بداية مبشرة لأمريكا والعالم

بداية مبشرة لأمريكا والعالم
  • 21 يناير 2021
  • لا توجد تعليقات

نورالدين مدني


تنفس الشعب الأمريكي والعالم أجمع الصعداء أمسالأربعاء العشرين من يناير باكتمال مراسم تنصيب الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن وسط ظروف غير مسبوقة بسبب الإجراءات الصحية التي فرضتها جائحة كوفيد 19 والإجراءات الأمنية التي سببتها العملية الإجرامية التي نفذها بعض مناصري الرئيس السابق دونالد ترامب باقتحامهم عنوة مبنى الكونغرس الأمريكي في الأسبوع الأول من هذا الشهر.

تم تنصيب الرئيس بايدن بسلام بحضور كوكبة من الرؤساء أبرزهم بيل كلنتون وزوجته المرشحة الرئاسية في الإنتخابات السابقة هلري وباراك أوباما وزوجته ميشيل، وأعضاء الكونقرس وكوكبة من نجوم المجتمع الأمريكي وعدد مقدر من الضيوف.

لن أسرد تفاصيل حفل التنصيب الذي بدأ بتنصيب نائبة الرئيس كأول نائبة نائبة رئيس إمرأة اسيوية من أصول أفريقية كاملا هاريس في تجسيد معبر عن السياسة الامريكية الجديدة المعادية للعنصرية البغيضة، ولا عن الحفل الغنائي المصاحب .. فهذه مشاهد راها العالم على شاشات القنوات الفضائية مباشرة.

لن أتوقف عند الموقف الترامبي الذي يشبهه وهو يغادر البيت الأبيض قبل حفل التنصيب بعد أن خسر ماتبقى له من شعبيتة في أعقاب أعمال العنف الإجرامية التي قام بها بعض مناصريه، ولا عند خطابه الذي لم يخل من تحد لإرادة الشعب الامريكي وهو يقول : سأعود “بشكل أو باخر”، وكأنه يخطط لانقلاب ضد الديمقراطية التي أساء إليها منذ بدء تباشير تقدم جو بايدن عليه في الإنتخابات.

أعلم أنه ليس من السهل الحديث عن مستقبل أمريكا في ظل العهد الجديد رغم التصريحات الإيجابية التي بدرت من الرئيس بايدن التي أكد فيها انه سيعمل مع كل الأمريكيين من أجل رتق النسيج المجتمعي الأمريكي، الذي أسهم الرئيس السابق ترامب في تأجيج مشاعر وسلوكيات العنصرية البغيضة فيه.

لن أفرط في التفاؤل حتى بعد القرارات التي إتخذها الرئيس بايدن في فاتحة أعمال رئاسته لأمريكا، مثل إلغاء حظر سفر مواطني الدول ذات الأغلبية المسلمة، والعودة لاتفاق باريس للمناخ، والعودة لمنظمة الصحة العالمية، وتكليف موظفي البيت الأبض بالعمل لكل الأمريكين ومكافحة كل مظاهر العنصرية البغيضة وكراهية الأمريكي الاخر.

مهما يكن من أمر فإن موجة من الفرح والتفاؤل عمت أرجاء امريكا والعالم بعد خروج ترامب من البيت الأبيض وطي صفحة سياساته العنصرية في الداخل والعدائية في الخارج، نسأل الله عز وجل أن يُمكن الرئيس بايدن وطاقم حكمه من تجاوز التحديات الداخلية وإنتهاج سياسة خارجية متوازنة تعزز السلام في أمريكا والعالم، بدلاً من السياسات الترامبية التي سببت الفتن والإنقسامات الداخلية وعمقت الخلافات والنزاعات المسلحة الخارجية بلا جدوى.

التعليقات مغلقة.