لايف للإغاثة والتنمية تقدم مبادراتها في السودان: القطاع الصحي بحاجة لخطط دعم إغاثية عاجلة ومستدامة

رغم تصاعد حدة الأزمة الإنسانية في السودان، لا تزال معاناة الملايين تواجه تهميشاً على الساحة الدولية، فبحسب التقديرات يحتاج أكثر من 30 مليون شخص إلى مساعدات إغاثية عاجلة 16 مليون منهم من الأطفال، مع وجود 13 مليون نازح 5 مليون منهم من الأطفال.
ويُظهر الوضع الإنساني تفاقماً خطيراً، إذ يعيش 60% من سكان السودان تحت وطأة الجوع، بينهم 2.6 مليون طفل يواجهون خطر الموت بسبب سوء التغذية الحاد، حيث أكدت منظمة الصحة العالمية في يونيو 2025 أن هناك ما يقارب 31 مليون شخص بحاجة لخدمات صحية عاجلة!
السودان يتصدر قائمة التدهور الإنساني العالمي
لايف للإغاثة والتنمية Life For Relief and Development تأسست عام 1994، وعملت في مجالات إغاثية وتنموية عديدة على رأسها دعم القطاع الطبي في الدول المحتاجة. تواصلنا مع فيكي رووب مدير البرامج الوطنية والدولية بالمؤسسة والتي تؤكد أن قيمة المشروعات الطبية التي نفذتها “لايف” منذ انطلاقها تُقدّر بنحو 231 مليون دولار في عدة دول على رأسها السودان، وفلسطين (غزة والضفة الغربية)، وسوريا والعراق و25 دولة أخرى، أُنفقت في مشاريع بناء وتأثيث وتجهيز وتشغيل المستشفيات والمراكز الطبية، وتوفير الأدوية والاحتياجات الطبية ومستلزمات العمليات الجراحية، وتوفير الكراسي المتحركة والأجهزة الحيوية لذوي الإعاقة وكبار السن، وتوزيع مستلزمات الصحة والأسنان على أطفال المدارس، وتدريب الأطباء والممرضين وغيرهم من العاملين في مجال الرعاية الصحية بالمناطق النائية، وتسيير طواقم أخصائي السمع وطب العيون الذين يقومون بتشخيص وتجهيز وتوزيع المساعدات السمعية على الأطفال الصم وضعاف السمع.
الإمدادات الطبية.. لدعمهم على البقاء أحياء!
ويضيف عمر ممدوح مدير قسم المشروعات التنفيذية أن السودان يواجه أكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم قائلاً: ” تُشكل الدول العشر الأعلى في قائمة الأزمات الإنسانية – ومن ضمنها السودان – نحو 82 % من احتياجات الدعم الطبي العالمي رغم أنها تمثل فقط 11% من سكان العالم، فالمؤسسات الإغاثية في السودان تواجه 25 مليون نازح في ظروف مأساوية قاسية نصفهم من الأطفال يصرخون من شدة الجوع في الشوارع، كما انتشرت الأمراض المعدية مثل الكوليرا والحصبة، وسُجِّلت آلاف حالات العدوى والوفيات، بسبب تدهور الوضع الصحي وتوقف نحو 70% من المنشآت الصحية عن العمل.
ويعرب ” ممدوح” عن خبرة المؤسسة في التعامل على الأرض في السودان قائلاً: ” وجودنا بكثافة طوال هذه السنوات في أفريقيا سهل على فريق “لايف” من التواجد في قلب السودان عقب الحرب عام 2023 حيث كنا ندرك حقيقة استمرار الأزمة في السودان، والتي قد تكون أكبر وطأة من أزمة غزة، ولكنها منسية في خضم الأحداث المتسارعة.
تُقدّم “لايف” المساعدات الطبية لأكثر من15 ألف شخص في أفريقيا سنويا، من خلال توفير الأدوية واللقاحات الأساسية، مع التركيز على الأطفال دون سن الخامسة، والنساء الحوامل، والسكان في المناطق النائية.
