انقلاب العسكر في الإعلام الغربي

انقلاب العسكر في الإعلام الغربي
  • 01 نوفمبر 2021
  • لا توجد تعليقات

رصد التحرير- تقرير: حسن اسحق

كيف تناول الإعلام الغربي مآلات انقلاب القائد العام علي الجيش السوداني، استضاف منتدى الصحافة علي قناة الفرنسية 24 الخميس الماضي، يعتقد المهتمين وجود تذبذب في المواقف الدولية جراء انقلاب الجنرال عبد الفتاح البرهان الاثنين الماضي، بعض الدول الغربية مثل فرنسا تدعم أن تكون السلطة في أيدي المدنيين، اشارة الى تدخلات دول إقليمية في الصراع السوداني وانحاز إلى المكون العسكري، نجاح الديمقراطية في المنطقة يؤدي إلى تضرر مصالح البلدان الأخرى، لذلك تسعى جاهدة إلى تقويض العملية نحو الديمقراطية.

مشيرين إلى أن الانقلاب الذي حدث ليس مفاجأة من المكون العسكري الذي لم يكن شريكا أصيلا في التحول الديمقراطي في الفترة الانتقالية، بل كانوا ينتظرون الوقت للانقضاض علي الديمقراطية، مضيفا ان العسكر دائما يخططون للتخلص من الشق المدني، وكرر لم يكونوا شركاء في التحول الديمقراطي في السودان.

تذبذب المواقف الدولية

يقول الصحفي محمد آدم أن هناك تذبذباً في المواقف الدولية وردود الافعال ازاء ما جري في السودان نتيجة لتباينات حتي مستوي علي مجلس الأمن الذي فشل في الخروج ببيان واضح، يرى أن الموقف الفرنسي يدعم اتجاه أن تكون السلطة للمدنيين، وشهر نوفمبر الحالي كان يفترض أن تنتقل السلطة إلى المدنيين بطريقة سلسة، وهناك تدخلات اقليمية ودولية في الواقع السوداني، دفعت إلى هذا الموقف، واوضح ان عدم خروج مجلس الأمن ببيان واضح إزاء هذه التطورات والتباينات الاقليمية والدولية في وجهات النظر هي التي دفعت المكون العسكري إلى اتخاذ مثل هذا القرار، أوضح كانت هناك زيارات قام بها عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو حميدتي الي كل من مصر والإمارات العربية المتحدة، وكذلك التدخلات السافرة في الشؤون السودانية لا تخفي علي احد، والمصالح العسكرية المشتركة بين الجارتين إزاء ما يدور في منطقة التيغراي الاثيوبية وملف سد النهضة.

يرى محمد أن هناك تشابكات، ولكن الزيارات الاخيرة، وتدخل كل من مصر والامارات والسعودية بالشكل السافر في الشؤون الداخلية ألقى بظلاله علي البلاد، وتساءل لماذا هذه الزيارات في هذا التوقيت؟، ولا احد يستطيع انكار هذا الدور والتدخل المباشر، واكد ان امن الجارة مصر يتعلق بأمن السودان، والمقاربات الجيوسياسية يحتم علي الحكومة المصرية ان لا تكون هناك ديمقراطية في السودان، ربما نجاح الديمقراطية في المنطقة يؤدي إلى تضرر مصالح البلدان الأخرى، لذلك تسعى جاهدة إلى تقويض العملية نحو الديمقراطية، ويكرر السؤال ما الذي مهد للبرهان يخطو هذه الخطوة الجريئة؟، وايضا وجود الوفد الأمريكي قبل أيام من حدوث الانقلاب، والجلوس مع الشق المدني والعسكري، نتيجة للمشاكسات وحالة الانسداد في الأفق المدني اضطر العسكر إلى اتخاذ هذا المنحى، علما بوجود فترة كافية للمدنيين بتوقيت هذا المخطط، وقطع الطريق امام المكون العسكري حتى يخطو علي ذلك.

