من بيت “ختمية” إلى معقل الأنصار.. محمد زكي كاتم أسرار الإمام الصادق المهدي: لم يعرف الزعل والانفعال وكان لعب التنس أمتع لحظاته

من بيت “ختمية” إلى معقل الأنصار.. محمد زكي كاتم أسرار الإمام الصادق المهدي: لم يعرف الزعل والانفعال وكان لعب التنس أمتع لحظاته
  • 30 ديسمبر 2020
  • لا توجد تعليقات

خاص - التحرير- شاركت في الحوار: إنصاف عبدالله


ما قصة الطفل الأوربي مع الإمام، وماذا قالت عنه والدته؟


ما الذي جعل الملك عبدالله يتجاوز البروتوكول، ويقبل رأس الأمام؟

لم يكن يخشى أسئلة الصحافيين، ويقول: (ماعندي قشه مرة)

كيف تعامل مع الحملة المنظمة ضده في وسائل التواصل الاجتماعي؟


كان دوماً يحثّ أولاده على الصلاة والرياضة والدراسة

كان الإمام منزعجاً جداً من التطبيع وكتب عن “”التطبيع والتقطيع والتركيع”

حاوره: مدير التحرير سيبويه يوسف

جلست ” التحرير” مع السكرتير الخاص للإمام الراحل الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي وإمام الأنصار على مدى ثلاث ساعات متواصلة في سياحة عبر الزمن، محطات في الذاكرة.

عبارات لاتزال تملأ أرجاء الساحة السياسية والاجتماعية في السودان، عناوين كتب تزين أفخم المكتبات العالمية، إنها رحلة يصعب توثيقها في سنوات دعك من ساعات قليلة، وبدأ محمد زكي وهو يخفي ملامح حزن غريب يروي ويروي، ولا ينقطع الا ليتذكر ويستشهد بمواقف تترى وحكايات لا تنتهي .

بداية نود ان نتعرف أكثر عليك؟
محمد زكي محمود شمس الدين من سكان بحري حلة خوجلي، مسقط رأسي. السكرتير الخاص للحبيب الإمام الصادق المهدي، عليه رحمة الله، ورافقته تقريباً في كل زياراته في الداخل وفي الخارج، وكنت اعمل معه بكل تجرد، وكان يعاملني بكل مودة ومحبة.
درست الابتدائي في حلة حمد المتوسط في الأميرية واحد، ثم بحري الحكومية، وامتحنت الشهادة السودانية، وحظيت بمنحة لدراسة الطب البشري في روسيا، لكن لظروف الوضع السياسي وقتها وانقلاب 1989 اعتذرت عن المنحة، واستعضت عنها بدراسة الاقتصاد في جامعة امدرمان الاهلية، و بعد التخرج عمدت لعمل الدراسات العليا في جامعة الخرطوم في العلاقات الدولية، وكانت رسالة الماجستير بعنوان (معوقات الديمقراطية في السودان)، وكان الدبلوم العالي في العلاقات الدولية.

أنت من سكان منطقة بحري، ومعلوم أن غالبية أهل المنطقة هم من الختمية، نود أن نتعرف أكثر عن علاقتك بالأنصارية والسيد الإمام؟

بابتسامة ذات مغزي أجابنا بالطبع دوماً اسم منطقتنا حلة خوجلي (دي)، وودنوباوي(بتاعة) الختمية، وبالفعل انا كل أجدادي كانوا خلفاء للسيد علي، ولكني كنت منذ فترة الثانوي معجباً جداً بطرح الأنصار وحزب الأمة، ومجاهداتهم، وطرح الحبيب الامام، وتم تجنيدي منذ الثانوي، وفي فترة الجامعة اشتغلت مع طلاب أنصار حزب الأمة، وفي التسعينيات انخرطنا في العمل السري، وتدرجت في كل المناصب التنظيمية في الحزب، وفي الهيئة. وأذكر أستاذي الذي تتلمذت على يديه، وكنت آخذ كثيراً بنصائحه، الأستاذ الحبيب عبدالرسول النور إسماعيل، وبعد التخرج والدراسات العليا في العام 2001م، وبتزكية من قيادات وكوادر الحزب تم اختياري في المكتب الخاص للإمام الحبيب الصادق المهدي.

