مساكم سعيد – اديب من الزمن الجميل

مساكم سعيد – اديب من الزمن الجميل
  • 26 ديسمبر 2019
  • لا توجد تعليقات

محمد حمد



………………………………….
عبر إطلالة فضائية رائعة تحمل في ثناياها الق الماضي البهي و تعكس تجليات ادبية بارعة أطل على المشاهدين، من خلال قناة السودان الرئيسية، الكاتب و الاديب الموسوعي الاريب و المناضل فضيلى جماع و ذلك عبر لقاءات ثلاث عقدها معه، خلال الأيام الفائتة، الشاعر القامة عالم عباس محمد نور، مدير المجلس القومي لرعاية الثقافة و الفنون، و الشاعر القامة كمال الجزولي. و مما تجدر الإشارة إليه أن أديبنا قدم من بريطانيا – لندن عقب ثورة ديسمبر و ذلك بعد غياب دام تسع و عشرين عاما بسبب حظره من قبل نظام الإنقاذ البائد. و قد استقبله السيد فيصل محمد صالح، وزير الثقافة و الاعلام، و ممثلين للجنة القومية لاستقباله بالإضافة الى جمهور غفير من محبيه و أهله. و قد ذهب من المطار مباشرة إلى ساحة الاعتصام حيث ترحم على أرواح شهداء الثورة و وضع اكليلا من الزهور في ساحة الاعتصام.


تخرج الاديب فضيلي جماع في جامعة الخرطوم _ كلية الآداب في أوائل سبعينيات القرن المنصرم حيث درس الأدب الروسي و بدأ نشاطه الأدبي باكرا و ذلك بصورة لفتت أنظار المهتمين بالأدب و أكدت على مولد اديب واعد يرجى منه الكثير. ثم انطلق بعد ذلك و مضى قدما في تأسيس مشروعه الأدبي حيث ظل يرفد الساحة الأدبية بالعديد من الأعمال المميزة.


و يعد فضيلى، دون ريب، أديبا موسوعيا ظل يثرى الساحة الأدبية بالسودان من خلال العديد من الاجناس الأدبية التي ظل يتحف بها القاريء كالرواية و القصة القصيرة و الشعر الفصيح و الشعر الغنائي و النقد و المسرح و خلافها. و قد كانت لأعماله الأدبية نكهتها الخاصة و طابعها الممبز اللذين يعكسان خلفيته البيئية الخصبة التي امتزجت و تفاعلت و انصهرت فيها مكونات متنوعة منها البدوية و الريفية و الحضرية فكانت محصلة ذلك أدبا رصينا حاز على اعجاب و تقدير الوسط الأدبي بالسودان. كيف لا و التعاطي الأدبي لفضيلى يؤكد على ريادته الادبية و على شخصيته المسكونة بالادب و الفن الأصيل و الثقافة الهادفة للاحتفاء بالجمال و خير الإنسان و رفاهه.


و من أبرز الأعمال الأدبية و الثقافية التي اتحف بها الأستاذ فضيلى القاريء العربي رواية دموع القرية، ديوان شعر بعنوان شارع في حي القبة، مسرحية المهدي في ضواحي الخرطوم ثم مؤلف بارع بعنوان ( قراءة في الادب السوداني الحديث).


و اود، هنا، أن أشير إلى حقيقة أن مؤلفه (قراء في الادب السوداني الحديث) يمثل عملا نقديا بارعا سلط من خلاله الضوء على ألأعمال الادبية لعدد مقدر من الادباء السودانيين، من مختلف الأجيال، و بخاصة الشعراء الذين اثروا الساحة الادبية بدررهم الشعرية.


و اذكر انني تناولت هذا المؤلف القيم بالنقاش مع الشاعر الكبير مصطفى سند عليه الرحمة بمدينة أبها السعودية.
علاوة على ذلك فإن لدى الادبب فضيلى رواية وثقت لحياته بمنطقته بدار المسيرية، بعنوان (هذه الصفاف تعرفني) و كذلك ديوان شعر بعنوان ( المشي على الحبل المشدود) و غيرها.


و بجانب ذلك فقد ظل أديبنا الهمام يرفد الساحة الأدبية و الثقافية و الفكريةو السياسية بالعديد من المقالات المتنوعة من خلال الصحافة الورقية و الصحافة الالكترونية و غيرها. و قد تضمنت مقالاته السياسية نقدا لسياسات و ممارسات الانظمة الشمولية و بالذات نظام جعفر نميري و نظام الإنقاذ.


كما نظم بعض القصائد الغنائية مثل اغنية ( كلم قمارينا) التي نظمها بسجن شالا ايام جعفر نميري و اغنية ( القليب جيبي) و اغنية ( جيناكي) و التي يتغنى بها جميعا الفنان عبد القادر سالم.


و أود أن أشير الى أنني اوردت أعماله الأدبية هذه على سبيل المثال لا الحصر حيث انها اكثر من ذلك بكثير.
الجدير بالاشارة ان عطاء أديبنا الهمام فضيلى ما زال مستمرا حيث أن لديه، كما أشار في إحدى لقاءاته تلك، مسرحية بعنوان (حكاية حب في الزمن الصعب) سوف تجد طريقها للإذاعة قريبا… فالله دره.

.

الوسوم محمد-حمد

التعليقات مغلقة.