سفينة بَوْح –الحماية عبر الرقابة النزيهة

سفينة بَوْح –الحماية عبر الرقابة النزيهة
  • 19 يناير 2020
  • لا توجد تعليقات

هيثم الفضل


حماية ثورة ديسمبر المجيدة ومُكتسباتها لا تتوقف تدابيرها ومظاهرها فقط في مُجرَّد التعاطف والجاهزية للزود عنها وعن شعاراتها وبرامجها بالإستعداد الدائم للتأييد والخروج في المواكب لبيان حجم مؤيديها على مستوى الشارع ، الحكومة الإنتقالية ومعها حاضنتها السياسية (قوى الحرية والتغيير) تحتاج إلى حماية من نوع آخر يمكن تلخيصها وتعريفها إصطلاحاُ بـ (الحماية عبرالرقابة النزيهة) ، وهي ماثلة في ما أقرته الوثيقة الدستورية بخصوص تكوين وإنشاء المجلس التشريعي الإنتقالي والذي على ما يبدو قد نظر إليه القائمون على الأمر كمحطة (ثانوية) في برنامج تكوين المؤسسات الإنتقالية الثلاث (المجلس السيادي ومجلس الوزراء والمجلس التشريعي) ، وقد أشارت الكثير من الأخطاء والتداعيات التي كان آخرها مؤامرة هيئة العمليات بجهاز الأمن أن عدم إكتمال المنظومة الهيكلية لمؤسسات الحكم الإننتقالي كان سبباً رئيسياً في (تمهُّل) و(إهمال) جهات كثيرة في الحكومة الإنتقالية عن أداء واجباتها بالسرعة المطلوبة والتدابير المناسبة مما أدى بدوره إلى تلك العثرات والمؤامرات التي إستهدفت الثورة بدايةً بالفتن العرقية في شرق السودان وغربة ونهايةً بإطلاق النار في وسط شوارع العاصمة من جهات كانت مسئولة يوماً عن إستتباب الأمن وتوفير الطمئنينة والسكينة للمواطن المغلوب على أمره.

الحكومة الإنتقالية وحاضنتها السياسية شأنها شأن الكثير من المؤسسات العمومية ، تحتمل إجراءاتها ومُخطَّطاتها وأعمالها الخطأ والصواب والوقوع في المحظور أحياناً ، وذلك على مستوى الشعارات المرفوعة والمباديء المتفق عليها ، لذا بات أمر الإسراع بتكوين المجلس التشريعي لمراقبتها ونقدها نقداً نزيهاً وموضوعياً و(متوازناً) مع مبدأ حماية الثورة والإنحياز المُطلق لإرادة الجماهير أمراً عاجلاً ومُلِّحاً ، وذلك تفادياً للحالة الراهنة التي تُفسِح مجالاً واسعاً لحدوث أشكالٍ من النقد والمعارضة الهدَّامة بقيادة وتدبير قوى الردة الإنقاذية على مستوى الدولة العميقة أو على مستوى الأحزاب الإنقاذية التي شاركت الحركة الإسلامية في محاولة إغتيال الوطن وهزيمة شعبه الباسل.

كما أن تعيين ولاة الولايات وِفق شرط (الكفاءة) والإنتماء غير المُشكَّك فيه لمباديء ثورة ديسمبر المجيدة ودون مُحاصصات حزبية ، يظل المطلب العاجل والعلاج الناجع لمؤامرات فلول النظام البائد التي يمارسونها يوماً بعد يوم وبلا رادع في معظم ولايات السودان التي لم يزل ثوارها الأحرار يجأرون بالشكوى كون أمر إنتصار الثورة في ولاياتهم لم يُغيِّر واقعاً ولم يُحدث أيي جديد فيما كانوا يعانون منه من غيٍ وقهر وظُلم وتطاول على شعارات ومباديء السودان الجديد ، إحموا ثورتكم وحكومتكم الإنتقالية بـ (كفاءآتكم) في إدرة الولايات ، وبـ (مجلسكم التشريعي المركزي) لتضمنوا لمسيرتكم نقداً موضوعياً ونزيهاً يُبرِّءكم أمام الله والوطن والشعب.

الوسوم هيثم-الفضل

التعليقات مغلقة.