هو في حقيقة الأمر علامة من علامات (المهنية) العالية والإحترافية في العمل السياسي ،  جميع مُمثلي المكوِّن العسكري ليسوا (مُجبرين) على الثبات في مواقفهم وقراراتهم السياسية التي تخوِّلها لهم مناصبهم الدستورية ، حيثُ لا (حرج) أبداً من تعديلها وتبديلها في أيي زمانٍ ومكان ولشتَّى الأسباب الداعمة للمصلحة الوطنية العامة ، فمواقفهم ليست شخصية ولا تُعبِّر عن قناعاتهم الذاتية بقدر ما تُعبِّر عن (رؤيتهم الرسمية) للمصلحة الوطنية العامة التي دائماً ما تتغيَّر وتتبدَّل إتجاهاتها ومآلاتها كلما جد جديد ، وحسب ما يبدو في الأفق من (مُهدِّدات وفُرص).

المتعقِّلون فقط هم الذين يعتبرون تغيير المواقف ومراجعة القرارات نوعاً من الحِراك المهني الإيجابي وفي ذات الوقت إشارة  للتعمُّق في دراسة المواضيع وإعادة تقييمها والتأكد من موافقتها للمُستجدات.

  • التخلي عن(القيِّم الهُتافية) وتقديمها (قُرباناً) للمصلحة العامة والتعايش الأمثل مع المستجدات ، بالنسبة لي هي أفضل المبرِّرات التي دفعت البرهان لمناقشة آفاق التطبيع مع إسرائيل ، نفس هذه المبرِّرات تصلح عنواناً مناسباً لملف تسليم البشير وعصابته للمحكمة الجنائية ولا عزاء للمُرجفين.
الوسوم هيثم-الفضل

التعليقات مغلقة.