“إن جريت جري الوحوش غير رزقك ما تحوش”

“إن جريت جري الوحوش غير رزقك ما تحوش”
  • 18 أكتوبر 2022
  • لا توجد تعليقات

عزالدين الجعلي

هي دنيا نعيشها.. أغنياء أو فقراء أو مستوري الحال أو بين بين.. وكل إنسان يعيشها بطريقته الخاصة.. واليقين فيها كلما كان متوفراً عند أي شخص كان سبيلاً طيباً لعيش كريم وقلب رحيم، واجتياز للعقبات وتمتع بما يقسمه الله له من قضاء للحاجات..

الكل يبحث عن السعادة وقد يحسبها في الحصول على المال الكثير، لكنها في الحقيقة هي في رضا الله ومحبة الناس والصحة والعافية وعمل الخير بما تجود به النفس مما يقدره لها الله من نصيب وقسمة من المال والأبناء.. ولو أراد الله أن يجعل الناس جميعاً في وضع واحد وحالة من الرزق واحدة لقدَّر ذلك جل جلاله.. ولكن حكمته تجلت فيها هكذا لتستقيم حياتنا كما يريدها هو تماماً كما أصابع اليد.. فهي تشمل الطويل والقصير والمختلف عنهما.. وكل منهما يؤدي وظيفة لوحده..ثم هي جميعاً تقوم بمهمة جماعية يستفيد منها الإنسان..والناس كذلك كل واحد منهم يقوم بما يهمه لوحده..ثم إذا عمل الناس جميعاً يؤدون عملاً في صالح الكل..

والناس مختلفون فيما يقدره الله لكل واحد منهم.. ورغم ذلك يمكنهم ان يسعدوا بالنية الطيبة الخالصة لوجه الله بما قسمه الله لكل واحد منهم، ويشقوا بسيئة تنزع إلى الشر وغمط الآخرين حقوقهم..

ومهما بالغ الإنسان في الكد والبحث عن الرزق فإنه لن يتعدى نطاق مفهوم معنى المثل المعروف لدينا: “إن جريت جري الوحوش غير رزقك ما تحوش”…

والحياة رزق مكتوب لنا مهما كانت وقد تتخللها السعادة ونشكر الله عليها فيزيدها أو يشوبها الحزن والألم فنحمده على ذلك ونصبر وأجرنا عليه تعالى وتسامى.. فعلينا أن نغتنم أي فرصة فرح في هذه الدنيا فنبستم ونضحك.. فهي إلى زوال ويبقى عمل الخير والذكرى الطيبة..

———————-؛

عزالدين الجعلي – الرياض..

التعليقات مغلقة.