الإثنين - 14 ذو القعدة 1446 هـ , 12 مايو 2025 م

الناطق باسم المشتركة يعلن استعادة السيطرة على مدينة الخوي

( أُنشودَة الجِّن )؛ شيء عجيب

( أُنشودَة الجِّن )؛ شيء عجيب
عماد عبدالله

قصيدة مجددة بديعة، قايم عضمها على تفانين (فعل الأمر)، لكنها أوامر من “لطف” ورفق.. كأنه سيدي (التيجاني يوسف بشير) بيقترح على هذا (الطرير الشباب) إنه يسوي شنو ويسويهو كيف في شأن بحبتة وفرتقة الجمال في جوه مكامنو الغميسات جوووه، أبداً ما بيأمروا ولا الله قال، هو بس بيقترح عليهو كيف يحسن الذبح.
صاحبنا “فيصل أبوالريش” الله يطراهو بالخير، كان مهووس باللغة العربية، ويطرب بالذات لعمايل (فعل الأمر) فيها. يقول ليك: فعل الأمر شفاتي صعلوق، بالذات لو قام لمَّ فيهو شاعر صايع بيعرف ميكانيكا اللغة وكهربتها.
يعني الفعل المشتق من المصدر (تقوى) مثلاً، فعل الامر فيهو: (إتقي).. لكن فعل الأمر يحرن ويعنقد، يقوم منو وليهو يحذف ليك الياء المشاترة دي عشان يسكن، فيقوم يقلب روحو (إتقِْ) ويديها قعدة ساااااكنة صانة كان للسان كان للحلق. لكن تمشي نفس المفردة الآمرة دي تتحسكن عند شاعر تاني حريف بتاع مزازيك شعرية.. يقوم يطرّقها ويواسيها يقصقصها يخصصها للحلق وبس، الللسان ما ليهو دعوة بيها، يروق اللسان ياخد راحتو.. بالظبط زي حرفنة “عمك عبدالمجيد” الحداد. عمك الشاعر الصايع ده يقوم ينضف الفعل المكعوج ده يخليهو بس: (قِ)، حرف واحد والله واحد، “قِ نفسك شر الحسود”، وخلسنا.
أو زي فعل الأمر التاني داك كمان: (أوفي)، يقدر الشاعر الشفاتي يحساهو يشيلو من الشلاليف واللسان، بدل (أوفْ) أم تلاتة حروف وسكون؛ يقوم يضايرو يواسيهو ويصنفرو ويلمعو.. شغل نجارة عديل، لمن يسلمو للقدوم فرد حرف واحد بس: (فِ): “فِ بوعدك”، وكان الله يحب المحسنين.
سيدي التيجاني -في رايي- هو أشعر العرب والعجم وأي حاجة. والله وبالله هذا البلد ولد ناس ما هينين ابداً.. ناس يرفعوا الراس والنخرة، وعالين يغطوا عين الشمس وضاءة ووضوح وعلو، في كل شأن وأيّ غرض.

أدونا ليها في الإبتدائي القصيدة دي وللا الثانوي العام وللا وين يا بربر؟؟ Abdulrahman Abdulhalim ، رهاب رهاب بتذكرها واتذكر الهجمة الإتهجمناها من فرط حلاوة هذا الكلام الساحر. منو كان الأستاذ الغالطناهو إنه (غَنِّ) دي كده غلط.. المفروض تتكتب: (غني)، حسب ما أديتونا؟؟ قام الاستاذ إتكيف وبهل لينا السماحة والهنجكة البلاغية/ الصرفية الفيك يا لغة يا بديعة.
وزادت السماحة سماحات كمان لما بعد دراسة هذا الشعر الحلو، قمنا قدرنا فكفكنا مغاليق الغنوة الهبشتنا بيها (هنا أمدرمان) مناولة سيدي “سيد خليفة” وأوركسترا الإذاعة بتسجيلها الاولاني ابو ريحة وطعم داك.
ياخي كنا ناس كويسين، ودين النبي كنا كويسين.. وحياتنا شحمانة كانت بالحاجات التمام التمام.
هسه نحنا الهسه ديل.. منو نحنا؟؟


قُمْ يَا طَرِيرَ الشَّبَابْ … غَنِِّ لنَا غَنِّ
يا حُلْو يا مُسْتَطَابْ … أُنْشُوُدَةَ الجِّنِّ
واعْصُرْ لِيَ الأعْنَابْ … وامْلَأ بِهَا دَنِّي
مِنْ عَبْقَرِيّ الرَّبَابْ … أَوْ حَرَمِ الْفَنِّ
سُحْ في الرُبَىْ والْوِهَادْ … واسْتَرْقِصِ البِيدَا
واسكُبْ عَلَى كُلِّ نَادْ … مَا يَسْحِرُ الغِيْدَا
وفَجِّرِ الأعْوَادْ … رَجْعَاً وَتَرْدِيْدَا
حَتّى تَرَى فِي الْبِلادْ … مِنْ فَرْحَةٍ عِيْدَا
امسَحْ عَلَى زِريَابْ … واطْمِسْ عَلَى مَعْبَدْ
وامْشِ عَلَى الأحْقَابْ … وَطُفّْ عَلَى المِرَبَدْ
واغْشَ كَنَار الغَابْ … فِي هَدْأَةِ المَرقَدْ
وحَدِّثِ الأَعرَابْ … عَنْ رَوْعَةِ المَشْهَدْ
صَوِّرْ عَلَى الأَعْصَابْ … وارْسِمْ عَلَى حِسِّي
جَمَالُكَ الْهَيَّابْ … مِنْ رَوْعَةِ الجَرْسِ
واسْتَدْنِ بَابَاً بَابْ … واقْعُدْ عَلَى نَفْسِي
حَتَّى يَجُفّ الشَّرَابْ … فِي حَافَةِ الكَأْسِ

لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

حجز اسمكم المستعار سيحفظ لكم شخصيتكم الاعتبارية ويمنع الآخرين من انتحاله في التعليقات
دخول سجل اسمك المستعار
حجز اسمكم المستعار سيحفظ لكم شخصيتكم الاعتبارية ويمنع الآخرين من انتحاله في التعليقات
التعليق كزائر سجل اسمك المستعار نسيت كلمة المرور
حجز اسمكم المستعار سيحفظ لكم شخصيتكم الاعتبارية ويمنع الآخرين من انتحاله في التعليقات
التعليق كزائر سجل اسمك المستعار نسيت كلمة المرور