مكي في عليائه

ساعات يومين انزاحت متثاقلة والإحباط يسكننا ففقدان مكي مزلزل.
كنت قريبا منه ، بيننا آصرة محبة وثيقة.
امتاز الهرم مكي بخلال ثلاث راقية رفعته في سقوف القلوب، أهمها في تقييمي:
.. كان له توجهه السياسي ومنطلقه وقناعاته لكنه لم ” يتمترس ” خلف رايتها قط، فقد كان يحترم الرأي الآخر ويقدر صاحبه بإيمان عميق، وهذا في الناس قليل.
.. كان أخي مكي مجاملا، جابرا للخواطر لأبعد مدى فلكم عايشت استقباله زواره الكثر، الذين لا ينقطع سيلهم من العصر حتى مشارف الفجر ببشاشة دون إبداء رهق فكنت أشفق عليه.
.. الرائعون الذين اختصهم الله بقضاء حوائج الناس كثر مسد الأفق، لكني لم أر شخصا يخلص في خدمة الشأن العام مدى العمر دون حسبان لصحته وعمله ورزقه مثل ما كان مكي! لذا كنت أنادي ب ” تفريغه ” من قبل فعالياتنا، وثراء ما أنتجه ينهض تبيانا ساطعا.
وبعد
كان مكي فريدا لا خليفة له وغاب عن دنياوات النوبة شمسها الوهاجة الشامل عطاؤها!