داعبناه بالقول.. وبعد ذلك.. أصبحت انصاري قح؟

اجابنا باعتداد وفخر كبير: الحمد لله.

طيلة المسيرة هناك كثير من المواقف العالقة بالذاكرة، ولا تنسى هلا جادت قريحتك ببعضها؟

بنبرة يشوبها الحزن العميق يصمت وينظر بعيداً، وهو يجيب عن التساؤل: نعم هناك كثير منها؛ لمرافقتي الإمام في الخارج بالذات، فأنا كنت الوحيد الذي كان يرافقه في الخارج منذ 2001م. فلقد جبنا أرجاء العالم سوياً ثلاث مرات. فكان حاله أينما ذهبنا جاذباً لكل الناس. ولا أخفيك كنت أتعب جداً في المطارات والمواقع والدول المختلفة من التفاف الجميع حوله لالتقاط الصور، ويكون هو صبوراً جداً؛ ليرضي كل شخص.

وأذكر حادثه غريبه في مطار ميلانو باتجاه جزيرة فينيس للمشاركة في مؤتمر عن العدالة، فالتقينا طفلاً اوربياً مع والدته حاول خلق علاقة مع الإمام بطريقة مدهشه جداً، مما أثار استغراب والدته التي ذكرت لنا فيما بعد أن طفلها لا يتعامل بسهولة مع الغرباء، مما حدا بالإمام تقديم حلوى له، وقال لي هذا الطفل يود عمل علاقة معي، فاندهشت والدته جداً، وسألت الامام من أنت؟ فعرفها بنفسه، وأنه رئيس وزراء السودان، وبعد أن تعرفت على شخصية الإمام قالت وبعميق العبارة: أنا أتمنى ان يصبح ولدي مثلك عندما يكبر.

وكثير من المواقف منها ما حدث في الأردن، وبحضور الملك عبدالله عندما قدمه أحدهم لتقديم المحاضرة بما يشبه الشعر، ضجت القاعة بعدها بالتصفيق، وانهالت عبارات الثناء لشخص الحبيب، وتناسوا البرتوكول حينها، وكانت الأبيات تقول: (افنيت عمري باحثاً ومنقباً في همة الرجل المجد الواثق، آملا بأن ألقى إماماً صادقاً، حتى عثرت على الامام الصادق)، ولأول مرة اري الملك عبدالله يتجاوز البروتوكول، ويقبل رأس الأمام، وفضجّ كل القاعة لقرابة العشر دقائق او الربع ساعة، وهناك كثير من المواقف المعبرة عن محبة حباها الله بها من مختلف الأجناس والأعمار.

بالطبع نجد أن من يرافق الحبيب الإمام يكتسب كثيراً من القيم والمعاني من هذه الرفقة؟

بفخر كبير يجيبنا: بالطبع بالطبع، فهو قد كان بالنسبة إلينا مدرسة عظيمة نحن تلاميذها. تعلمنا منه الصبر والأدب ومعاملة الناس والبروتوكول، وكل الأشياء الجميلة لأنه كان بمرافقتنا له كان يعاملنا كأخ وكصديق وكأب وكحبيب، والشخص منا لم يكن يشعر بأنه يرافق إنساناً زعيماً أو رئيساً، فهو كان يتعمد أن يحطم كل الحواجز بيننا، ويتعامل مع الناس بأدب جم، والعلاقة تشعرك بانك تتعامل مع إنسان غير عادي، شخص يحمل أخلاق الأنبياء.

