اتحاد فنان في تصدير الأحزان

اتحاد فنان في تصدير الأحزان
  • 17 نوفمبر 2025
  • لا توجد تعليقات

ياسر فضل المولى

جملة مفيدة

هزيمة صقورنا الصغار الأخيرة بسداسية بيضاء أما تنزانيا كشفت حال البؤس التي نعيشها في سودان “الضنك” وأظهرت مدى استمرائنا في الهزائم الرياضية والاجتماعية والنفسية والاقتصادية.
ولعل هزيمة الكبار ودياً أمام عمان، وعلقة الناشئين الموجعة لم تكن سوى فصل من مهزلة رياضية أبطالها قادة الاتحاد العام الذين عشقوا الأسفار وتفننوا في تدبير المكائد ضد من يخالفهم الرأي والفكرة، حتى أصبحنا زبونًا دائمًا للجان فض النزاعات في الفيفا ومحكمة كاس.
بينما يبرز قادة كورتنا في المناسبات الرياضية المحلية والقارية والدولية بكامل زينتهم وابتساماتهم، تغيب منتخباتنا خلف جدار الهزائم، ليظن من يشاهدهم جوار رئيس الكرة العالمية جياني إنفانتينو أن صقور الجديان وأسود الأطلس “راكبين ركشة واحدة” متجهين نحو نهائي المونديال.
وفي الوقت الذي نجحت فيه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في صناعة منتخبات تقطف الكؤوس قطفًا، برع أخوان عطاء المنان في توفير حافلة بثلاث عجلات تمشي الهوينا لنقل لاعبي منتخب الناشئين، وتقديم وجبات من عدس وبوش والتحلية موليته، وزادوا فوق ذلك بجركانات من عصير حار، معه تحتار أهو للغذاء أم لبعض الدواء، ثم حبسوهم في غرف احتلها بعوض لا يرحم كأنه ولد من ظهور الجنجويد.
أرجو أن يعرج قادة كورتنا في سفرهم إلى دولة الرأس الأخضر ليعرفوا من رئيس اتحادها ماريو سيميدو كيف نجح بلد نال استقلاله في 5 يوليو 1975 في الوصول إلى نهائيات كأس العالم، بينما من ولد في هذا التاريخ من رؤساء لجان اتحادنا يملأ الأسافير صراخًا وضجيجًا، يبرر الهزائم ويبتكر المكائد ضد أي اتحاد يسير عكس رغباتهم.
نعم فقد صدق الخبير كمال شداد حين نسب كل إشراقاتنا الرياضية للصدفة، فنحن قوم نكره التنظيم والتخطيط، ولا نعرف طريقًا نحو المنافسات القارية والعالمية.
جملة أخيرة:
الحقيقة أنه لم يتبق لنا من عشم سوى عبقرية الغاني كواسي أبياه وغيرة اللاعبين لنحافظ على ماء وجه منتخبنا في نهائي أمم أفريقيا القادمة. أما الخوف فهو أن نذهب إلى المغرب لنؤكد للعالم أننا دولة يجيد قادة الكرة فيها فن صناعة الخيبات وابتكار الأزمات، كما يتلذذ حكامها بتشريد وتعذيب شعبهم، ناسين أن نعيمهم زائل وظل لامحالة ذاهب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*