الثلاثاء - 6 رمضان 1444 هـ , 28 مارس 2023 م

فولكر يدعو الأطراف غير الموقعة للحاق بالعملية السياسية

يا تري ماذا اصير عندما اغدو كبير

يا تري ماذا اصير عندما اغدو كبير
حسن ابراهيم حسين

———————————————

حينما طالعت بوستا لهذا الرجل صديقي العزيز عز العرب مختار الجبيلاوي في قرب ابناء تلودي بالفيس و لا غرو فهو اسير حب تلودي و شعبها .
قد رسم لوحة كاملة الدسم حملت كل الوان الوفاء و التبجيل لمعلمينا في ذلك الجيل بمدرسة تلودي الاولية التي رقمت ( أ ) بعد ان أنشأت الاولية ( ب) .

هي مدرسة فيها تشكلت حياتي و التي قد رُسم مسارها و حولتها تماما من ذلك الراعي الذي يمتطي ظهر عجلا بلا سرج الى حيث اني اليوم .
هذا البوست قد همس في أُذني ذاكرتي التي صحت و أماطت اللثام عن تلك القصيدة في كتاب المطالعة .
و استحضر ما تجود به هذه الذاكرة التي هرمت …

انني طفل صغيرا
اتخذت العلم نورا
يا تري ماذا اصيرُ
عندما اغدو كبيراَ
يا ترى اغدو طبيا
ام وزيرا ام زعيما
او ترى اغدو اديبا
او صحافيا شهيرا .
سوف اسعى غير وانٍ
اطلب العِلمَ كثيرا

و قتها كان النداء بالعلم و الحث عليه يتربع على اولويات ما يحثنا عليه الذين كرسوا جل وقتهم وطاقتهم لمحاربة الامية و الجهل ذلك الزمان .

و يظهر ذلك جليا حتى في تذاكر الدخول لمسرح تلودي لحضور حفلا لكبار الفنانيين الذين زاروا تلودي امثال ابراهيم موسى ابا و ام بلينة السنوسي و ابراهيم عوض و محمد وردي رحمهم الله.

كانت مدرسة تلودي الاولية للبنات هي المسرح .

التذاكر نوعان :
الدرجة الاولى مكتوب عليها ” العلم نور و هي خضراء.

الدرجة الشعبية مكتوب عليها
” الجهل خرافة ” وهي حمراء
و كانت هنالك تذاكر فخرية لاعيان تلودي لا ادري ما كتب بها لانها ترسل لهم في متاجرهم او منازلهم و هي ملزمة لهم .

لقد اتخذنا العلم نورا فمنا من كان طبيبا و منا من كان وزيرا
او صحافيا شهيرا و من كان غير ذلك .

لاحظ ان صاحب القصيدة قد ركز على عبارة ( العلم ) اكثر من ( التعليم ) .

في تقديري ان من تتلمذ في ذلك الوقت سيكون عالما و ليس متعلما ، إذ انه يمثل شعاع في ظلمة حالكة ، هذا الشعاع هو عِلما في حد ذاته.

كانوا علماء فعلا ، وضعوا منهاجا مستنبطا من عمق البيئة ذاك الوقت .

فنقرأ حسن البطل
حسن ولد العرب
رحل العرب
و رحل حسن مع العرب .
و لكن اليوم رحل العرب و لم يرحل معهم حسن و اغترب .

الولد لمس الاسد ( هو الغير معقول ).
الدود فوق العود ( هو المعقول ).

هل ترون ان ذلك علما ام تعليما ؟
انه العلم.

و اليوم ومع تطور الحياة و تعقيداتها و تربع المديا الحديثة و العم قوقل اصبح العلم تعليما ، لان بمقدورك ان تحصل على المعلومة بلا معلما و لكنك تظل ينقصك العلم .

الابناء و الاحفاد اليوم يتعلمون من جوالاتهم الذكية مواد موضوعة تقتل في دواخلهم الابداع .

و يطغى التقليد و المحاكاة على كل انشطتنا في كل مناحي الحياة و اصبحنا مستعمرين نأسر انفسنا في ما الت اليه الدول العظمى من رقي و حضارة و اصبح نهجنا ان نقفز بالزانة لنصل الى ما وصلوه .

ابدا لم نفكر في التطوير الذاتي و ترقية ما هو امامنا …و متاح .

نرجع لتلك القصيدة عندما” اغدو كبيرا “

لم يكن في بال من كتب لنا تلك القصيدة ان ياتي يوما فيه يلفظنا الوطن و يرمينا بعيدا في حضن الاغتراب ..
و الا لأضاف اليها :
ام مهاجرا بعيدا
او مغتربا تاه في نفقٍ عميقا .
فارق صديقا عزيزا و رفيقا.

ابدا لم يكن في الحسبان ذاك الوقت ان خيرات بلادي التي حملت المستعمر ان يدخل في ادغالها و يفجر كنوز ارضها فتنتج قطنا فاخرا .
و جبالها في شيبون و تنتج ذهبا خالصا .

هنا نكتشف ان من وضع مناهجنا كان يتحدث عن العلم الذي هو المدخل لتفجير الطاقة البشرية في الانسان ، و المادية في الارض .

اليوم لو عاش صاحب تلك القصيدة سيضيف اليها كثيرا من المهن ..
سمسارا كبيرا
ضابطا عظيما
دكتاتورا عنيدا
ناشطا مريبا

.
انظر اليوم
وزارة الثقافة و الاعلام
وزارة التعليم العالي
و زارة التربية و التعليم

كلها كانت تحت وزارة المعارف .
و هنا يتضح الفرق بين العلم و التعليم .

لا توجد تعليقات
حجز اسمكم المستعار سيحفظ لكم شخصيتكم الاعتبارية ويمنع الآخرين من انتحاله في التعليقات
دخول سجل اسمك المستعار
حجز اسمكم المستعار سيحفظ لكم شخصيتكم الاعتبارية ويمنع الآخرين من انتحاله في التعليقات
التعليق كزائر سجل اسمك المستعار نسيت كلمة المرور
حجز اسمكم المستعار سيحفظ لكم شخصيتكم الاعتبارية ويمنع الآخرين من انتحاله في التعليقات
التعليق كزائر سجل اسمك المستعار نسيت كلمة المرور