الشعب أقوى من إسرائيل

الشعب أقوى من إسرائيل
  • 08 نوفمبر 2021
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

مواكب الثوار مازالت تتواصل، ويتواصل الاعتصام والتتريس في وجه الانقلاب الذي جعل السودان يعود للقرون الوسطى بعد قطع الانترنت واتصالات الوسائط، معظم مدن السودان خرجت بالأمس الأحد معلنة رفضها للانقلاب، بينما تعرضت وقفة المعلمات والمعلمين أمام وزارة التربية والتعليم لهجوم رباطة الانقلاب مما أدى إلى اعتقالات متعددة، واعتداء على أصحاب الرسالة السامية – المعلمون.

الانقلابيون ماضون في انقلابهم، والشعب ماض في المقاومة، والكثيرون من الذين ركبوا قطار الثورة نزلوا منه الان في محطة الانقلاب، وتحولوا من ثوار إلى سدنة، من طلاب حرية إلى مبرراتية للقمع والقهر والقتل، من مدافعين عن الشعب إلى مدافعين عن القتلة، بين ليلة وضحاها تحولوا من صف الشعب إلى صف الجلاد، وكتب التاريخ جميعها تعلن لمن يقرأ الدروس ان الشعب في النهاية سينتصر على الجلاد، وأن من باع درب الحرية والديمقراطية من أجل حظ النفس سوف يسقط لا محالة في المذبلة.

لا يستطيع البرهان ولا اي حكومة انقلابية جديدة ان تسير الأمور في البلاد في ظل رفض الثوار لها، لذلك الطريق أمام قادة الانقلاب واضح، تسليم مفاتيح البلد والبحث عن ممر امن. فهذه البلاد لن تركع مجددا لدكتاتور ولن تستسلم لجلاد.

قوى الثورة في كل مكان، داخل وخارج السودان، تنشط في تجميع قواها ولملمة أطرافها من أجل التشبيك الكامل ومواجهة الانقلاب بوحدة ثورية عاتية تقتلعه كما اقتلعت المخلوع.

الانقلاب اطلق سراح غندور وعتاة الكيزان، وحين رأي موقف المحاور تراجع عن ذلك، ولكنه كشف نفسه، ولو تدثر بالف ثوب سيعرفه الشعب، فهو نسخة بالية من نظام المخلوع، نسخة باهتة لا طعم لها ولا لون، سيسقطها الشعب لا محالة.

يسعى الانقلاب بكل الطرق لضم حمدوك لقائمة الانقلابيين، وهو مسعى يريد به ان يتجنب العقوبات الاقتصادية والامنية القادمة، بعد ان خسر السودان معظم المكاسب التي حدثت في الفترة الماضية في المجالات الاقتصادية وخاصة مجال إعفاء الديون والعودة لحضن المجتمع الدولي. ولكن الانقلابيون لا يعلمون ان الشعب لا تهمه الأشخاص، فان سقط حمدوك نفسه مع الانقلابيين سيتجاوزه الشارع، فالشارع هو الكبير ولا كبير عليه.

العالم الحر يقف ضد الانقلاب، والانقلابيون في عزلتهم يحتمون بالكيان الصهيوني المحتل، ويظنون ان إسرائيل مانعتهم من غضب الشارع، وهم مخطئون لو كان موقف إسرائيل يحمي الحكومات المطبعة معها، لما سقط حسني مبارك، الشارع اقوى واكبر من إسرائيل وروسيا والصين، الشارع سينتصر على البرهان وحميدتي ولو تحدثوا باللغة العبرية وصاروا من الحاخامات، فهذا الشعب أقوى والردة مستحيلة.

يوسف السندي
sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.