حدثنا عن كيفية مواءمة مواعيد الإمام مع كثافة البرامج المختلفة والحياة الاجتماعيةـ كيف كنت تستطيع المواءمة؟

حقاً كنت أشفق عليه جداً، فهو كان قليل النوم، قليل الأكل، وكان أي انسان يود لقاءه، فهو على استعداد لمقابلته صغيرا ًكان أم كبيراً حتى على مستوى الصحافة. أذكر أنه تدخل بعض قيادات الحزب فى هذا الشأن بأنه يجب أن يحاور الإمام إلا رئيس التحرير، وعندما تحدثت معه معترضاً على هذا الاقتراح، قال لي: بالفعل حديثك صحيح، واي صحفي وإن كان خريجاً او متدرباً في الإعلام أنا سأجلس معه، وأستمع إليه، وأعطيه ما يريد.

مقاطعة ــ ولكن هناك اتهام طال محمد زكي من الصحفيين في فترة ما بأنك كنت تحول بينهم و لقاء الإمام؟

ابداً العكس تماماً، فنحن كانت علاقتنا مع الصحفييين معاملة راقية جداً جداً، وكنت أرأهم فئة لابد من الاهتمام بها، لأننا نحتاج إليهم، فهم يعكسون ما تقوله من منبرك، وأنت المستفيد الأول والأخير. وكنا نعطيهم مساحات كبيرة جداً، ونجد كثيراً من القادة السياسييين يطالبون الصحافة باعطاء المحاور قبل عمل اللقاء، فكان الامام يطلب منهم طرح اسئلتهم بصورة مباشرة، ويقولها بصريح العبارة (انا ماعندي قشه مرة)، سل ما بدا لك حتى لو كان سؤالاً شخصياً محرجاً، سأجيبك عنه، فق كان له علاقة ممتازة جداً مع الجميع حتى المراكز والصحف المحسوبة على النظام كان لديه أدوات. ليس لديه شخصنه لأشياء يمكنها أن تعمل عداوات.

علاقة الإمام بالرياضة والفنون كانت مثار حديث الأوساط؟

بحماسة متقدة أجابنا: نعم هو مهتم جداً بالفنون، ولديه كتاب اسمه (الدين والفن)، وكتاب آخر (الرياضة ليست لعباً)، وكان يهتم بالفنون، وفي هيئة شؤون الأنصار كان لها صالون يسمى بصالون الإبداع، فيه مجموعة من الفنانين والرسامين والمبدعين، كان يدعمهم بكل المستويات، وفي اي محفل أو معرض يتم دعوته إليه. كان يحرص على ان يفتتحه لهم، وكان مستمعاً جيداً للموسيقى وللفن. لديه صداقات كثيرة واهتمامات بالفن والفنون، الى جانب ذلك هو رياضي اصيل. كان بارعاً جداً في لعب التنس والبولو. وفي اي مكان نذهب إليه في أنحاء العالم كان يحرص على لعب التنس، وحقاً هو لعب مع مختلف الجنسيات رجالاً ونساءً، لم أجد من يهزمه، وكان يقول لي: التنس هو اللعبة التي أجد فيها نفسي، وأكون في قمة سعادتي، وكان دوماً عليه رحمة الله ضد السمنه؛ لانها مسببه للأمراض، وكان ينصح كل اصدقائه بممارسة الرياضة، وإنقاص الوزن، ويقوم بإهدائهم كتابه عن الرياضة.

وفي ذلك حكى لنا الحبيب عبدالرسول النور أنهم كانوا في الزنزانة المجاورة له في المعتقل، فكان الامام ( ينطط)، وكان دوماً ما يلعب الرياضة، وأذكر أنه عندما اوقفنا فى مصر، وذهبنا إلى الامارات، كان يحرص على أن نستيقظ باكراً، وبعد صلاة الصبح نمارس رياضة المشي، وكان دوما شعاره: “ليس العقل السليم في الجسم السليم فقط، إنما الجسم السليم في العقل السليم”، الى جانب ذلك من أبرز هواياته ركوب الخيل، ودوماً يحث أولاده على الصلاة والرياضة والدراسة.

