السودان .. سلة غذاء العالم التي لم تنسج بعد

السودان .. سلة غذاء العالم التي لم تنسج بعد
  • 16 أبريل 2020
  • لا توجد تعليقات

غازي البدوي


فى سبعينات القرن الماضى اهتم الحكام العرب عبر جامعة الدول العربيه بالاستثمار الزراعى والانتاج الحيوانى بالسودان فتم تكوين منظمة الزراعه والاغذية العربيه والمنظمة العربيه لتنمية الثروة الحيوانيه كما كونت حكومات بعض الدول الهيئة العربيه للاستثمار والانماء الزراعى وكلها مقرها الخرطوم . لم تقدم هذه المنظمات ماهو مرجو منها وكان نشاطها متواضعا وحتى الهيئة العربية التى انشأت 6 مشروعات توقف معظمها بسبب سؤ الاداره وخطل سياسات نظام الانقاذ.

السودان بحكم موارده الطبيعيه خصوصا فى مجال توفير المنتجات الزراعيه والحيوانيه والاعلاف والاغذية عموما يعتبر منطقة جذب استثماريه ولكن الحكومات العربيه ليست لديها ثوابت استثماريه وتتحكم فيها اهواء الحكام ومدى رضاهم او سخطهم من الحاكمين فى السودان لذلك يجب عدم التعويل على الاستثمارات العربيه والاستعاضة عنها بالبيع المقدم فمثلا تقدم حكومة السودان مايمكن ان تنتجه من مواد غذائيه العالم كله فى حاجة لها وتحدد كل دولة احتياجها وفق السعر المتفق عليه او الاخذ بالاسعار العالميه. تلتزم حكومة السودان بموجب عقد ملزم توفير المواد المتعاقد عليها خلال الفترة المنصوص عنها فى العقد على ان تدفع الدوله المشتريه 50% من قيمة العقد مقدما ثم 25% بعد استلام نصف الكميه على ان يكمل باقى المبلغ عقب استلام كامل الكميات المتعاقد عليها.


ظروف جائحة كرونا جعلت ذلك ممكنا بعد طلب بعض الدول العربيه من السودان مدهم عاجلا وعبر الطيران بما يحتاجونه من خضر ولحوم كما طلبت سلطنة عمان ومصر تصدير المواشى حسبما ورد من انباء وبمثل هذه السياسه لن نحتاج لاحد ان يتصدق علينا اونتسول لسد حاجة مواطنينا الذين يصر بعضهم على استيراد الاغذيه من الخليج !!!
تعتبر المنتجات الغذائيه السودانيه من اجود الانواع لانها طبيعية وغير معالجه جينيا وحتى المواشى تعتمد على المراعى الطبيعيه وذلك يجعلها من اغلى المنتجات عالميا والتنافس عليها سيكون كبيرا .

كنت فى رحلة عمل لمدينة كريمة برفقة مهندس ماليزى كانت شركته ترغب فى تشغيل مصنع التعليب مع شريك سودانى .ظل هذا الماليزى طيلة زمن الرحله مسمرا عينيه فى السائق الذى تجاوز عمره الستين عاما ولم ينطق بكلمه وبعدما وصلنا وذهبنا لنتعشى فى السوق راى الخضروات الطازجة مفرهده ومنظرها جذاب جدا هنا فقط تحدث الماليزى وقال لى الآن عرفت لماذا تمكن هذا السائق العجوز من قيادة العربه طيلة هذه الرحلة الشاقه فقد كنت اتوقع موته فى اى لحظه انكم تاكلون خضروات طبيعيه غير مهجنة ولا معدلة جينيا ومثلها لايستطيع شراؤه الا الاثرياء فى ماليزيا ثم واصل انكم لوصدرتم هذه الخضروات فقط افضل لكم من البترول .

على حكومة الثورة الشروع فورا فى شق ترعتى كنانه والرهد وتفعيل مشاريع حصاد المياه فى كردفان ودارفور والتركيز على تصدير المنتجات الحيوانيه بدل المواشى وتجفيف الخضروات وتركيز معجون الطماطم لنصدره بدل ان نستورده من الاردن بسبب سؤ السياسات التى جعلت السودان يستورد الثوم من الصين والاسماك من الخليج.

الوسوم غازي-البدوي

التعليقات مغلقة.