زلزال اختفاء مكي

زلزال اختفاء مكي
  • 09 يوليو 2025
  • لا توجد تعليقات

أنور محمدين

ماذا عساي أقول والدمع هطال ..
ماذا أروي؟
عن مكي علي إدريس التربوي في أقاصي الشمال، الطباشيرة في يمينه وهموم الغلابى على يساره وهاجس الحراسة يطارده؟
أم أحكي عن مكي في مدارس عطبرة وهو يزود عن زملائه ما جعله مستهدفا؟
أم عن مكي في الخرطوم وهو يطلب العلم بكلية الدراما والموسيقى يزكيه إبداعه الذي يموج داخله؟
أم عن مكي في السعودية وهو يتقدمنا في المحافل والمنتديات حاملا طمبوره وعوده وريشته وقلمه الريان مقالا وقصيدا ومعزوفة وبحوثا ولوحات ناطقة ومع كل مشاغله يتسع مجلسه لكل محبيه الألوف وهو يباسطهم ويحاورهم حول قضايا الوطنين الكبير والصغير ليل نهار؟
كنت على موعد معه على لقاءات تفاكرية تضمنا قريبا بعد أن كتبت مقالا ترحيبيا بعودته لمعشوقته عبري بعد غياب امتد مستعرضا بعض ما يشغلنا فيتفاعل بمقال ودود وهو يذكرني :
لا تنس صديقي قضيتنا المشتركة الملحاحة .. تدوين التراث الشفاهي .. وكأنما يرسل لي وصية مسألة بالغة الأهمية.
لم أكن ألبي دعوة لمأدبة في الرياض أو محاضرة أو ندوة إلا مكي في معيتي.
أما جلساتنا المايسة بعبق الروعة في ساعات الصفاء مع أحبابنا فتلك تستأهل مقالا خاصا متفردا.
دون أن أسمع بتراجع صحته صعقت فجأة بنبأ رحيله المدوي فقلت ودمعي الملتاع سيال:
إنه زلزال!
حقا كذلك وأدهى!
عديلة يا مبدع ” عديلة “
من وراءك يضمنا مجلسه الفريد مكينا الشعلة؟!

الوسوم أنور-محمدين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*