جملة مفيدة
كل يوم تترسخ في الأذهان مقولة غرد بها الإعلامي والشاعر والمحامي الواثق عبدالرحمن وصف فيها الصالحية بالرابطة المبروكة. والبركة في اللغة الزيادة والنمو، وبركة الصالحية تتمثل في ارتباط أهلها بها خاصة في الظروف الحالية التي يمر بها الوطن الجريح مما انعكس بياتاً شتويا طويلا في النشاط الرياضي والثقافي لهذه الرابطة العملاقة التي أراد البعض أن يقلل من قيمتها لتسارع بمد لسانها في وجود كل من همّ بالنيل منها وتعطيل مسيرتها.
ولعل تعثر انعقاد الجمعية العمومية في الفترة الماضية أسعد الناقمين عليها وأنعش مجالسهم التي ادعت أن الصالحية قد قبرت لمثواها الأخير. ولهؤلاء نقول إن الصالحية كيان وطني كامل الدسم، فقبل أن تكون رابطة رياضية، هي حاضنة ثقافية واجتماعية كم أقامت الليالي الثقافية، واستضافت جهابيز الشعر والثقافة والفنون. كما أنها حاضنة اجتماعية يتواصل الناس فيها في السراء والضراء، يلتقون في رحابها بحب ويسعون لبعضهم بشوق ليس بينهم بزنس، ولامصلحة، ولا دم، ولا جهة، فقط ينتمون لمنظومة سقاها نيل مبارك، فشبت شجرة مباركة يستظل تحتها الإخاء وينمو بين سيقانها الوفاء.
أما النشاط الرياضي فيكفي أنها على مدى أكثر من ربع قرن ظلت حاضنة لمواهب كروية في فرق من الشمال والجنوب والشرق والغرب والوسط، وقدمت للدوري السعودي لاعبين أصحاب قيمة وللمنتخب وللهلال والمريخ لاعبين أثروا الميادين، لكن أوضاع الأندية بالداخل وسياساتها العقيمة حالت دون الاستفادة من مواهبهم، ولما سدت القمة الباب في وجههم احتضنتهم أندية المملكة وقطر، ودول الخليج فحققوا نجاحات لافته هناك.
ولعل سر تميز الصالحية وثبات بناؤها كونها تأسست على يد خبير رياضي ورجل مجتمع من طراز فريد الرجل الحالة عبدالمنعم عبدالعال، ذلك الرمز الشامخ والطود الأشم، والإداري الفذ، والأب الحنون والأخ الصدوق والرئيس الاستثنائي.
ورجل بهذه المواصفات لايمكن أن يقود كيان هش، ولا يمكن أن ينصره رجال ضعاف يتلاعب بهم أصحاب المصالح، ولا أن تستميلهم روابط قامت على أيدولوجيات معينة وجمعيات تخدم مصالح حزبية، وجهات استقوت بأنظمة فاسدة باطشة، نصرتها سفارة ظلت سنين طويلة تكيل بمكيالين العدالة ليس من بينهما.
وللذين يتمنون أفول نجم “المبروكة”، عليهم أن ينتظروا طويلاً، فالصالحية يقودها اليوم عبدالمنعم عمر رجل من طينة الكبار، ويكفيها فخراً رجال دعموها بالجهد والمال، وقاد لجانها خبراء تدريب وتحكيم، وساندها علماء وأطباء ومهندسون ومستشارون، وأيدها أساتذة جامعات وقادة مؤسسات صحفية ومبدعون ومثقفون وفنانون وشعراء من خيرة رموز المجتمع السوداني.
جملة أخيرة:
أما رجال الصالحية وشبابها الطموح، من السائريبن على طريق أسلافهم، فعليهم أن يعلموا أنهم ينتمون لكيان وطني عملاق يتنفس قيم الرياضة وروحها السمحة، ولديه أهداف لا تلتقي أبداً مع أي مكاسب شخصية، بل تخدم المجتمع، وتعزز دور الأسرة في تنشئة جيل معافى مرتبط بوطنه السودان ومتمسك بقيم دينه ومجتمعه المترابط.