خبير في علم الجريمة يكشف لـ”التحرير” خفايا التشريح الجنائي للشهيدين بهاء الدين واحمد الخير

خبير في علم الجريمة يكشف لـ”التحرير” خفايا التشريح الجنائي للشهيدين بهاء الدين واحمد الخير
  • 31 ديسمبر 2020
  • لا توجد تعليقات

الخرطوم :"التحرير _ سيبويه يوسف


اسنطقت”التحرير”، الخبير المتخصص فى عالم الجريمة الدكتور ياسر عنقال،عن أبعاد عملية التشريح الجنائي للطب الشرعي، بعد إيقاف مدير مشرحة أمدرمان الدكتور جمال يوسف، بسبب تضارب تقارير وفاة الشهيد بهاء الدين نوري، بجانب سابقة اخري في تشريح الشهيد الاستاذ احمد الخير واستهل دكتور ياسر توضيحه بالاتي :

تم إيقاف بروفيسور دكتور جمال يوسف مدير مشرحة أم درمان عن العمل نسبة لأن نتيجة أسباب الوفاة في التشريح الثاني جاءت مخالفا للأسباب التي وردت في التقرير  الأول و محددا وجود كدمات تحت فروة الرأس و جانبي الصدر لم يتم إثباتها في التقرير الأول الذي حدد أن سبب الوفاة هو إحتقان المخ و النزف الدموي تحت السحايا.

  كثير من أخطاء التقارير الطبية التي تقود لنزاعات فيما بعد هي اشتمال التقرير على أكثر من سبب للوفاة، في حين أن تقرير التشريح يجب أن يشتمل على سببا واحدا  و مباشرا للوفاة ليس إلا و محددا بكل دقة حتى تقنع المحكمة و تطمئن و تستند عليه في إتخاذ قرارها و ليست أسبابا متعددة كما نراها في كثير من التقارير، فالمحاكم لا تستند على مجموعة أسباب كنتيجة لازهاق الروح ذلك أن إزهاق الروح دائما يجب أن يكون سببا واحدا و مباشرا و محددا بكل بدقة  to establish the cause of death accurately الذي يجب على المتحري التعرف عليه قبل تسليم الجثة.
   فإذا ما تعرض الضحية لضرب بآلة حادة و مجموعة لكمات بالأيدي بالإضافة لشبهة تسمم…إلخ حينئذ لا بد للتقرير أن يحدد السبب المباشر للوفاة كأن يشير إلى ضربة الرأس التي أدت لنزيف حاد في المخ مما تسببت في الوفاة.  

و عليه و بنفس الفهم ليست بالضرورة أن تتطابق أسباب الوفاة التي وردة في تقارير التشريحين و لا أن تشتمل التقرير الأول على ما لم يتم إثباتها من كدمات تحت فروة الرأس و جانبي الصدر كما أشار إليه التقرير الثاني بقدر ما أن يحدد التقرير السبب المباشر للوفاة فقط.

  لقد تكرر نفس الحالة في تقرير تشريح جثة الأستاذ أحمد الخير سابقا للدكتور عبدالرحيم محمد صالح الطبيب الشرعي بمستسفى كسلا الذي أكد أن سبب الوفاة هو وجود إصابات متفرقة بالجسم وما نتج عنها من مضاعفات.

ثم أشار مرة أخرى في التقرير نفسه إلى أن الإصابات التي تعرض لها القتيل قد تنتج منها ثلاثة آليات متفق عليها علمياً وهى ارتفاع فى نسبة البوتاسيوم الذي يؤثر علي القلب ويؤدي إلي هبوط هرمون الادرينالين ويحدث الوفاة وكذلك مضاعفات الألم الحاد والخوف ينتج عنه صدمة عصبية تؤثر على الأوعية الدموية التى تؤدي إلى توقف القلب و الوفاة ،  بالإضافة  للفشل الكلوي الحاد، وأكد ان جميع المضاعفات أو جزء منها يؤدي إلي الوفاة.

ثم رجح الطبيب عبدالرحيم مرة أخرى أن يكون سبب وفاة المجني عليه الفشل الكلوي و ارتفاع البوتاسيوم، وقال أن العضلات الخلفية للكلية بها تهتك ولكن الداخلية لا يمكن معرفة إصاباتها  بالعين المجردة، وأوضح أن الكدمات قد تتسبب في الفشل الكلوي ، و أن النتيجة العلمية هي ثوابت علمية معروفة لا تحتمل الخطأ أو الصواب لأنها جاءت عن طريق التجارب المقننة.

فالسؤال هنا أي واحدة من هذه الأسباب المذكورة عاليه هي التي أوصلت المحكمة لمرحلة القناعة ثم الاطمئنان ثم استندت عليها في إصدار أحكامها تلك؟

و عليه و لأن الطبيب الشرعي هو ذلك الشاهد الخبير الذي يقدم إفادات استنادا على مهاراته العلمية في مجال تخصصه يجب أن يخضع منسوبي الطب الشرعي لجرعات في القانون الجنائي و الإجراءات الجنائية و التحريات الجنائية مما تمكنهم من الوقوف على مطلوبات المحاكم و الإثبات و معايير قبول لما يقدمونها من إفادات و القيمة الإثباتية لها، كما يجب على العاملين بالمهن القانونية و جهات إنفاذ القانون أيضا من الخضوع لجرعات عن الطب الشرعي و الأدلة الطبية و القيم الإثباتية لها التي تدعم مهاراتهم في مجالات التكييف القانوني و فحص إفادات شهود الخبرة cross examination.

التعليقات مغلقة.