هكذا يبكون

هكذا يبكون
  • 17 فبراير 2020
  • لا توجد تعليقات

رمزي المصري


_
تأملوا معي ما قاله حسين خوجلي في بكائيته الاخيرة على صفحته …كتب كلاما كثيرا وختم قائلا :-
,( ولذلك تجدنا مضطرون للسكوت عن البيان الأول لقلة الحيلة واستشراء العياء. ومعلوم في تاريخ الثورات أن الغاضبين الاصحاء قادرون على كسر القيود، ولكن المرضى الجوعى المنهكين مضطرون بالخضوع لفقة الضرورة. )

يعترف صراحة بقلة حيلتهم في العودة لسدة الحكم .. !! مارسوا كل ما يمكن ان يتخيله الانسان وما لا يتخيله حتى ابليس الرجيم لافشال الثورة . منذ فض الاعتصام وحتى تاريخ اللحظة فعلوا كل شيء … قتلوا … حرقوا … اشعلوا نيران الفتن في الغرب والشرق … اشعلوا النار في الاقتصاد وفي معاش الناس .. خلقوا الازمة تأتي وراءها ازمة من رغيف الخبز للوقود … للدولار لانابيب البترول .

وعندما خاب ظنهم ..عندما سمعوا الهتاف الداوي ( الجوع ولا الكيزان) يخترق اذانهم الصدئة .
كشفوا عن اخر ورقة في اياديهم المرتجفة وهي استمالة القوات المسلحة للقيام بانقلاب عسكري واستلام السلطة !!!
ويبدو ان الموقف الصارم الذي ابداه حميدتي تجاه الانقلابات العسكرية في حواره التلفزيوني الاخير هو ما دفع حسين خوجلي للبكاء هكذا على الملأ متناسيا انه صاحب ال 98% .

نعم حميدتي وصفهم بالثورة المضادة ولكنه في ذات الوقت اشتكى من الكل وتحدث بلهجة فيها الكثير من اللوم والعتاب الخشن احيانا لشركائه في قوي الحرية والتغيير لدرجة انه قال بوضوح ان هناك من لا يقبلون اي مساعدة من قوات الدعم السريع ويرفضون اي عمل تقوم به هذه القوات .

وصراحة ما يقوله حميدتي صحيح .. مازال هناك جدار سميك جدا من عدم الثقة بين هذه القوات وشباب الثورة .
وانا أسأل السيد حميدتي .. ماذا فعلت انت حتى تزيل هذا الجدار ؟؟

مشاركة الدعم السريع في عمليات النظافة او رش البعوض او نقل المواطنين بالبصات الخاصة بالدعم السريع لن تنسي الشباب ما جرى في فض الاعتصام !! سكان الخرطوم من الصعب عليهم نسيان الايام العصيبة التي تلت فض الاعتصام وما جرى من هذه القوات في كل شارع وفي كل حي في الخرطوم .

فلنتفق ان هناك لجنة تكونت للتحقيق في فض الاعتصام والجميع في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات والسيد حميدتي قال انه عنده الكثير الذي سيقوله بعد التحقيق والجميع في انتظاره .

حسنا … كيف تبرر ما جرى في الخرطوم في الايام التي تلت فض الاعتصام ؟؟
ما جرى شبيه تماما بحملة الدفترار الانتقامية التي تلت مقتل اسماعيل باشا في شندي… ايام عصيبة محفورة في الذاكرة الجمعية لسكان الخرطوم .

هذه هي الاسباب التي بنت جدار عدم الثقة بين الدعم السريع وشباب الثورة .
كيف يتم تحطيم هذا الجدار ؟؟ اترك لك الاجابة ولن تكون الاجابة قطعا برش الباعوض ولا بالمشاركة في نظافة ولاية الخرطوم … القصة اكبر من ذلك بكثير .
حمى الله هذا الوطن وشعبه


الوسوم رمزي-المصري

التعليقات مغلقة.