ردود دنقلاوية خاطئة على مهاترات الإعلامية الناشئة

ردود دنقلاوية خاطئة على مهاترات الإعلامية الناشئة
  • 07 أغسطس 2022
  • لا توجد تعليقات

كمال حامد

تأسست بعض الردود على دفع تهمة الغباء بالتأكيد على أن أول الشهادة السودانية كان دنقلاويا وأن كذا من أولاد الدناقلة أحرزوا كذا وكذا من الدرجات.
أسمحوا لي أن أحشر نفسي هنا لأن هذه الدفوعات لم ترق لي ولأني أراها وقوعا في المصيدة.
الدناقلة تميزوا بالذكاء الاجتماعي والاستعداد الفطري والحضاري للاعتماد على الذات والتحرر من عقدة انتظار الحكومات لتعطيهم وتنفذ لهم.
عايشت بنفسي ولست دنقلاويا ومن خلال صديق من أبناء منطقة #دنقلا خلال سنوات غربتي في #الرياض من 1981م معنى أن تكون دنقلاويا وفي اغتراب خارج #السودان .
كنت عازبا وقليل الأهل والمعارف في الرياض ، وحين يأتي العيد كان صديقي الدنقلاوي يزورني ويرفض أن يتركني أقضي عيدي حبيس الشقة وحيدا ، فكان يصر أن أخرج معه مرافقا لزيارات أهله الدناقلة في الرياض.
تجولت معه في بيوت الدناقلة واستأنست في وحشة الغربة في الأعياد بوجودي وسطهم ، في بيوتهم، وفي جمعياتهم وما أدراك ماجمعياتهم التجربة الفريدة التي لم أجدها ولا عند أهلنا الجعليين.
وحين كانوا يعلمون أنني لست منهم وأنني مجرد مرافق وصديق لواحد منهم فقد كان كرمهم يزداد واهتمامهم يتضاعف ما كان يجعلني أشعر حقيقة بزوال وحشة غربة العيد وسطهم وأتشبع وجدانيا بإحساس التواجد وسط الأهل ، وفي بعض الأحيان كان منهم من يبادرني الحديث باللغة الدنقلاوية فأكتفي بالاستماع مبتسما وسرعان مايبادره أحدهم منبها فيعتذر ويقلب معي باللسان العربي.
وعايشت معهم عطاءاتهم لتنمية وتطوير مناطقهم بالجهد الذاتي من حر مال شقاء الغربة ، مستشفيات ، مدارس ، كهرباء من شراء أعمدة الكهرباء وجميع المستلزمات من أسلاك وخلافه ، مزارع ورشاشات ري محوري …وكثير جدا يصعب حصره.
من في مناطق السودان الأخرى كان يفعل مثل ذكائهم ؟
الذكاء أفعال وحضارة وتعاضد وعطاء وليس تفوق أكاديمي.
أبناء جميع مناطق السودان خاصة من الذين حملوا السلاح ضد الحكومة جميعهم فيهم الذكاء الأكاديمي والتفوق الدراسي في الجامعات داخل وخارج السودان بل وأعلم أن الكثيرين منهم حققوا نجاحات باهرة في مغترباتهم في الخليج وأوروبا وأمريكا فهل فعلوا مثل ذكاء الدناقلة الإجتماعي والعطاء المجتمعي أم أن نجاحاتهم ظلت في الغالب محصورة على المستوى الفردي ؟
لو فعلوا لما شهدت بلادنا النكبات والويلات والظلامات المصنوعة وآلاف التاتشرات المسلحة التي كانت ملياراتها كافية لتحويل الهوامش المتظلمة إلى جنان.
هذا الذكاء الإجتماعي والمجتمعي والقدرة على التضحية والعطاء هو ما كان يريد البرنامج المشبوه وأمثاله ضربه في مقتل للقضاء عليه كقدوة.
هذا الذكاء الدنقلاوي نحتاج إلى تضمينه في مناهجنا الدراسية في علوم التربية الوطنية والإجتماع.

الوسوم كمال-حامد

التعليقات مغلقة.