أخطر من كورونا

أخطر من كورونا
أسماء الحسيني
  • 05 مارس 2020
  • لا توجد تعليقات



انتشر فيروس كورونا بعد ظهوره في الصين مطلع العام الجاري في 30 دولة تقريبا حول العالم، ومع ارتفاع أعداد الإصابات بالفيروس الغامض بدأت مظاهر القلق والهلع تجتاح البشر، في وقت بدا الارتباك واضحا في وتيرة ونسق الحياة اليومية للعالم، وتمثل ذلك في إجراءات منع انتقال مسافرين من دول بعينها إلى دول أخرى، وتطبيق إجراءات الحجر الطبي على المشتبه في إصابتهم بالفيروس وغيرها من الإجراءات.


في ظل هذا الهلع خرجت تقارير منظمة الصحة العالمية لتؤكد أنه لا يوجد حتى الآن علاج شاف للمرض، وأن الإمكانات الطبية المتاحة تركز على معالجة الأعراض، وفي الوقت نفسه لا تتوقف جهود مختبرات شركات الدواء العالمية عن العمل لتوصل إلى ترياق شاف لكورونا.
وفي الحقيقة فإن البشرية هذه الأيام يجب أن تدرك أن هناك ما هو أخطر بكثير من الهلع الذي سببه فيروس كورونا، فقد بالغ إنسان هذا العصر بسلوكيات يمكن وصفها بالنزق الشديد في معظم حياته، فقد ابتعدت الإنسانية أفرادا وجماعات ودولا عن القيم الروحية والأخلاقية في الحياة، وانبهرت بكل ما هو مادي، ونست أن غذاء الروح هو عماد قوة البشرية، والذي يميزها عن باقي المخلوقات.


والخطير في هذا السياق أن رعونة إنسان هذه الأيام أفرادا ومجتمعات تمثلت في أنانية مفرطة وتقديم الأولويات الخاصة على المصلحة العامة، واللا مبالاة بأولويات ومصالح الآخرين، بل والمصالح المشتركة، فانتشرت الأنانية والحقد والتوجس والشك في المعاملات، وانحسرت القيم الإيجابية من تعاون وتكاتف وتراحم، وكل ذلك نتج عنه ضعف المناعة الروحية للفرد والمجتمع، وبالتالي ضعفت القدرة على التعامل مع أنواء الحياة جميعا.
الأهرام

التعليقات مغلقة.