يرى محمد ان الموقف الامريكي موقف متذبذب، بدلا من تأتي بمبادرات لرأب الصدع بين الفرقاء في الجانب المدني، وتأسف ان الوفد الامريكي المتواجد في الخرطوم ربما اعطي الضوء الاخضر، لما تجرأ السيد البرهان الوصول إلى هذه النقطة، ويعتقد أن العقلية العسكرية لها القدرة علي إدارة خطاب مثل الذي قام به البرهان، وفي نهاية المطاف يرى ان الولايات المتحدة الأمريكية تبحث عن مصالحها، في حال وجود تقارب مع الشق العسكري سوف يتماهون مع العسكر، أينما ذهبت الولايات المتحدة لا تبحث عن الديمقراطية ومصالح الشعوب في المنطقة، إنما مصالحها فقط، ويطالب ان يتحقق الوفاق بين جميع الاطراف، والعقلية الاستعمارية الصفوية لا تريد إشراك الجميع في صنع القرار الوطني، ولم ينسى دخول المتنافسون الروس والصينيون في المشهد السياسي السوداني.

سيطرة الجيش علي مفاصل مهمة

يضيف عاطف علي صالح الانقسام بين قوى الحرية التغيير، يعتقد انه انقسام مصنوع، وسيطرة الجيش علي مفاصل اقتصادية مهمة ورفض تركها للمدنيين، ومن الذي اعتصم قبل أسبوع من الانقلاب؟، ثم فوضوا الجيش لإعلان الانقلاب، والجانب المصري يسعى إلى إيجاد حكومة عسكرية في السودان لعدة أسباب أولها قضية سد النهضة الإثيوبي، ثم وجود تباين في وجهات النظر بين المدنيين والعسكريين في هذا الملف، مشيرا إلى وجود ميل للجيش لخوض حروب اما المدنيين كانوا يعرقلون خطط المؤسسة العسكرية في القيام بحروب، ويرون أن قيام سد النهضة فيه خير للسودان، من الجانب المصري كان هناك تقارب وانسجام مع الجيش السوداني، وهذا دفع ترجيح مصر لمساندة البرهان، يرى أن العمليات العسكرية التي جرت بين الدولتين، كان هناك دعم عسكري لجبهة التيغراي من مصر عبر حكومة السودان، من منطق الحال الجانب المصري يختار المكون العسكري لحماية المصالح المصرية.

يوضح عاطف أن بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية هي دولة تغامر، إذا كان هناك عسكري أو مدني في سدة السلطة، وما يميزها كان الخطوط تكون بيدها في أي بلد في العالم، وإذا استطاع البرهان قمع التحركات في الشارع في وقت وجيز، يعتقد أن واشنطن سوف تتراجع عن أي قرار ضد البرهان، واشار الى ان تجميد المساعدات بالنسبة الي البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والعودة الى المنظومة المصرفية الدولية والخروج من قائمة الدول الراعية للإرهاب بالنسبة للولايات المتحدة عمل مؤسسات، أكد عاطف اذا ضمن البرهان الامن والاستقرار، سيكون لها وجهة نظر اخرى، اما بالنسبة للاتحاد الأوروبي الوضع مختلف كما يعتقد عاطف، والبرهان في الوقت الراهن يبحث عن حلفاء وتقديم رشوة سريعة للداخل السوداني والخارج في ذات الوقت.

الانقلاب ليس مفاجأة

بينما يضيف محمد شريف الإعلامي السوداني رئيس جمعية الصحفيين السودانيين في العاصمة البريطانية لندن أن الانقلاب الذي حدث ليس مفاجأة من المكون العسكري الذي لم يكن شريكا أصيلا في التحول الديمقراطي في الفترة الانتقالية، بل كانوا ينتظرون الوقت للانقضاض علي الديمقراطية، أوضح شريف ان العسكر دائما يخططون للتخلص من الشق المدني، وكرر لم يكونوا شركاء في التحول الديمقراطي في السودان، قائلا إن العسكر جزء اصيل من نظام الدكتاتوري السابق، حاولوا الالتفاف علي الثورة السودانية والدخول في اتفاقيات، ويعتقدون أنهم تمكنوا في القضاء علي المكون المدني، أوضح شريف ان الاعلامي البريطاني يتحدث عن الانقلاب وتشير إلى أنه لم تكن هناك شراكة حقيقية، والانقلاب كان متوقعا كما جاء في تغطية الصحف البريطانية.

