انحسار الفن..ازدهار الفهلوة

انحسار الفن..ازدهار الفهلوة
  • 09 نوفمبر 2022
  • لا توجد تعليقات

محجوب الخليفة

▪️ الفن هبة ربانية، اما الفهلوة فهى نزوة شيطانية … هكذا قادتني مراحل التأمل فى فقه الحياة والذى نحتاجه بشدة لتصحيح االاخطاء العظيمة التى تقودنا اليوم إلى الهاوية السحيقة والتدني المريع فى كل شيء…. الفن لانعني به هنا المعني الاصطلاحي المحدود ( الموسيقي – الدراما – التشكيل – الغناء – الادب..الخ) وانما نقصد بالفن هنا المعني الاشمل اي ( موهبة ادارة الشأن الخاص والشئون العامة بفهم واقتدار ) وبهذا التوصيف فأن الادارة فن والسياسة فن والتواصل فن والابتكار فن والتدقيق فن والتأمل والتدبر فن … وهذا تقييس رفيع يستند على فقه الحياة كعلم عظيم يمثل منحة الهية وردت فى العقائد نصوصا واضحة .. ثم انها لوحات كونية مشاهدة فى البيئة من حولنا فقط تحتاج لفن التأمل لانها فنون ترصدها عيون الفنانين بحق….. اما الفهلوة والتى قلنا انها نزوة شيطانية فهى ( التحايل بخبث للحصول او الوصول لهدف حتى ولو ادي ذلك لظلم الاخرين واظلام المستقبل ) .. والفهلوة ذراع شيطانية كالاخطبوط تقتطف الثمار بسرعة فائقة باستخدام الكذب والنفاق والتزوير والتدليس وكل الاساليب الوضيعة ..
الفن والفهلوة لايلتقيان ابدا .. . الفن يمنحنا الثقة والقدرة على التميز ويؤهلنا لتطوير حياتنا وزيادة معرفتنا بينما الفهلوة تعنى التشويه والتضليل والتردي … ..
▪️نحن الان نعاني من انحسار الفن .. ونحاصر بأزدهار الفهلوة …لاعتمادنا لاساليبها فى تغيب الحقائق حينا واسناد الامر الي غير اهله حينا آخر …. ثم ان الفهلوة تقود الي تدني الاداء الثقافي وانهيار المعارف .. ومن ثم انحطاط الذوق العام فى كل شيء اي انحطاطا معنويا وماديا …والمعنوي يتمثل فى انحطاط الفكر والادراك فى المكتوب والمقروء والمسموع …ثم إنحطاط مادي يتجاوز كل المعايير فيما نتداوله ونستخدمه في مطلوباتنا من وسائل واغراض ….
▪️ الفهلوي الان هو سيد الموقف تماما فهو نجمنا السياسي الذى يلوي عنق الحقيقة كيفما يشاء وهو رجل القانون الذى يتحايل على القوانين وهو رجل الدين الذي يوظف شعار الدين للسيطرة علي المشاعر للتكسب الرخيص بأستغلال قداسة الدين ….
الفهلوي الآن يسيطر علي فضاءاتنا ليس على المستوي القطري الضيق فحسب وانما على مستوي العلاقات الدولية ومنظمات الامم المتحدة …
▪️فالفهلوي احد الادوات القذرة التي تقودنا نحو الصمت تجاه المظالم والمآسي التى تعاني منها شعوب بلا جريرة ارتكبتها ..الفهلوي فى عالم اليوم هو المجرم الارهابي الذى يجيد الصاق تهمة الاجرام والارهاب بالابرياء دون خجل او حياء، وكأنما هذا الفهلوي هو ذاك المسيح الدجال الذي يمتلك قوى خارقة تدخل من يسايره فى نعيم جنته وتقذف فى النار وجحيم المعاناة من يكفر بدجله ويعترض على سلوكه، نعم الفهلوي هو قائد جيوش التافهين الذين ينشطون للسيطرة على العالم.

التعليقات مغلقة.