إختفاء آثار الثورة فضيحة أمام الألمان

إختفاء آثار الثورة فضيحة أمام الألمان
  • 27 فبراير 2020
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

في زيارته الراهنة طلب الرئيس الالماني زيارة مواقع الاحتجاجات ابان ثورة ديسمبر ، .ولانه لا وجود لمجسمات للاحتجاج الأعظم في تاريخ نضالات الشعب السوداني ضد الدكتاتوريات وهو ميدان اعتصام القيادة العامة ، لم يجد المنظمون سوى كلية الاشعة بجامعة الخرطوم مزارا يحج اليه الضيف الألماني الكبير لاستعادة ذكريات ثورة ديسمبر العظيمة .

ما حدث لساحة الاعتصام من مسح للجداريات وإزالة لآثار الاعتصام يمثل جريمة بشعة في حق الثورة لا تقل بشاعة عن جريمة فض الاعتصام ، لا يوجد تبرير منطقي او موضوعي للفعل الذي قامت به حكومة المجلس العسكري من مسح لكل هذه الآثار وطمس لهوية الثورة ، لم أسمع حتى الآن اي اعتزار من الذين شوهوا الثورة بمسح جدارياتها وإزالة آثار شهداءها من متاريس ضمخت بالدم وعطرت بالعرق والتضحيات ، ومن عجب انهم اليوم في أعلى القمة يتحدثون صباح مساء عن انهم شركاء في الثورة وحماتها والساعين لتحقيق أهدافها !!

اعتصام القيادة العامة كان هو رمز ثورة ديسمبر ، كل الثورات حول العالم لها رمز ، ساحة الباستيل بفرنسا هي رمز الثورة الفرنسية ، يشمخ فيها عاليا تمثال الحرية الذهبي على قمة عمود تموز ، هذه الساحة الان مزارا تاريخيا يجسد الثورة الفرنسية ، يزوره السياح من مختلف أنحاء العالم لاستعادة روح تلك الثورة العظيمة . ميدان التحرير هو رمز الثورة المصرية ، كل من تطأ قدميه مصر لا يغادرها ان لم يزر ميدان التحرير . بينما من المؤسف ان رمز ثورة ديسمبر السودانية اندثر واختفى.

معظم القادة الاوربيون الذين زاروا السودان طلبوا الذهاب إلى موقع الاحتجاجات ، وهم بالطبع لا يقصدون سوى موقع اعتصام القيادة العامة ، فالصور والجداريات والروح الثورية والحماسية لاعتصام القيادة العامة التي انتقلت للعالم اجمع عبر وسائط التواصل الاجتماعي وعبر النقل التلفزيوني الحي أذهلت العالم ، وأشعرت كل حر بأن هذه المساحة الصغيرة الموجودة في قلب إفريقيا هي رمز حي للحرية والكرامة والتضحية ، لذلك من العار ان تختفي كل هذه الآثار الثورية وهناك حكومة تحكم باسم الثورة .

من المهم جدا تشييد رمز لثورة ديسمبر عبر إعادة ذكرى اعتصام القيادة العامة ، حولوا كلية الاشعة جامعة الخرطوم لهذا الرمز وانقلوا الكلية لمكان اخر ، أو أعيدوا إحياء فكرة النصب التذكاري لشهداء ثورة ديسمبر التي أخذت رواجا ثم اختفت ، او غير ذلك من الأفكار ، المهم أن يتم تجسيد هذه الثورة في رمز يزوره كل من تطأ اقدامه أرض السودان ، ويظل شامخا في منتصف الخرطوم يذكر الشعب بالتضحيات ، ويحذر الطغاة ، وتتوارثه الأجيال جيلا بعد جيل .


sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.