ويرى محمد أنها نتيجة حتمية لإدخال العسكر في المشهد السياسي بعد ثورة ديسمبر، أشارت الصحف البريطانية إلى تحقيق مصالح الأنظمة الحاكمة وليس مصالح الشعوب، وكذلك التدخلات من الدول المجاورة ودورها في الازمات في السودان موثق وواضح، ومساندة البرهان كي يخدم مصالح الجارة مصر، يؤكد أن نظام عبد الفتاح السيسي يتعامل بالانقلابات، والمهم بالنسبة للأنظمة العربية القريبة منه تساند الانقلاب، ويرفض أن تحدد الدول الأخرى سواء كانت مصر وغيرها أن تحدد مصير السودان، وأضاف شريف أن الاعلام البريطاني يساند الحكم المدني وانتقال السلطة إلى المدنيين، واوضح ان الحديث عن ضوء أخضر يعتقد أنه غير صحيح، ثم إن واشنطن تعول كثيرا علي عبدالله حمدوك لقيادة السودان إلى مرحلة جديدة، اوضح ان الادارة الامريكية تلقت صفعة في جراء هذا الانقلاب.

اقتراب تسليم السلطة الى المدنيين

يرى المحلل السياسي عاطف عبد الجواد أن الصحافة في الولايات المتحدة الأمريكية تقول إن السبب الرئيسي والحقيقي وراء هذا الانقلاب قرب موعد تسليم السلطة بأكملها إلى المدنيين هذا الشهر، وطرح سؤال لماذا لم يقع هذا الانقلاب من قبل؟، وأوضح ان المشاكل التي يشير إليها الجنرال عبد الفتاح البرهان مثل تدهور المشاكل الاقتصادية والنزاعات الداخلية هي قائمة منذ فترة ليست بالقصيرة، لم يحدث في تاريخ الشرق الأوسط أن جاءت حكومة عسكرية، وسلمت السلطة طوعا إلى حكومة مدنية، مشيرا إلى أن مرة واحدة والمفارقة وقعت في السودان لفترة قصيرة جدا بقيادة المشير سوار الذهب.

رغم إيقاف الحكومة الامريكية 700 مليون دولار من المساعدات كانت في طريقها إلى السودان، وتضيف الصحف أن هذا الانقلاب يستحق غضبا اكبر من الحكومة الامريكية، واوضح عبد الجواد ان الاعلام الامريكي ركز علي الدور الخليجي في انقلاب السودان، والحكومة الامريكية تحث دول الخليج وبالتحديد المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة علي المساعدة في السودان نظرا الصلات القوية التي تربط الجنرال عبد الفتاح البرهان بهذه الدول، أوضح أن تركيز الولايات المتحدة دورها القوي في السودان، الإعلامي الأمريكي والحكومة الامريكية يرون الدور المصري اقل الدور الخليجي، واوضح ان هذا لا يعني أن الدور المصري لا وجوده، ومصر في معضلة حقيقية بسبب مشكلتها مع اثيوبيا في قضية سد النهضة، وترغب أن تكون هناك حكومة في الخرطوم تقف معها في مواجهة اثيوبيا، اضاف في مسألة الانقلاب تواجه واشنطن تحديا كبيرا من الشارع الأمريكي، ويستبعد عبد الجواد إعطاء واشنطن الضوء الأخضر.

ishaghassan13@gmail.com

التعليقات مغلقة.