تاريخ التطبيع مع إسرائيل أيام الانقاذ

تاريخ التطبيع مع إسرائيل أيام الانقاذ
  • 05 فبراير 2020
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

استغربت جدا للهجمة التي تقودها بعض تنظيمات الحركة الإسلامية على البرهان في قضية لقاء نتنياهو، فهؤلاء الكذبة كانوا اول المبادرين بحثا عن التطبيع وظلت داخلهم تيارات صريحة تدعو إلى التطبيع مع إسرائيل ، كما أن حلفاءهم في الحكم من السياسيين فيهم من دعا بوضوح إلى التطبيع اثناء وجوده داخل نظام الانقاذ ولم يجد وقتها استنكارا ولا رفضا ، على الإسلاميين ان ( ينقطونا ) بسكاتهم ، فإن دفاتر التاريخ تسجل كل شيء وأدناه ملامح من سعيهم وحلفائهم للتطبيع.

نشر موقع ويكليكس برقية صادرة الى البيت الابيض من البرتو هيرنانديز القائم بالأعمال الأمريكية في السودان في عام ٢٠٠٨ تحتوي على ان مستشار الرئيس السوداني مصطفى عثمان اسماعيل قال ( ان حكومة بلاده تقترح على الولايات المتحدة اوجها للتعاون تتضمن تطبيع العلاقات مع إسرائيل ) وقال فيها مصطفى عثمان ايضا للقائم بالأعمال الأمريكي( اذا مضت الامور بصورة جيدة مع الولايات المتحدة فقد تساعدوننا في تسهيل الامور مع إسرائيل الحليف الاقرب لكم في المنطقة ) .

كرم الله عباس القيادي بالمؤتمر الوطني ووالي ولاية القضارف الاسبق دعا صراحة إلى التطبيع مع إسرائيل وقال انه مقتنع بهذا الأمر من منظور ديني و ليس من منظور سياسي فقط ، جاء ذلك في حوار مع الصحفي لؤي عبدالرحمن نشر في صحيفة آخر لحظة ، وقال كرم الله ( انا من مدرسة داخل المؤتمر الوطني توافق على التطبيع مع إسرائيل ) .

في عام ٢٠١١ طالب البرلماني عن المؤتمر الوطني شريف محمدين خلال جلسه القطاع الاقتصادي لمناقشة خطاب البشير ، طالب بالتطبيع مع إسرائيل وقال (لنا علاقة مع الصين التي لا دين لها فلم لا نطبع مع إسرائيل الكتابية؟ ) ودافع عن راية في تصريح لصحيفة الصحافة وقال كل الدول العربية لها علاقات مع اسرائيل سواء سرية او علنية وتابع ( إسرائيل عاملة عكننة في دارفور و الجنوب ) .

يوسف الكودة رئيس حزب الوسط الإسلامي قال في عام ٢٠١٢ في حوار مع صحيفة آخر لحظة ( لا مانع دينيا من التطبيع مع إسرائيل ) و كرر ذلك في طيبة برس في مطلع عام ٢٠١٧ .

أثناء مداولات الحوار الوطني الذي أطلقه المخلوع وفي أكتوبر ٢٠١٥ تقدم حزب المستقلين رسميا بطلب تطبيع العلاقة مع إسرائيل داخل أروقة الحوار الوطني.

في يناير ٢٠١٦ قال وزير الخارجية ابراهيم غندور ( ان قضية التطبيع مع إسرائيل هي قضية يمكن طرحها للنقاش ) .

في حوار مع قناة الشروق قال المفكر الإسلامي المعروف حسن مكي انه أجرى اتصالات و حوارا فكريا مع سياسيين و مفكرين اسرائيلين رتبته مؤسسة ألمانية، و دعا للتطبيع مع إسرائيل للوصول إلى مساومة تاريخية .

تراجي مصطفى الناشطة السياسية قامت بتأسيس جمعية الصداقة الإسرائيلية – السودانية جاء ذلك في لقاء مع الصحفي خالد عويس في موقع قناة العربية ، كما ذكرت صحيفة الصحافة ان تراجي زارت إسرائيل وإلتقت بمسؤولين اسرائيلين ، وتم تعيين تراجي عضو برلماني في المجلس الوطني للانقاذ .

في ٢٠١٦ طلبت إسرائيل من توم شانون المسؤل بوزارة الخارجية الأمريكية مساعدة السودان في مواجهة الدين الخارجي الهائل الذي يبلغ ٥٠ مليار دولار . و ذلك بعد إثارة العلاقة مع اسرائيل في مداولات لجان الحوار الوطني وتنامي الدعوة للتطبيع معها داخل نظام الانقاذ .

في أغسطس ٢٠١٧ دعا السيد مبارك الفاضل إلى التطبيع مع إسرائيل اذا كان في ذلك مصلحة الشعب السوداني ، وكان الفاضل وقتها وزيرا للاستثمار و نائبا لرئيس مجلس وزراء حكومة الإنقاذ .

كل هذا التاريخ الطويل من الحديث المباشر وغير المباشر عن التطبيع مع اسرائيل من سياسيين إسلاميين او سياسيين متحالفين معهم في الحكم يوضح ان الاسلاميين لم يكن لهم رأي قاطع حول قضية التطبيع وانهم كانوا على استعداد تام للمساومة بالتطبيع اذا وجدوا صفقة جيدة . والجميع يعلم أن النموذج العالمي للاخوان المسلمين الموجود في تركيا وفي قطر هو من أكبر المطبعين مع إسرائيل ولذلك الحديث عن مباديء أصيلة لدى الإخوان المسلمين تمنعهم من التطبيع هو ( طق حنك ) ليس إلا ، وأن المبادىء عند هؤلاء تباع وتشتري عشية وضحى .

يمكن للجميع الآن أن يتحدثوا عن رفض التطبيع الا الحركة الإسلامية وأحزابها من مؤتمر شعبي ووطني وإصلاح وغيره ، فهؤلاء وان كانوا يرون في التطبيع عيبا فليستنكروه على إخوانهم في تركيا الذين جعلوا علم إسرائيل يرفرف فوق مهد الخلافة الإسلامية .


sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.