من ابرز الشخصيات التي قابلتوها خلال المسيرة الحافلة؟

حقيقة كل رؤساء الدول والشخصيات المهمة قابلناها، منها مقابلتنا لكوفي عنان في نيويورك، وكل ملوك وأمراء الخليج، وأذكر مقابلة تمتعت بحس أمني قوي عندما قابلنا حسن نصر الله في الساعات الاخيرة من الليل في لبنان. التقيناه مرتين، ومن الشخصيات المهمة قابلنا الملك عبدالله ملك الأردن ورئيسة وزراء بريطانيا مارجريت تاتشر، وكذلك التقينا الرئيس المصري الراحل محمد مرسي، الى جانب الأسرة المالكة البريطانية والأسرة المالكة الأردنية، وكل دولة كنا نطلب لقاء مع الرئيس او الامير والمسؤولين، كنا نقابلهم بكل يسر، وكان الراحل موضع ترحاب في اي مكان ذهبنا إليه.

حدثنا عن اللحظات الأخيرة في حياة الإمام، وبالطبع هى من اصعب اللحظات؟

أنا أول شخصكان يدخل عليه في الصباح. أعطيه الصحف، وكل قصاصات الصحف العربية والإنجليزية والدولية، في الفترة الأخيرة كان مرهقاً جداً، وأذكر انه في صباح يوم السبت يوم 27 نوفمبر اعطيته كل ملف الصحف المفضلة لديه ليكون مواكباً.

ويستطرد في حديثه: كان الإمام منزعجاً جداً من مسألة التطبيع، وكتب مقال عن “التطبيع والتقطيع والتركيع”، وكان مهموماً به جداً، ويراه موضوع مبدأ، بالنسبة إليه مرفوض، وطلب مني عمل سبع نسخ من الموضوع، وأن يتم نشره على وجه السرعة في المواقع المختلفة والصحف، وتم عمل اللازم، وأبلغته بذلك، لكنه كان يسألني على الدوام عنه، وقال لي: أريد ان يتم النشر بصورة كبيرة .

ويعلق محمد زكي: يبدو أنه كان منزعجاً جداً جداً، وبعد ذلك في المساء كان متواصلاً معي عبر الموبايل لمعرفة البرنامج، وما نود إنجازه، وبعدها يبدو أنه تعب ومشى بأرجله إلى مستشفى علياء، وهو أساساً كان رافضاً فكرة الذهاب للمستشفى، وكنت قد وجدت اتصالا ًمن الحبيبة مريم والحبيبة ام سلمة، وأخبراني أن الإمام ذهب لإجراء فحوصات روتينية في المستشفى، وفي اليوم التالي كنت في المستشفى في السادسة صباحاً، ووجدته بخير، وبعد أن حييته، قال لنا انا والحبيبىة رباح وأحمد قريبين: ما دمتم تودون بقائي في المستشفى احضروا لي الكتب خاصتي، فأنا أود أن أكتب واقرأ، وأحضرنا له كل ماطلبه خاصة سلسلة مقالاته (ويسألونك)، وكان يود أن يكتب ويقرأ، وللأسف كانت الحالة تستمر في التدهور، فيبدو أنه كان بداية العد التنازلي، وكان أن نصح الأطباء بضرورة أن يسافر الى دولة تمتلك امكانيات أكبر وأحسن في مقاومة الكوفيد، فهم قدموا أقصى إمكانياتهم. بعدها تواصلنا مع اصدقائه المصريين، والقطريين، والإماراتيين الذين كانت استجابتهم الأسرع، واذكر ان الإمام رفض أن يذهب في يوم الاثنين، وقال اود ان يتم علاجي في السودان، وبكوادر وطنية سودانية، ويوم الثلاثاء أشار الطبيب الى وجوب إسعافه سريعاً، فسافر الى الامارات يوم الثلاثاء، وللاسف كانت الحالة كل يوم تسوء، الى ان فارقنا، عليه رحمة الله، وكل امر الله حسن، ولا نملك إلا أن نقول: أنا لله وإنا اليه راجعون.

