النمير وحرق الكيماوي!

كنتُ أول من أبدى سعادة كبيرة باختيار الأخ جمال الكيماوي ضمن عضوية مجلس المريخ الحالي. وقتها، كنتُ أعتقد أن رئيس النادي يرغب فعليًا في العمل الجماعي، والاستفادة من خبرات ومهارات كل عضو في المنصب الذي يشغله.
لكن، وبعد فترة قصيرة، اتضح أن كل ذلك كان هباءً منثورًا، وأن قرار التعيين لم يكن سوى إجراء صوري لا أكثر ولا أقل.
أذكر أنني حين تم تعيين الكيماوي، كتبتُ وقلت إن المريخ بحاجة ماسّة له، لأن منصب نائب الرئيس للشؤون الرياضية هو من أكثر المناصب التي عانى منها المريخ منذ انتخاب الأخ أسامة عبد الجليل وحتى استقالته وما تبعها من تداعيات.
ومشكلة المريخ في هذا المنصب تحديدًا كبيرة؛ فهو أشبه بكرة لهب تحرق كل من يحاول الاقتراب أو الإمساك بها.
تم تعيين جمال الكيماوي في المجلس الحالي باختيار مباشر من رئيس النادي عمر النمير، الذي يدرك تمامًا أن الكيماوي يمثّل ساعده الأيمن في قطاع الكرة، بما يملكه من خبرات متراكمة تفوق خبرات الرئيس نفسه، ناهيك عن قرب الكيماوي منه، وما بينهما من صلة دم!
استبشرنا خيرًا بالخطوة، لكنّها للأسف جاءت خصمًا على الكيماوي نفسه، لأنه لم يُمنح الفرصة الكاملة لتقديم عمله. وأنا أعرف تمامًا حجم التدخلات التي حدثت في القطاع الرياضي من عمر النمير نفسه!
مضى النمير، الذي نصّب نفسه رئيسًا للقطاع الرياضي، في قراراته الغريبة وغير المدروسة، والتي دفع ثمنها فريق الكرة باهظًا، من خلال تعاقدات مشوّهة أقعدت الفريق ولم تقدّم الإضافة المطلوبة.
لم يكتفِ بذلك، بل قام أيضًا بتعيين مدير رياضي — المصري نادر خليل — دون استشارة الكيماوي أو غيره من أصحاب الخبرة، فكانت النتيجة مخيبة للآمال، وما الواقع الحالي إلا تأكيد لذلك، باعتراف الرئيس نفسه.
عمر النمير، الذي يقيل مدير الكرة والجهاز الإداري، ويتدخل حتى في العمل التنفيذي، هو نفسه الذي استعان بالكيماوي للعمل معه في قطاع الكرة! ولا أعرف: هل كانت الاستعانة به للاستفادة فعليًا من خبرته، أم مجرد قرار صوري يستهدف حرق اسمه وسط مجتمع المريخ، كما يحدث الآن؟!
القرارات الغريبة استمرّت، بتعيين جمال الكيماوي مديرًا عامًا لصحيفة النادي، في سابقة نادرة — لكنها ليست غريبة على عمر النمير — لأن من يعرف أبعاد القرار يدرك أن اسم الكيماوي كان صورياً، وأن المنصب كان خاليًا من المهام الفعلية، لأن المشرف والممول الأول للصحيفة كان وما يزال هو عمر النمير، صاحب الكلمة الأولى والأخيرة فيها.
سارت الصحيفة في خطها، ونالت ما نالت من انتقادات جماهير المريخ، لتأتي المفاجأة مؤخرًا: إزالة اسم الكيماوي من منصب المدير العام، وإجراء تغييرات إدارية وتحريرية، وإقالته من المنصب، دون تفسير سوى تشويه متعمّد للرجل، ومحاولة تحميله مسؤولية لا علاقة له بها.
الكيماوي لم يتهم لاعبي المريخ بالتواطؤ، ولم يُسئ إليهم مهما حدث، فهو ليس مستجد عهد بالوسط الرياضي.
وبصورة عامة، لو كنتُ مكان الأخ جمال الكيماوي، لما ترددتُ لحظة في تقديم استقالتي من هذا المجلس ومن هذا المنصب “الصوري” الذي وُضع فيه من قِبل رئيس النادي.
الحقيقة الواضحة هي أن النمير تخلّص من الكيماوي، مثلما تخلّص سابقًا من كمبال، وسيتخلّص من أي شخص آخر حين تغرق السفينة، دون أي اعتبارات أو تحمّل للمسؤولية.
أخيرًا… الإخفاق في فريق الكرة المسؤول الأول عنه هو رئيس النادي والقطاع الرياضي عمر النمير، وليس الكيماوي، وذات المسؤولية تنطبق على صحيفة النادي؛ فالمسؤول الأول عما حدث فيها هو عمر النمير نفسه، قبل أي شخص آخر.
والرئيس الشجاع هو من يتحمّل المسؤولية ويقرّ بالأخطاء، لا من يرميها على الآخرين.
نقلا عن آكشن سبورت