تقرير: ورشة استدامة السلام بجنوب كردفان توصي بتشكيل لجنة قومية تشارك فيها كل القوي الحية

تقرير: ورشة استدامة السلام بجنوب كردفان توصي بتشكيل لجنة قومية تشارك فيها كل القوي الحية
الصادق المهدي
  • 06 يوليو 2020
  • لا توجد تعليقات

الخرطوم - التحرير :


انعقدت يوم السبت (4 يوليو 2020م) بدار الأمة الورشة القومية لاستدامة السلام والتنمية بولاية جنوب كردفان تحت شعار: جنوب كردفان مابين الواقع المأزوم والمستقبل المأمول”.

شهد الورشة لفيف من قيادات الولاية من أساتذة الجامعات وقيادات الإدارة الأهلية وقيادات القوى السياسية بالولاية وقيادات حزب الأمة القومي يتقدمهم رئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي، ونائب الرئيس اللواء فضل الله برمة ناصر، ونائبة الرئيس الدكتورة مريم الصادق، والأمين العام الواثق البرير، ورئيس المكتب السياسي الدكتور محمد المهدي حسن، ومساعدو الرئيس الباشمهندس صديق الصادق والمستشار البشري عبد الحميد، وعبدالجليل الباشا، وعدد من قيادات الحزب.

وخاطب الجلسة الافتتاحية الإمام الصادق المهدي مقدماً خطاباً ضافياً عن الحالة في جنوب كردفان، مؤكداً أن ولاية كردفان تعد نموذجاً لسودان مصغر، وان مصيرها ينعكس سلباً وايجاباً على السودان الكبير، ومبيناً خصائص المنطقة الفريدة، ومتناولًا عيوب الاتفاقيات السابقة التي أهملت الاهتمام بنزاعات المنطقة مما خلق اصطفاف إثني أدى إلى سقوط العديد من الشهداء والجرحى.

وطالب باتخاذ إجراءات عاجلة، منها تعيين إدارة جديدة مؤهلة، ومحايدة ومراجعة الأجهزة الأمنية، والقيام بتحقيق شامل حول الأحداث الأخيرة لانصاف الضحايا، ومراجعة برامج التنمية في الولاية، مع ضرورة مشاركة القوى الجديدة من أبناء وبنات الولاية في القرارات المصيرية، ورد الإعتبار للإدارة الأهلية وضرورة تكليف والٍ جديد على جناح السرعة بجانب الإسراع في إجراء مصالحات عاجلة بين مكونات الولاية المتنازعة،ومتنياً أن تخرج هذه الورشة ببرنامج عمل مفصل للسلام والمصالحات والتنمية مؤكدا أن مشروع العقد الاجتماعي سيتبني مخرجات الورشة.

كما خاطب الجلسة الافتتاحية ممثل هيئة شؤون الأنصار مولانا محمد الحوار، والأمين العام لحزب الأمة القومي الواثق البرير مرحباً بالحضور في دار الأمة السودانية، ومؤكدا أن حزب الامة يولي عملية السلام في السودان أولوية قصوى واهتماماً كبيراً؛ ولذلك سارع لقيام هذه الورشة المهمة وتبني مخرجاتها،، كما خاطب الجلسة الدكتور الجيلي حمودة انابة عن اللجنة المنظمة للورشة مبينا مبررات قيام هذه الورشة وأهدافها.

كما خاطب الجلسة أيضا مبارك اردول مطالبا بأن تقام هذه الورشة في حاضرة الولاية لتخاطب أهل المنطقة في أماكنهم مثمناً مبادرة حزب الأمة، ومطالباً بإجراء حوار شفاف بين أهل الولاية وكل القوى الحية من أجل تناول كل سلبيات الماضي بشفافية والتحرك نحو المستقبل بتوافق يحقق السلام والتنمية في الولاية.


وترأس الجلسة الثانية د. محمد المهدي حسن، وقدم عبدالجليل الباشا ورقة علمية بعنوان (جنوب كردفان مابين الواقع المأزوم وآفاق الحلول) تناولت بصوره مفصلة تحليلاً مفصلاً لواقع الحال في الولاية، ومعددة أسباب الحرب ونتائجها، والراهن المأزوم الآن وآفاق الحلول، والمتطلبات العاجلة في المجال الأمني والقانوني والسلم الاجتماعي، والمصالحات، ومؤكداً ضرورة اجتراح حلول على المدى المتوسط والمدي البعيد، وأكدت الورقة على مراعاة التعايش الديني والعرقي والقبلي والمذهبي والفكري والسياسي بين أبناء المنطقة.

