لحظة لا تُنسى… حين يولد الأثر من كلمة
في بعض اللحظات، لا نحتاج إلى جائزة أو لقبٍ جديد… بل إلى رسالةٍ واحدة تُذكّرنا لماذا اخترنا هذا الطريق.
وصلتني قبل أيام رسالة من إحدى بناتي المتدربات بعد أسبوعٍ قضيناه معًا في مدينة الخفجي، ضمن ثلاث رحلات تعليمية متتالية حملت بين طياتها الشغف، والبحث عن الذات، وبذرة الشجاعة التي تنبت حين نؤمن بأنفسنا.
كانت كلماتها صادقة حدّ الدهشة… تحكي كيف غيّرت “لحظة واحدة” مجرى حياتها، وكيف كانت دعوتي لها للصعود إلى المسرح المرة الأولى نقطة تحوّل حقيقية كسرت بها حاجز الخوف، وأيقظت فيها الثقة التي ظنّت يومًا أنها فقدتها.
حين قرأت رسالتها، لم أرَ شكراً أو مديحاً، بل رأيت “قصة ميلاد مهني جديد”، تذكيرًا بأن أثر الكلمة لا يُقاس بالمدّة، بل بالصدق الذي تُقال به.
حين نزرع في أحدهم الإيمان بذاته، نكون قد شاركنا في إعادة تشكيل مستقبله دون أن ندري.
وأنا أقولها بملء يقيني:
لو أن عام 2025 مضى ولم أخرج منه إلا بهذه الرسالة…
لكفاني شكرًا لله، أن وهبني نعمة الأثر، وأن جعل من قاعة التدريب مساحةً لولادة القلوب من جديد.
في كل قاعة تدريب… لا أبحث عن التصفيق، بل عن نظرةٍ تشتعل فيها شرارة الإيمان بالنفس.
في كل رحلة تعليمية… لا أبحث عن عدد الحاضرين، بل عن قلبٍ واحدٍ يتغيّر فيغدو العالم بعده مختلفًا.
وفي مدينة الخفجي، وبين ملامح تلك الوجوه النقية، أدركتُ أن التعليم الحقيقي ليس أن تُدرّس، بل أن توقظ في الناس شجاعتهم النائمة.
هذه الرسالة التي وصلتني من إحدى بناتي المتدربات كانت كأنها “هدية العام”
تذكيرٌ من الله أن الكلمة الصادقة قد تبقى في الذاكرة أكثر من أي شهادة،
وأن “الأثر الإنساني” هو أسمى وسام يمكن أن يُمنح لقائد تعلم.
فإن مرَّ عام 2025 ولم أخرج منه إلا بهذا البريد…
لكفاني شكرًا لله.


