سكرتارية التجمع المنسحبة والحلو والعلمانية

سكرتارية التجمع المنسحبة والحلو والعلمانية
  • 26 يوليو 2020
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

لم يكن انسحاب سكرتارية تجمع المهنيين الجديدة من قوى الحرية والتغيير مفاجئا للملمين بطبيعة الصراع داخل التجمع، بل كان متوقعا، هذه السكرتارية اختطفت تجمع المهنيين عبر انتخابات مخجوجة، فضحتها تسجيلات أعضاء الحزب الشيوعي داخل التجمع، ثم أكدتها تسريبات قروب اللجنة التنفيذية لنقابة الأطباء الشرعية، ثم أوضحها للكافة المؤتمر الصحفي لستة أجسام رفضت هذا الاختطاف، من بينها أنشط جسمين في التجمع خلال الثورة هما لجنة اطباء السودان المركزية والتحالف الديمقراطي للمحامين .

لم يدخل ممثلي سكرتارية تجمع المهنيين الجديدة قروب المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير منذ انتخابات الخج، نتيجة اثبات ان الانتخابات كانت مسرحية حزبية، ولذلك اعلان السكرتارية خروجها من قحت هو تحصيل حاصل . المجلس المركزي لقحت قدم مبادرة لإعادة توحيد التجمع رفضتها السكرتارية الجديدة ، فهي لا تريد توحيد التجمع مجددا، لديها أجندة لشق التجمع وقيادة خط جديد مواز لقحت، كم ان الوحدة تعني عودة الأجسام القوية وسحب البساط من تحت أقدام كوادر السكرتارية الحالية الضعيفة، هي لا تريد الأقوياء تريد تجمعا صوريا تسهل قيادته لتنفيذ أجندتها الحزبية ، رابطة البياطرة كمثال جميع مكتبها أعضاء في الحزب الشيوعي! هذه هي الأجسام الصورية التي تسير السكرتارية الجديدة الان .

خط سكرتارية التجمع الجديدة من لحظة ميلادها كان هو نسف الوثيقة الدستورية، فض الشراكة، واسقاط حكومة حمدوك الانتقالية، ظهر هذا في محاولات السكرتارية المستميتة من أجل قيادة مواكب مليونية ٣٠يونيو، خطتها كانت احداث صدام عبر اخراج المواكب من المسارات التي اعلنتها لجان المقاومة، وإعلان اعتصام جماهيري أمام قيادة الجيش او مجلس الوزراء في الخرطوم وامام البرلمان في امدرمان، المخطط كشفته لجان مقاومة الموردة والاربعين والفيل وتجمع ثوار الجاح يوسف وحذرت منه في بيانات واضحة وصريحة، ثم اكتشفته الأجسام الستة الرافضة للاختطاف بعد سلسلة من الاستخدام السيء لصفحة التجمع من قبل السكرتارية الجديدة، وتحويلها من صفحة قومية ملك للجماهير إلى صفحة حزبية ملك للسكرتارية الحزبية، ظهر ذلك في قطع السكرتارية لفيديو المؤتمر الصحفي للاجسام الستة، رفضها نشر بيانات الأجسام الستة الرافضة للاختطاف، رفضها نشر بيانات لجان المقاومة يوم المليونية المطالبة بعودة الجماهير إلى المنازل بعد خروج المواكب عن المسارات بفعل فاعل، وبالطبع لم يكن هذا الفاعل سوى السكرتارية الجديدة نفسها وبعض الكوادر الحزبية من حاضنتها السياسية. المليونية كانت تنحدر بسرعة رهيبة نحو الصدام بتوجيه من سكرتارية الاختطاف عبر الصفحة الرسمية للتجمع، مما استدعى تدخل الأجسام الستة واستلام الصفحة، ثم اعلان بيانات لجان المقاومة بعودة الجماهير وعدم الاستماع لدعوات الاعتصام وهو ما حدث ولكن بعد فقدان شهيد وجرح العديدين.

الاعلان الذي وقعته السكرتارية الجديدة مع الحلو هو توقيع نيابة عن الحزب الشيوعي وليس نيابة عن المهنيين ، ما حمله الاعلان من اعلان علمانية الدولة السودانية لم يكن يوما من أجندة المهنيين، هذا الإعلان تم بلا أي مؤتمرات ولا ورش ولم تتم دراسته في اي مستوى من مستويات المهنيين بل هو توقيع فوقي من كوادر الحزب الشيوعي المسيطرة على السكرتارية المختطفة، وهي ستكون ضربة قاضية لهذه السكرتارية ودليل أكيد يفضحها امام الجماهير العادية وأمام جماهير المهنيين، بأنها لا تنفذ أجندة الجماهير ولا تطلعات المهنيين وإنما تنفذ أجندة حزبية ذاتية، لا علاقة لها بالثورة ولا الثوار .

جيد ان عدد من تجمعات المهنيين بالولايات أصدر بيانات تبرؤ من خطوة السكرتارية الجديدة، كما تبرأ منها بعض الكوادر من السكرتارية الجديدة نفسها الذين لم يسمعوا بالانسحاب ولا بالاتفاق على تطبيق العلمانية الا من الإعلام، وجيد كذلك أن تجمع الأجسام الستة أصدر بيانا أكد فيه وقوفه مع الحرية والتغيير ومع حكومة حمدوك واستمراره في كافة الهياكل ، فلتذهب السكرتارية الشيوعية العلمانية ولتؤسس لها حزبا سياسيا اذا ارادت المسير في هذا الطريق الفاشل، ولتمتنع عن الحديث بإسم المهنيين والجماهير فهم قد اكتشفوا خديعتها وسيواجهونها بشيء واحد فقط وهو ( البل ) .


sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.