بالطبع مرّت بكم محطات فيها كثير من المواعظ القيم والحكم مع الإمام، ما أبرزتلك المحطات التي عشتها؟

كما ذكرت لك أنت لا تعرف الإنسان إلا في السجن أو في الغربة، من خلال تعاملك معه تكون انت مع انسان لا يشعرك الا وانت اخ وصديق ورفيق وحبيب، وهو بالنسبة لك اب، فكلما انت قدمت له شيئاً تشعر أنك مقصر في حقه.. ليه؟ لانه كلما طلب مني شيئاً، كان يقول لي: لو تكرمت.. وكل ما أعطيته شيئا يقول لي: شكراً جزيلاً، وهو بالنسبة إلي اب، وهو بالنسبة إلي عملي الذي اؤديه أساساً، أود أن أخدمه وأقدم له كل ما هو جميل. فهو يطلب منك بكل أدب وبكل تهذيب ان توفر له حاجة، وعندما توفرها له حتى وإن كان قلماًً أو ورقة، فهو يشكرك، ويقول: كتر خيرك، بل و”يقول ليك اتعبناك”، فأنت تتعلم منه الصبر والحلم والحكمة، وأنا اقول هو بالنسبة لي مدرسة، ونحن كلنا تلاميذ هذه المدرسة، تعلمنا منه كل ما هو جميل.

ويواصل محمد زكي بانفعال وحزن عميق: هو يحمل خصائص الأنبياء، فهوليس انساناً عادياً، فلم أجده في يوم من الأيام انفعل أو صرخ أو زعل، ولا قال هذا صح أو خاطئ أو اذهب.

في الفترة الأخيرة من حياته تعرض الحبيب الإمام لنقد وهجوم موجه في الأسافير، كان هناك استهداف لشخصه في عدد من المواقف.. كيف تعامل مع هذا، وأنت كنت شخصاً لصيقاً به؟

كنت أنزعج جداً، وكان يقول لي: علي ابن ابي طالب يقول اللهم اكثر حسادي، ويقول لي يامحمد الماعندو شيء ما (بيجدعوه)، وقال لي نحن عندنا شيء (عشان كده) بيهاجمونا، لكن بيقول لي كلامنا ده كلو (يمشي وبيجي )، وهو الصح نحن ما خايفين من حاجه ولازول، وكل مانقوله هو رأينا، وهو الصحيح، لكن انا ما منزعج للكلام ده، وانت ما تنزعج ، وكان يقول لي مقولة علي ان ابي طالب اللهم كتر حسادي.

ويواصل حديثه بصوت متهدج: وانا افتكر أن كل تلك الحملة قادوها أشخاص في تقديري من واقع الغيرة السياسية، وبدافع الحسد، لكن هو لم يكن ينزعج، بل على العكس، حتى إن أي من السياسيين والصحفيين ومن بقية المجموعات الأخرى أساء إليه ام اختلف معه جاء في النهاية واعتذر له. كلهم اعتذروا له؛ لانه لو شخص اختلف معاك ممكن يزورك، بالتلفون ممكن يتكلم معك، ممكن يتفقد احوالك، واصلاً هو لم يكن يشخصن المواضيع، ولم يكن يحقد على شخص، لذلك اي شخص كان يحضر اليه وحده، وجاؤوا اليه واعتذروا اليه، وقالوا له: نحن أخطأنا في حقك .

ومن المواقف أذكر انه في عام 2006 تقريباً كان هناك حوار خاص به لقناة المستقلة برفقة نخبة من كبار الصحافيين، أحياناً كنا نذهب مسافات بعيدة جدا ًلتناول الطعام فكنت أطلب منه أن يرتاح وساقوم بجلب الطعام، فكان يقول لي رجاء لا تعزلني من الناس، أود الذهاب معهم، وكنا نذهب مسافات لتناول طعام بلدي وبسيط جداً.

في احدى المرات قال حسين خوجلي (هذا هو السيد ود السيد)، وقال لي: لم أجد مثل هذا الزعيم، فهو في قمة التواضع، قلما تجد له مثيلاً. وكانوا في حالة انبهار من طريقة تعاملة.

ومن مواقفه ايضاً في الصحراء اللليبية، وقتها طلب منه الزعيم القذافي أن ينزل في فندق، وذكروا له أن ذلك افضل من الناحية الأمنية والبروتوكولية، فجلسنا معهم في الصحراء، وهذا ما أدهش الصحافيين.

التعليقات مغلقة.