دعمهم للبقاء أحياء!
وفي السودان عملنا أولاً على توفير الإيواء والمستلزمات الإغاثية الطارئة للنازحين، ثم عملت على توفير مستلزمات العناية الطبية والأدوية، وأدوات التعقيم والنظافة والرعاية الشخصية، إلى جانب تقديم خدمات الفحص الطبي للحوامل وكبار السن والأطفال ممن كانوا في أشد الحاجة لذلك.
كان فريقنا يعمل في قلب السودان رغم المخاطر الأمنية والتحديات الصعبة، فقد ركزت خلالها المؤسسة على دعم النازحين داخليّاً واللاجئين أيضاً منهم إلى مصر، واهتمت برعاية الفئات الأكثر تضرراً، خاصة الذين عانوا من الترهيب ونهب ممتلكاتهم، وكانوا يفترشون العراء بعد أن فقدوا عوائلهم، حيث عملت “لايف” في العام الأول من الأزمة 2023 على توفير الماء والطعام وقامت بتوزيع السلال متكاملة العناصر الغذائية، واحتياجات الأطفال من الحليب والحفاظات وغيرها”.
26 مليون دولار لدعم القطاء الصحي في عام واحد!
وتضيف فيكي روب: “الأعوام الأخيرة كانت هي الأشد مأساة في العالم العربي والنامي خاصة في دول كغزة وسوريا وميانمار وأفغانستان ولبنان، ففي العام 2024 فقط قامت المؤسسة بتوفير إمدادات طبية بقيمة 26 مليون دولار للإغاثة الصحية العاجلة.
ففي غزة وبالتعاون مع بعض المؤسسات الإنسانية المحلية عملت “لايف” على توفير الأدوية والمستلزمات الطبية واحتياجات المستشفيات من الأسِرة والكراسي المتحركة والعكاكيز ومستلزمات العمليات الجراحية، من خلال إدخال 15 قافلة لتغطي احتياج 3 مستشفيات رئيسية في القطاع، وتوفير منتجات النظافة والتعقيم والعناية الشخصية لـ 61 ألف أسرة، ولوازم النساء والحوامل لـ 47 ألف.
وفي سوريا قدّم مشروع إدلب وسرمدا ودانا عمليات جراحية أساسية ورعاية طبية لمرضى السرطان هناك، وفي السودان تقديم العلاج الطبي لـ 3598 شخصًا، مع فيتامينات ما قبل الولادة للحوامل، وفي بنغلاديش تم إنشاء مركز “لايف” في مخيم كوتوبالونغ للروهينجا، الذي يساعد 30 ألف لاجئ سنويًا، إلى جانب مركز الرؤية لرعاية العيون، وفي سيراليون تلقى المستشفى العسكري رقم 34 إمدادات طبية حيوية.
كما تم إرسال القوافل الطبية إلى جميع أنحاء العالم لتقديم مساعدات طبية أساسية، بما في ذلك 15 قافلة إلى سوريا، و10 قوافل إلى المغرب، و7 قافلات إلى مالي، و3 قافلات إلى سيراليون، وقافلتان لكل من غانا، وساحل العاج، وباكستان، وموريتانيا، وأوكرانيا، وقافلة إلى السنغال ولبنان.
الأدوية واللقاحات للأطفال والحوامل وكبار السن
وفي هذا العام قامت “لايف” بتقديم خدمات الرعاية البصرية وطب العيون لأربعة آلاف شخص من لاجئ الروهينجا، كما قدمت الأدوية والمستلزمات الصحية لـ 16 ألف مريض في مالي في 14 مركزًا طبياً.
وفي لبنان قامت “لايف” بدعم 6 مستشفيات رئيسية من خلال توفير الإمدادات والمعدات الطبية اللازمة لهم، وفي الصومال قدمت “لايف” الإمدادات الطبية لثلاثة مستشفيات رئيسية، بالإضافة إلى تقديم الإمدادات الطبية إلى سبعة مستشفيات في صومالي لاند.