مفارقات حضارية صارخة

مفارقات حضارية صارخة
  • 16 مايو 2020
  • لا توجد تعليقات

محمد حمد


………………………..
١. ذكر لنا السيد عبد الرسول النور، قطب حزب الأمة المعروف و،حاكم كردفان الأسبق، انه عندما كان حاكما لكردفان في ثمانينيات القرن الماضي كان في زيارة خاصة لمنطقة خلوية بضواحي الابيض القريبة و في معيته ثلاثة امريكان و كان يقود السيارة بنفسه. و زاد بقوله انه ضل الطريق، عند عودتهم في منتصف الليل، فحاول جاهدا معرفته، و لما لم يفلح، قام احد الامريكان، و هو سنتور ، بأخذ (كابه) من على رأسه و تحدث مع الاقمار الصناعية فدلتهم على الطريق و بعدها ظهرت لهم انوار الابيض فوصلوا المدينة و قد استبد بالسيد عبد الرسول، كما قال، العجب.
٢. ذكر د. تيراب (من اهالي ود بنده) انه عندما عاد من لندن في بداية الثمانينيات بعد أن نال الماجستير في مجال الهندسة الميكانيكية سالت دمعته (حقيقة و ليس مجازا) و هو في مطار الخرطوم عندما قارن بينه و بين مطار هيثرو الذي كان لا يزال عالقا في ذاكرته.
٣. ذكر لي طبيب يعمل بمدينة الطائف السعودية ان زوجة جاره السوداني ذكرت لزوجته انه عندما كان زوجها في بعثة دراسية بلندن في اوائل الستينيات قالت لها جارتها البابانية (البريطانيين ديل متخلفين لأنهم لا زالوا بولعوا البوتجاز بالكبربت) فما كان منها، أي السودانية، كما ذكرت، الا و ان لاذت بالصمت بعد أن الجمتها الدهشة.
و اظن انها لحقت د. تيراب فسالت دمعتها او ربما بكت لاحقا.
٤. اخبرني سوداني بمدينة ابها السعودية ان اخاه الذي يعمل طبيبا برومانيا زاره بأبها و ذكر له ان رومانيا مصنفة بانها متخلفة حضاريا عن ايطاليا بمائة و خمسين عام بالرغم من ان رومانيا هذه جد متطورة مقارنة بدول العالم الثالث، ما يعني ان دول العالم الثالث متخلفة بمئات السنين عن دول كايطاليا.
٥. يقال أنه عندما قدمت منظمات الاغاثة لاغاثة النازحين من اهالي دار فور الذين نزحوا بسبب الحرب اخذ العاملون ببعض هذه المنظمات يوزعون الاغاثة على اهالي القرى ظنا منهم انهم هم المعنيون (طبعا شافوا القطاطي و الرواكيب و الحال البائس فاقتنعوا بأن أولئك الأهالي هم المستهدفون لا غيرهم) غير ان العجب استبد بالعاملين بهذه المنظمات عندما اوقفهم المسؤولون السودانيون عن النوزيع بحجة ان هؤلاء ليسو المعنيين و ان حالهم طيب!!!
و يمثل هذا الواقع،دون ريب، مثالا ناصعا لاهمال الريف السوداني و التنمية غير المتوازنة.
٦. ذكر احد الخواجات أنه بعد أن طاف على عدد من دول العالم الثالث الغارقة في التخلف و تلك الأفضل نسبيا من غيرها، اقتنع بأن بالعالم الثالث نفسه عالم ثالث. و هذا يعني ان هناك فوارق حضارية صارخة بين دول العالم الثالث!!!
٧. يقال أن الفنان احمد المصطفى عليه الرحمة قد اصيب ب(صدمة حضارية) عند زيارته لوس انجلوس لأول مرة فعبر عن ذلك قائلا: (دي ما شفتها و لا اظن اشوفها في الأحلام).

و دمتم,,

الوسوم محمد-حمد

التعليقات مغلقة.