القتل الرحيم و”كورونا” يضاعفان الحزن على الفيل المحبوب “أمبيكا” في واشنطن

القتل الرحيم و”كورونا” يضاعفان الحزن على الفيل المحبوب “أمبيكا” في واشنطن
  • 31 مارس 2020
  • لا توجد تعليقات

محمد يوسف وردي

حزن وأسى فى حديقة حيوانات واشنطن بعد وفاة الفيل المحبوب ” أمبيكا” عن طريق القتل الرحيم. أفاد بيان صحفي أن فيلًا آسيويًا – يُقدر أنه يبلغ من العمر 72 عامًا تقريبًا – تم قتله في حديقة الحيوانات الوطنية فى واشنطن أمس .

وتم التخلص من الفيل الذى كان يحمل اسم امبيكا بشكل إنسانى عن طريق القتل الرحيم، بعد تراجع حالته الصحية، واليأس من علاجه. وعبر مجتمع حديقة الحيوان الوطنية في سميثسونيان عن حزنه العميق لفقدان أمبيكا، العضو الأكبر المحبوب في قطيع الأفيال الآسيوية بالحديقة، وقدر موظفو رعاية الحيوانات أن امبيكا تبلغ من العمر 72 عامًا تقريبًا، ما يجعلها ثالث أكبر فيل آسيوي بين سكان أمريكا الشمالية.

وتعيش معظم اناث السلالة الآسيوية تحت رعاية الإنسان 50 عامًا، و كانت أمبيكا جزءًا لا يتجزأ من حملة حديقة الحيوان لإنقاذ الفيلة الآسيوية من الانقراض، والمفضلة لدى أجيال من زوار حديقة الحيوان.و قال ستيفين مونفورت، من معهد سميثونيان الوطني فى بيان: “كانت أمبيكا عملاقة حقًا فى مجتمنا المعنى بالحفاظ على الحيوانات”.

“على مدى العقود الخمسة الماضية، عملت أمبيكا سفيرة ورائدة لأنواعها. وليس من المبالغة أن نقول أإن الكثير مما يعرفه العلماء عن بيولوجيا الأفيال الآسيوية، والسلوك، والتكاثر، والإيكولوجيا هو بفضل مشاركة أمبيكا في دراساتنا الخاصة بالحفاظ على الحيوانات كما أنها ساعدت على تشكيل المعرفة الجماعية لما تحتاج إليه الفيلة من أجل البقاء والازدهار.

ولدت في الهند حوالي عام 1948م، وتم القبض على أمبيكا في غابة كورج عندما كانت في الثامنة من عمرها. وعملت فى مهمة قطع الأشجار حتى عام 1961م، عندما تم إهداؤها لحديقة الحيوان فى واشنطن، بوصفها هدية من أطفال الهند.

و لقد بهرت أمبيكا الزوار، ونالت إعجابهم بسبب حس الفكاهة الذى عرفت به. وكان قد تم علاج امبيكا من الألم والمساعدة في إبطاء تقدم المرض باستخدام مضادات الالتهاب، ومكملات المفاصل.

وقالت الحديقة إنها كانت تعانى أيضا من الآفات على أقدامها وأظافرها، وكان يتم علاجها بحمامات القدم العادية والأدوية الموضعية والمضادات الحيوية. وعادة تجتمع الفيلة والفرق البيطرية في حديقة الحيوان بانتظام لمناقشة الصحة العامة والحيوانية لكل حيوان على حدة.

خضعت أمبيكا لعلاج هشاشة العظام، وهي حالة ظهرت لأول مرة عندما كانت في أواخر الستينيات من عمرها. وعلى الرغم من أن الحالة غير قابلة للشفاء، فقد اتخذ موظفو رعاية الحيوانات خطوات لتخفيف ألمها والمساعدة على إبطاء تطور مرضها. جرب الأطباء البيطريون مضادات الالتهاب والأدوية المسكنة ومكملات المفاصل المختلفة. في حين ساعدت هذه العلاجات في البداية، إلا أن امبيكا شعرت مع مرور الوقت بآفات على القدم والأظافر.. ثم استخدم الفريق المعالج الأدوية الموضعية والمضادات الحيوية لعلاج هذه المشكلات.

وعلى الرغم من تجريب طرقً متعددة للعلاج إلا أنهم لم يتمكنوا من إيقاف تطور الآفات. في الأسبوع الماضي، لاحظ المراقبون انحناء ساق أمبيكا الأيمن، الذي تحمل عبء وزنها ما أضعف قدرتها على الوقوف.

وعلى الرغم من أن صحتها كانت تسوء وتعود للتحسن إلا أن الموظفين أصبحوا قلقين عندما اختارت الابتعاد عن رفيقتيها شانثى وبوزي، و عند مناقشة حالتها الإجمالية ركز الأطباء في طريقة مشيتها وميلها إلى العزلة، وأخذوا فى الحسبان شيخوختها، وضعفها البدني والاجتماعي، وضعف التوقعات على المدى الطويل، وشعروا أنهم قد استنفدوا جميع خيارات العلاج، وقرروا قتلها بطريقة إنسانية.

وقالت تقارير إنه عندما حانت ساعة القتل الرحيم تم إبعاد شانثي وبوزي، ولكن تم منحهما فرصة لقضاء بعض الوقت مع رفيقتهما المتوفية وفاءً لارتباطهما الوثيق معها، خاصة وان العديد من العلماء يقولون إن عملية استكشاف جسد الفيل المتوفى هي اعتراف بالموت، ومن المحتمل أن تكون جزءًا من عملية الحزن.

تلمس الفيلة عادة الغدد الصدغية وقناة الأذن والفم وطرف الجذع. في كثير من الأحيان، وتقوم بإصدار قعقعة أثناء فحص الجسم. لنحو 15 إلى 20 دقيقة، ولقد طا ف شانثي وبوزي حول جثة أمبيكا. وقاما بشمها ولمسها فى جذوعها، إلا أنهما كانا هادئين إلى حد ما خلال هذا اللقاء، وقد تناولت أجهزة الإعلام المحلية الحادث وعبر سكان واشنطن عن حزنهم لوفاة أمبيكا التى ارتبطوا بها، وضاعف الحزن ان الوفاة جاءت فى وقت يعيش فيه معظم السكان أجواء تفشى كورونا وإغلاق المرافق العامة والحدائق.

التعليقات مغلقة.