رويدك أيها الإمام …. لم أسرعت بالرحيل

رويدك أيها الإمام …. لم أسرعت بالرحيل
  • 26 نوفمبر 2020
  • لا توجد تعليقات

أ.د.عزالدين عمر موسى

إنا لله وإنا إليه راجعون

مات الحبيب الإمام الصادق.. إني مفجوع ٠٠٠إني مفجوع.

لم أسرعت في الرحيل، وفي الرسالة العظيمة القيمة التي حملتها بقية؛ لأنك لست بنبي، وإنما أنت بشر مصلح لا يجمع الناس عليه إلا بعد الرحيل المرّ، وبعد أن تتناوشه السهام بعد السهام.

ألست من آمن بالإنسان وكرامته وحريته، وجعلت الديمقراطية منهجاً عائداً راجحاً، والوسطية فكراً حاكماً؛ فزانك الاعتدال والتسامح والحلم وقبول الآخر، وتغيير المواقف لا المبادئ؛ لأن الحياة لا تعرف الثبات؛ فهي المتغير الأعظم.

والمفكر الرائد لا تختلط عنده المبادىء والوسائل، فيستمسك بتلك، ويتعايش مع هذه في الكيان المحدود، وفي الحزب المفتوح وفي الوطن الوسيع.. وحملت مشعله في المجال الإقليمي والميدان العالمي؛ فكراً وتنظيماً وسعياً للتطبيق، فتكاثر الخصوم وتضافروا، وكثرت أذيالهم وتنوعت أسلحتها في كل حين، متصلة في المكان، وممتدة في الزمان فما وهن الإمام ولا ضعف ولا انهار، وظل طوداً شامخاً معتصماً برسالته وقيمها مهتدياً بالأنبياء المرسلين والبشر المصلحين، وصبر علينا صبراً لا يعرفه البشر، فاغفر لنا.

رويدك أيها الحبيب الإمام.. لم أسرعت في الرحيل، والوضع حالك ومخيف، وبمثلك يستنجد بعد الله ، والمصير مجهول وكل مخلص ينادي: إني مفجوع.. إني مفجوع.

اللهم اغفر له وارحمه، واجعل قبره روضة من رياض الجنة، واجعل الفردوس الأعلى منزلته، وهب لنا من يسد مسده، وإن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع، وإنا لفراقه لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضى الرب فلا حول ولا قوة إلا بالله.

محبك

عزالدين عمر موسى

الرياض 26 نوفمبر 2020م

التعليقات مغلقة.