وردي الفنان المثير للإعجاب والجدل حامد كارة (أبو فطومة)

وردي الفنان المثير للإعجاب والجدل حامد كارة (أبو فطومة)
  • 11 يونيو 2023
  • لا توجد تعليقات

ابوفطومة


اشتهر الراحل محمد وردى بالغناء للوطن بأكثر من 88 عملاً وطنياً، أشهرها “الأكتوبريات”، وهي مجموعة من الأغنيات الوطنية. وهاجر وردي من السودان في عهد الرئيس الأسبق جعفر نميري، وعاد بعد ثورة أبريل 1985 التي أطاحت بنظام مايو.
وغنى وردي للعديد من الشعراء السودانيين، وكانت له ثنائية شهيرة مع الشاعر الراحل إسماعيل حسن، نتجت عنها أكثر من 23 أغنية.
وفى خلال عامه الأول في الإذاعة، تمكّن وردى من تسجيل 17 أغنية؛ مما دفع مدير الإذاعة في ذلك الوقت لتشكيل لجنة خاصَّة من كبار الفنانين والشعراء الغنائيين كان من ضمن أعضائها : إبراهيم الكاشف أبرز المطربين في ذلك الوقت، وعثمان حسين وأحمد المصطفى لتُصدر اللجنة قراراً بضم وردى لمطربى الفئة الأولى كمغنٍ محترف بعد أن كان من مطربى الفئة الرابعة.
بلغت أغنياته أكثر من 250 أُغنية ، كتبها شعراء كبار منهم إسماعيل حسن الذى شكل ثُنائيةً رائعة معه ومحجوب شريف وعمر الطيب الدوش وإسحاق الحلنقى وآخرون، وكان يُلحن مُعظم أغنياته بنفسه.
أهم مُميزاته:
تميز وردى بإدخاله القالب النوبى والأدوات الموسيقية النوبية في الفن السودانى، مثل: الطمبور، كما عُرف عنه أداء الأغانى باللغتين النوبية والعربية.
ويراه كثير من الناس مُطرب أفريقيا الأول لشعبيته غير المسبوقة في منطقة القرن الأفريقى واثيوبيا وتشاد.
درس الفنان الراحل وردى الموسيقى في كلية الدراما والموسيقى في الستينيات، وقد كان مُعلماً وفناناً وملحناً وموسيقاراً جمع بين الأغاني الوطنية والعاطفية بالعربية والنوبية التي يجيدها، مع العزف بالطمبور.
اعتاد أن يهدي النوبيين سنوياً أغنيات نوبية ك (ملاك) و(إكا أي جل إكا مشكا) و(أسمر اللونا) التي لو تُرجمت بالعربية لحيرت العقول، وظل وردي يُنافس الفنانين الكبار أمثال: عبد العزيز محمد داود، وأحمد المصطفى، وعثمان حسين، وإبراهيم عوض، وغيرهم من فناني عصره، بالرغم من أنه ينتمي إلى بيئة نوبية اللسان.
وقد كان شخصيةً مُثيرةً للجدل، ويتميـز بذكاء عال، وتحتاج شخصيته إلى البحث والرصد والتحليل.
مُنح الراحل الدكتوراة الفخرية من جامعة الخرطوم في عام 2005 م تقديراً لمسيرته الفنية، وبوصفه أسطورة فنية سودانية خالدة وموسوعة موسيقية .
الرحل الأستاذ وردي كان يعشقُ المرح، ويتميز بروح الدُعابة والطُرفة والنُكتة الساخرة وسرعة البديهة، والتواصل مع الآخرين، وما كان يُقال عنه بأنه مغرور ليس صحيحاً، لأن الآخرين كانوا يُفسرون طريقته فى النقد والسخرية بأنها غرور، غير أن هذه الطريقة كانت تُميزه من الآخرين، وتُعتبر جُرأة فى التعبير عن رأيه بصرآحة ربما لم تكُن مقبولة من بعضهم، كما أنها دليل على ثقته بنفسه وصراحته المُتناهية، وأخذوا عليه مثالاً لذلك قوله :
(لا يوجد لي منافس ، فأنا أُنافسُ نفسي) .
ومن نكاته حين رقص وزرآء في حفلة له قال :
( لوكنت عارف أنكم تُحبون الغنا ما طلعت من السودان) ، وكذلك عندما جاءه فنان يُقلده وسأله: ما رأيك في صوتي يا وردي ؟ فبادره بالرد :
( صوتك شبه مكتوم، وتحتاجُ إلى أخرام في صدرك زي أخرام الطمبور ).
وحين أقام حفلاً غنائياً في جزيرة صاي طالبوه بأغنية( الود ) رد عليهم قائلاً :
(يا جماعة أغنية (الود) تحتاج إلى قطر كامل عازفين ومعداتهم ).
اللهم اغفر للفنان محمد وردى وارحمه بقدر ماقدم من عطاء لبلده وشعبه، وبقدر ما أثرى وجدان هذه الأمة بأجمل وأعذب الأصوات والألحان، وانزله اللهم أعلى الجنان، وصبر اللهم أهله وأسرته ومُحبيه فى هذا المصاب العظيم .. اللهم آمين يارب العالمين

الوسوم ابوفطومة

التعليقات مغلقة.