وللندى .. ثورة

  • 24 ديسمبر 2019
  • لا توجد تعليقات

محمد حسن الشيخ

وكفرتُ يا قلبي به،
بالحبِ أعني والهوَى،
بالوردِ يزهرُ، بالعصافيرِ تغنِّي، بالأناشيدِ وأصواتِ البناتِ المدهشات
وكفرتُ .. إلا أنني لم ألتقِ أبداً كمثلِ عيونِها وطناً يُبادلني الحنينَ بدونِ أسئلةِ الجنودِ المرهَقين
لم ألتقِ أبداً كمثلِ ربوعِها أرضاً تجادلني وتهدي للبراعمِ ما تشاء،
للمرهفينَ الإنتشاء ..
يا روعةَ الإحساسِ في ثوراتِها
ما كنت أخشى احتراقيَ عاشقاً
لكنها احترقت بغابةِ صندلي
ثم وارت ضحكةً في اللا مكان ..
قاومتُ مُدَّعياً ضياعَ تماسُكي
ثم في صمتٍ عزفتُ كمنجتي حينَ حاصًرَني الشعورُ على عجل
حين احتشدَ القصيدُ وإمتثل
حين واجهتُ المصيرَ بلا تباكٍ أو وَجَلْ ..
الآنَ يجرفني العبيرُ لكي ألوذَ بِحِصنِها
لكنني عمداً أعدتُ تبتُّلي وأورادي نسيتُ تمامَها
إذ حِيلَ بيني واليقينِ وما به قد أستعينُ لكي أواري لهفتي
إذ طالما عانيتُ من همساتها
مما زحفنَ من المشاعرِ نحوَها
من حالِ موقفِها معي،
من تفاوضِها،
من وثيقتِها التي وقَّعتُها مُتوجِّساً من حُسنِها،
مما نثرتُ على شفاهي من أحاديثٍ تُجدِّدُ للحواسِ شجونَها،
تُبدِّدُ للظنونِ ظنونَها …………
من هنا يشتطُّ رَهَقُ الارتياب
تشتدُّ حُمَّاهُ عليْ
إذ تغاضَى الشوقُ عن شوقي وعن حدِّ النِّصاب
نبضي بهيٌ مُرهَفٌ
نبضي صَبيٌ لا يُصاب ..
وكفرتُ يا قلبي به
وكتبتُ في محرابِها ألا دعاءً يستضيفُ تضرُّعي
ويشفُّ رقراقاً ليَعرُجَ بي هنالك دونَ رفقةِ غيرِها
وكتبتُ أيضاً أنَّهنَّ كمثلِها لما يهَبنَ من العميقِ صبابةً، يترعنَ بالطَّلِّ الشفيفِ تمرُّدا
يفشِينَ للآفاقِ أسرارَ الصدى،
تلكَ الورودُ وَشَينَ بي .. .. ..
العصافيرُ، الأناشيدُ وأصواتُ البناتِ المدهشات
كلُّهُنَّ وَشَينَ بي وبما بدا
كلُّهُنَّ وَشَينَ بي …
كلُّهُنَّ …
كلُّهُنَّ …
عدا ندى ..
إلا ندى.

______________
الرياض ٢٠١٩

التعليقات مغلقة.