اكتبوا نهاية للفصل الدموي

ما الذي ننتظره حتى نهجر حماقاتنا وغبائنا وننتقل إلى إعمال عقولنا؟ سنتان ونحن نشاهد هذا الحريق يلتهم بلادنا، ولم يسلم منه مركز ولا هامش. الأشخاص نفسهم، قادة أطراف الحرب، والمسرح نفسه، الوطن بكامل امتداداته، والمشاهد والمناظر تتغير كل يوم. مطارات تدمر، محطات كهرباء تحترق، سدود ومعابر تتضرر، معالم البلاد كلها يتم تشويهها وتهديمها، والمنازل تنهار أو تحرق فوق رؤوس ساكنيها. وعلاقاتنا بمحيطنا الأفريقي والعربي تضعف ومصالحنا المتبادلة معهم تتعطل. وأهم من هذا كله أن معاناة أهلنا تكبر وتتسع حتى بدأنا نشك أننا مقبلين على المنفى الذي لا رجعة منه. وكثير غير ذلك نراه يحدث أمام أعيننا لكننا لا نهتم ولا نعيد البصر كرتين. يقولون لنا إن النصر قريب أو أنه حتمي، ونقول لهم لا نصر فوق الدمار والهدم والإبادة. الوطن أكبر منكم جميعا، والأمر أمر الشعب بكل تنوعه وجغرافيته ونصيبكم من أمر الوطن لا يمنحكم حق كل هذا الهدم والتعطيل وكيل كل هذا الرماد.
عودوا إلى صوابكم إن كنتم تتمتعون بذرة صواب، أيقظوا ضمائركم من سباتها، وتذكروا أن الله خلقكم من أجل البناء، ولم يخلقكم من أجل الهدم، وخلقكم لإثراء الإنسانية لا لمحوها. اكتبوا نهاية للفصل الدموي، أوقفوا الدمار ولا تنساقوا وَراء خطوات الشيطان، وإعلموا أنكم ملاقو ربكم، وسيسألكم عما كنتم تفعلون.