مولانا الحبر … البغلة فى الابريق

مولانا الحبر … البغلة فى الابريق
  • 20 مايو 2021
  • لا توجد تعليقات

هشام عباس


تابعت تصريحات السيد النائب العام المستقيل مولانا الحبر وهو يتحدث عن اهمية ارساء روح القانون والعدالة بعيدا عن التشفي والانتقام وانه حاول فعل ذلك لكن البعض يريد الانتقام والانتصار للذات .
هذا الحديث لو صدر من اى شخص اخر الا النائب العام المستقيل لصفقت له واعتبرته رؤية عامة للبلاد يجب السير عليها , لكن ان يصدر عنه شخصيا هنا فقد فتح ابوابا لم نكن نريد التطرق لها ,,لا لشئ الا لادراكنا اهمية المؤسسة العدلية وضرورة تنزيهها عن اى خلاف سياسي او فكرى حتى ولو كان فيها من الاعوجاج الكثير لاننا ندرك وفى هذه اللحظة تحديدا ان قضاء اعرج افضل من قضاء ميت .
هنا المدخل الاساسي مع مولانا الحبر يقودنا للسؤال :
من الذى شوه القضاء السوداني وافقد ثقة الانسان السوداني فيه وما كان دوره ولماذا ارتضيتم بذلك كل تلك السنوات ؟؟
اذا كانت اقالتك ورفضك هى احد مطالب الثوار منذ اللحظة الاولى فهنا نحن نتكلم عن مواطنين عاديين لا علم ولا دراية لاغلبهم بسلك القضاء ولا القانون لكن بكل تاكيد لديهم كامل العلم بما دار ويدور فى هذا الوطن منذ لحظة الانقلاب على الديمقراطية ويفهمون كل اسهامات المؤسسات والافراد وتقييمهم للاشخاص لم ياتي من فراغ ,, السؤال لماذا لم يثق فيك هذا المواطن البسيط ؟
وان كنا نتحدث عن ارساء مفهوم العدالة وابعاد روح الانتقام .. من ينتقم من من مولانا ؟؟
هذا الشعب الذى مورس فيه كل انواع العذاب والقتل والارهاب وتحمل كل ذلك دون ان يلجأ الى عنف مضاد او ارهاب مضاد او اى عمل انتقامي خارج القانون وفى كل بيت معذب او شهيد عندما قام هذا الشعب بثورته لم يفعل كما حدث فى كل الثوارات من حولنا ..لم نسمع عن قيادي دخلوا بيته ومثلوا بجثته ولم نسمع عن ضابط او جندى انتقم منه احد ولم نسمع عن رجل امن وهم معروفون بالاسم والبيت تعرض هو او بيته او اسرته لضرر ..بل ان هذا الشعب الذى قام بالثورة ويسيطر على المشهد العام اليوم لا زال هو من يدفع الثمن بالقتل والاغتيالات وما حدث قبل ايام خير مثال .. هل برأيك هذا شعب ينتقم او يملك روحا للانتقام ؟؟؟
ما يطالب به الشعب السوداني او الثوار تحديدا ليس انتقام بل هى العدالة عينها ..هذا الشعب رأى جموع تهجم عليه وهو امن فى مرقده ذات فجر وتقيم فيه مجزرة هى الاشنع فى التاريخ الحديث وبرفقته رجال من مكتبك ايها النائب العام والى هذه اللحظة لم نسمع ونرى شيئا .
تخيل ان شعب يحمل كل هذا الوجع ولا زال صابر هل كان سيصبر لو انه يبحث عن انتقام ؟
والا يحق لشعب عاش كل هذه الاهوال دون ان يرى حقا يعود ان يشكك فى كل شئ خصوصا من لهم تاريخ مع النظام الذى قتلهم ولا زال ؟؟
وهل الشعب السوداني هو من سيس القضاء وقام بمجزرة الصالح العام للقضاة الشرفاء وفصل مؤسسة العدالة ثوبا على مقاسه وجعل من منصة القانون سياطا تجلد ظهور البسطاء ؟
صدقنى نحن نشفق على المؤسسة العدلية اكثر من اشفاقنا على انفسنا لاننا ندرك ان العدالة العمود الفقري لاى دولة ونحن احرص عليه منكم او من اكثركم وندرك ان بينكم شرفاء لكن هذا لا يعني الصمت على كل الاعوجاج الذى يراه الاعمى .
ونحن لا نطالب بنائب عام ملاكي ينفذ مطالب الشارع او ينتقم لنا من المختلفين معنا لكننا نريد منظومة عدلية ونائب عام ممثل للشعب ومحامى لحقوق الشعب فعلا وقولا لا اكثر ولا اقل .

الوسوم -هشام-عباس

التعليقات مغلقة.