يوميات حاج نظرية: حاج نظرية الرزين وعالم المتسولين

يوميات حاج نظرية: حاج نظرية الرزين وعالم المتسولين
  • 07 أبريل 2021
  • لا توجد تعليقات

نميري شلبي



في لحظة تجلي واندياح ممزوج بإنسانية مفرطة قرر حاج نظرية زيارة قريبه ونسيب عمه ( قريب الله أبو الجبيغ ) الذي يرقد بالمستشفي منذ ايام بعد اصابته بالحمي المالطية وقد تمكنت منه (وهدّت روحه) ، تهندم حاج نظرية وتعطر وخرج قاصدا الموقف (غير المطمئن) ورغم الازدحام و(الدفسيبة) لم تمض لحظات حتي كان حاج نظرية اول (المتشعلقين) علي سلم (الحافلة الخماسي) ولم ينس ان يحدث جاره فى السلم عن اسلم الطرق في الشعبطة وكيف يكون وضع اصبع السبابة وعضم الشيطان، وكيف يكون عمود الانف مقاصدا (للمراية ) الشمال للسائق وكيف كان يتشعبط اعراب بني زنبقاع عندما يقصدون الاسواق لتبديل العملة والبحث عن الصرافات في ذلك الحين ، ومع تعدد المحطات و(حركة الطالع نازل) كان الحاج يجدد في احاديثه لمن ابتلاه الله بهذه الرفقة ويحدثه تارة عن الازدحام واثره الاستراتيجي على النهضة والاقتصاد واحيانا يعرج الي كرة القدم وينتقد إهمال التجديد لسيف تيري ويختلف مع سوداكال في التقشف و(الجلدنة) التي يتخذها كأسلوب حياة منذ ان ولج الى مجلس المريخ ويندد بخروج القمة من دور المجموعات في بطولة افريقيا للأندية .
وصل حاج نظرية الي شروني وكان اسعد الناس بذلك جاره فى السلم بعد ان احمرت اذنه من كثرة الاستماع ومن ارادب (النقة) التي كالها حاج نظرية، حتى جف حلقة ونضب معين عرقه، تنفض حاج نظرية وغيّر وضع عمامتة وفتح فمه متثائباً حتي يهيء احاسيسه الداخلية كما يظن، للمسير والتوجه الي قلب الخرطوم، لم يغلق حاج نظرية فمه بعد ليجد نفسه امام احد المتسولين وهو ينادي بالمقولة الشهيرة (لله) ، سلم عليه حاج نظرية ووضع مبلغا فى قرعته وقال بعد ان حياه وحيا الشعوب الانجلو سكسونية وروح المقوقس الأكبر ولويس السادس عشر وعمال مناجم الماس فى جنوب افريقيا، وضحايا الألغام في فيتنام، يا عزيزي الشحاد، احيي فيك روح الصبر والجلد والمثابرة والتحمل ووجع الاطراف الذي يصيبك من هذه القرعة التي تمدها، فانا ياعزيزي الشحاد عندما كنت فى جزيرة تسمانيا، حيث تجود صناعة صناديق الحلوى والاستماع الى المغنية حواء علب، كنت اراقب الشحادين هناك، ورأيت كيف يكون الأسلوب الأجدى والأمثل، ولذلك عليك ان تحذو حذو من سبقوك فى هذا المجال، أي اجعل يدك مغلولة قليلا لتعامد سوق الاخوان فى مدينة منروفيا والتى يعمل بها حسنين الشحاد وهو كما تعلم صاحب الشعار الشهيرة ( ساعدونا ياجماعة) وعليك عزيزى الشحاد ان ترفع صوتك قليلا عندما تقول كرامة يامحسنين وياحبذا إن كان النداء الشحدي بالسلم السباعي وانا اعتقد بان صوتك ( سي بي مول ) لذلك من الافضل ان تتعلم النداء النسائي ( ياولدي تعال نسالك ) واذا رغبت فى مناداة الجنس اللطيف فعليك ان تدعوهن بقوله ( انت يا السمحة وجمالك خالق صفوفك لا انتي فاسخة ولا كريمك قدر ظروفك) أما اذا كان المرصود شابا فيا حبذا كما قرأت فى مرجع (اسرار علوم المخدة وطلاسم الشحدة ) لمؤلفه (شحاته اللصقة) والذي صدر عن دار عليك الله اديني، فيا حبذا تناديه بابوشنب ويا ظريف واذا رايت الكشة قادمة فاغمض عينيك كما يفعل المتسولين فى السوق الاوربية المشتركة، واسكب الشتات كما ينبغي، ولذلك ياعزيزى الشحاد عليك بوضع مظلة واقية من هجير الشمس كما كان يفعل شاحدو عصر النهضة وشحادو الجامع الكبير فرع نيقوسيا حيث تنجح هناك زارعة ام بقبق وحصاد الغربة وتجود ايضا صناعة اللغة وتجارة القنلقيز وتصدير المولاص وغاز النيون، أي باختصار عزيزى الشحاد عليك (طرّيق صوتك) اي اجعله مطرّق وتغير صوتك قليلا ومن الافضل ان تتعلم بعض اللغات الاجنية ولا تنسي بأن البد إتملت بالحبش والهنود والبنغال وارفع راسك قليلا الي اعلي وقدم يديك معا فى شكل هرمي يقاصد ابو الهول ويكّحل لمتحف اللوفر باحتقار و واغلق عينك اليمني (شديد) حتي تتيح للعين اليسرى الرؤية واخفض عنقك حسب انخفاض الضغط الجوي ولتكن لياقتك عالية علو ناطحة السحاب واثني ركبيك كما يفعل محمد عبد الرحمن الغربال عند انفراده بالمرمي .
ولكن لم يعلمه ماذا يفعل اذا انفرد به حاج نظرية لملم المتسول اطرافه وتأبط عكازته وعض علي جلابيته وفك البيرق وترك حاج نظرية يفكر فى وسيلة جديدة لإعادة المتسول لمكانه حيث هرب.

الوسوم نميري-شلبي

التعليقات مغلقة.