مرحبا بالجبهة الثورية وهيا للعمل

مرحبا بالجبهة الثورية وهيا للعمل
  • 15 نوفمبر 2020
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

غدا الاحد تحتفل البلاد بوصول قادة اتفاقية السلام من الجبهة الثورية، وهم بلا شك الفصيل الوحيد الذي أحترم نضال السودانيين في ثورة ديسمبر بينما مازالت فصائل الحلو وعبدالواحد تمارس الأستاذية على ثورة ديسمبر وتتغطرس في عرض شروطها وكأنها سيدة هذا البلد والشعب خادمها!! ما يمارسه الحلو وعبدالوحد من ممانعة ضد تحقيق السلام في ظل ثورة شعبية عظيمة هو أسوا عمل يمكن أن يقوم به فصيل يدعي انه يناضل من أجل السودان ومن أجل حقوق الجماهير، فالجماهير قالت كلمتها واطاحت بالطاغية وفتحت الباب واسعا للسلام والحريات والتعددية والديمقراطية، وليس ثمة مانع امام كل راغب في هذه القيم ان يعود إلى حضن والده الشعب وينصهر في الميلاد الجديد ويشارك في تأسيس وبناء الدولة الوطنية الديمقراطية الجديدة.

رغم مافي اتفاقية سلام جوبا من بعض القصور ولكنها منتوج جيد، مع الأيام وبالممارسة والعمل المشترك بين الحكومة الانتقالية وحاضنتها السياسية والجبهة الثورية يمكن معالجة أوجه القصور وتحويلها إلى قوة دافعة جديدة لمزيد من التطوير والتماسك للاتفاقية لبناء سلام مستدام.

ليس هناك داع للاحتفالات غدا والصرف البذخي عليها في ظل ضائقة اقتصادية يعلمها الحميع، كما أن الاحتفالات في ظل انتشار فيروس كرونا هي مخاطرة عظيمة يجب أن لا تسمح بها الدولة، فهي تعرض طاقم الدولة وقيادات السلام للإصابة بهذا الفايروس الفتاك. يجب الاكتفاء بمظاهر استقبال محدودة، حفاظا على سلامة الناس والوطن.

هناك الكثير من العمل ينتظر الجميع لتحويل اتفاقية السلام إلى واقع، فالاتفاقية وفقت إلى حد ما في تحديد أولويات السلام من إقرار صريح وواضح للمواطنة كأساس للحقوق والواجبات، بالإضافة إلى نصها على التمييز الإيجابي لمناطق الحرب وسكانها، وهو نص عادل. كما نصت الاتفاقية على حكم ذاتي لمنقطتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، وأعطتها حق التشريع الخاص بالولاية على أساس دستور ١٩٧٣ المعدل ١٩٧٤، وهو مبدأ يهزم حجة عبدالعزيز الحلو الداعي لفرض هوية علمانية على كافة السودان من أجل قناعاته الشخصية وقناعات حركته المحددوة بمنطقة معينة هي جبال النوبة.

اتفاقية جوبا نصت على إقامة وزارة قومية للسلام، كما نصت على إنشاء عدد من المفوضيات من بينها مفوضية العدالة الانتقالية ومفوضية الحريات الدينية. كما نصت الاتفاقية على قيام مؤتمرات للمصالحات في مناطق الحرب وهي مؤتمرات سوف تعيد رتق النسيج الأجتماعي وتشفي الجراحات التاريخية. نصت الاتفاقية كذلك على تعويض المتضررين وعلى إعادة توطين النازحين واللاجئين، وإنشاء مشاريع في أقاليم الحرب لتطوير هذه المناطق وتنميتها. وكل هذه النصوص جيدة وتعالج أهم قضايا الحرب والسلام.

ينتظر الجميع تحويل كل هذه النصوص وغيرها من النصوص العملية الضخمة التي حوتها الاتفاقية إلى واقع على الارض، وهي مهمة عسيرة ولكنها ليست مستحيلة، اكمالها على الوجه الأكمل يعني إنهاء مصادر الحرب ومعالجة اسبابها، لذلك يجب الشروع فورا في تعيين كوادر الجبهة الثورية في الحكومة الانتقالية والشروع مباشرة في العمل، لا وقت للاحتفالات ولا وقت للكلام والذكريات، الوقت للعمل، الوقت للعمل.


sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.