وعقب على الورقة د. جمعة كنده مقدماً تنويراً واسعاً عن واقع الحال في الولاية من خلال معرفته لتعقيداتها وتداخلاتها القبلية، ومبيناً أن النزاع الأخير في الولاية أسبابه خارجية ومصنوعة ومدفوعة من جهات لها أجندة مقدما الدلائل على ذلك،بناءا علي ماشاهدوه ومالمسوه كلجنة زارت الولاية ضمن الوفد المركزي، ومطالبا بضرورة التحرك العاجل لإيقاف نزيف الدم في الولاية، وهزيمة الاجندة الخبيثة التي تسعى لإيقاف عملية السلام الجارية، وقدم المشاركون في الورشة مداخلات ثرة تناولت تشريحا دقيقا للحالة في الولاية.

وترأست الجلسة الثالثة الأميرة نجوى الزبير، وقُدمت في الجلسة ورقتان الأولى قدمتها أم سلمة نواي عن دور المرأة في فض النزاعات، وبناء السلام بولاية جنوب كردفان، وقدمت الورقة تعريفاً بدور المرأة وأثر الحروب فيها، وأهمية دورها في بناء السلام والتنمية، والتحديات التي تواجه المرأة.
وعقبت على الورقة جليلة خميس، وشهدت الورقة نقاشا مستفيضاً من المشاركين والمشاركات. وأمن فيه الجميع على أهمية استنهاض دور المرأة ومشاركتها الفاعلة في تحقيق السلام والتنمية.


أدار الجلسة الدكتور الحبيب سرنوب، وجاءت الورقة الثانية بعنوان “الإدارة الأهلية بين واقع الحرب واشواق السلام في جنوب كردفان” قدمها الدكتور حامد البشير مقدماً فذلكة تاريخية عن المواقع والسكان والتطور الذي شهدته المنطقة والتداخل القبلي والاثني فيها وتكويناتها السكانية، كما تناولت الورقة خلفية النزاع في الولاية الأسباب وتفاصيل ما حدث كما تناولت نشأة الإدارة الأهلية وتكويناتها ودورها قديماً، والمطلوب منها حديثاً، وبينت الورقة ما يجب تعزيزه وما يجب تحسينه في الإدارة الأهلية متناولة التدمير الممنهج الذي مارستة حكومة العهد المباد في تفكيك النسيج الاجتماعي وتقزيم دور الإدارة الأهلية واضغافها، ومحاولة إلغاء دورها مثلما حدث مع الأحزاب السياسية مما جعل من مسمى الإدارة الأهلية مسمى وظيفياً فقط دون وظيفة.

وقدمت الورقة مقاربة بين واقع الحال من ١٩٢٠ والآن ٢٠٢٠م من حيث تعداد سكان السودان ودور الإدارة الأهلية وما صاحبه من تطور وتحديات وأكدت الورقة أن الإدارة الأهلية مازالت تحتفظ بأهميتها برغم ما حدث لها وهي تمتلك بعضا من رأس المال الاجتماعي والتاريخي الذي يمكن أن يبني عليه. كما قدمت الورقة توصيات في سبيل إصلاح الإدارة الأهلية.

وقد أكد كل المتداخلين أهمية ما أوردته الورقة من معلومات مفيده وتحليل دقيق لواقع الحال والمآل.

وختمت الورشة في جلستها الأخيرة بتوصيات بلغت ٢٠ توصية أهمها ما ورد في خطاب الإمام الصادق المهدي وقد قررت الورشة تحويل خطابه إلى ورقة اطارية أساسية تبني عليها عملية السلام في الولاية، كما أوصت الورشة بتشكيل لجنة قومية وتحويل هذه المبادرة لمبادرة قومية تشارك فيها كل القوي الحية في السودان بجانب مشاركة الدولة في أعلى مستوياتها، على أن تنتقل الورشة الي حاضرة الولاية لتنزيل مخرجاتها على أرض الواقع.

كما أوصت الورشة بضرورة التعجيل بتعيين والٍ جديد للولاية، وهيكلة كل الإدارات فيها أمنية وشرطية وعسكرية وقانونية وإدارية وتضمنت توصيات عديدة مهمة ستتبناها اللجنة القومية لمبادرة تحقيق السلام والتنمية في جنوب كردفان.

وختم الجلسة المهندس صديق الصادق المهدي بكلمة صافية مثمناً دور اللجنة التحضيرية، ومؤكداً أن حزب الأمة يخاطب كل القضايا المصيرية بصورة قومية، ومشيداً بمخرجات هذه الورشة ونتائجها القيمة التي يجب أن تجد طريقها للتنفيذ.

الجدير بالذكر أن الورشة شهدت مشاركة فاعلة لعدد كبير من القوى الساسية والمجتمعية والإدارة الأهلية وزعماء العشائر، بجانب مشاركة الأستاذ الأمين خلف بفاصل من الاغاني الوطنية.

التعليقات مغلقة.